صحة قول من أراد العلا هجر القرى، وهي المقولة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث إن بعض من الأشخاص نشر هذه المقولة منتسبة للإمام الشافعي، والبعض الآخر نشرها أنها من نصائح الإمام مالك للإمام الشافعي، حيث أن الشافعي هو تلميذ الإمام مالك رحمهما الله، والذي ينصحه إذا أردت العلم فعليك بهجر القرى، لأن الحسد منتشر في الأرياف، وكأنه يقصد أن الحسد مرتبط بالأرياف، وليس بمكان آخر، وفي هذا المقال صحة قول من أراد العلا هجر القرى.
محتويات
ما صحة قول من أراد العلا هجر القرى
يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقولة من أراد العلا هجر القرى فإن الحسد في الأرياف ميراث بشكل كبير، ويفهمها البعض بأنه يجب على الناس الذين يدرسون العلوم مهاجرة الأرياف، حتى لا يضيع علمهم فيها بسبب حسدهم للعلماء والنابغين، وكأن الحسد مرتبط ومن الأشخاص من ينسبها للإمام الشافعي، وهو تلميذ الإمام مالك، والذي أراد الرحيل، فأوصاه الإمام مالك بأن لا يسكن الريف فيضيع علمه، وبناءً عليه هذا افتراء على الشافعي، فلا يمكن أن يصدر هذا الكلام عن شخص عاقل، فكيف يصدر عن عالم، وفي المقولة المتداولة نوع من الجهل، وبناءً عليه لا يصح تداول أي مقولة خاصة بعلماء الدين دون التحقق من مصادرها الصحيحة.
صحة لا تسكن الريف فيضيع علمك
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقولة نُسبت للإمام الشافعي وهي: (لا تسكن القرى فيضيع علمك ، من أراد العلا هجر القرى فإن الحسد في الأرياف ميراث)، وهذا يعني أن الحسد الذي ذُكر في القرآن الكريم مرتبط بالأرياف، وهذا الأمر غير صحيح، لأن الحسد موجود في كل مكان، وبين كل الطوائف، والأماكن، وهو منتشر في جميع دول العالم، وليس محدد بمكان ما، وعلاجه أن يرضى الحاسد بما أعطاه الله تعالى له، ولا يصح من المقولة المنسوبة للإمام الشافعي إلا ما قاله الإمام مالك في المدونة: “لا تسكن القرى فيضيع علمك”، وهي من نصائح الإمام مالك للشافعي، وباقي المقولة لم تصح عن الإمامين المالك والشافعي.
من قائل من أراد العلا هجر القرى فإن الحسد في الأرياف ميراث
من أراد العلا هجر القرى فإن الحسد في الأرياف ميراث هي مقولة منسوبة للأمام الشافعي، من نصائح الإمام مالك له، وهي مقولة غير صحيحة ولم يتم إثبات صحتها على لسان الشافعي، والصحيح من وصية الإمام مالك للإمام الشافعي قبل فراقه: “لا تسكن الريف يذهب علمك، واكتسب الدرهم، لا تكن عالة على الناس، واتخذ لك ذا جاه ظهرا لئلا يستخف بك العامة، ولا تدخل على ذي سلطنة إلا وعنده من يعرفك وإذا جلست عند كبير فليكن بينك وبينه فسحة لئلا يأتي إليه من هو أقرب منك فيدنيه ويبعدك فيحصل في نفسك شيء”.