ما صحة دعاء يوم الأربعاء بين الظهر والعصر، الدعاء عبادة عظيمة تقوي الصلة بين العبد وربه، ويعتبر الدعاء هو اللجوء لله تعالى في السراء والضراء طلباً ورجاءً في تحقيق أمور كثيرة للعبد، ولنيل العبد رضا الله والأجر الكبير، بالدعاء يشعر الإنسان بالأمن والطمأنينية عند تيسير أمره قال الله تعالى في كتابه العزيز:” وإذا سألك عبادي عني فإني أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون”، الدعاء بالليل والنهار، في البر والبحر، في الغنى والفقر، في المرض والصحة، في السر والعلانية، فكم من رحمة تحققت نتيجة للدعاء الذي يزيل الكروب ويغفر الذنوب ويشفي المريض ويجبر المكسور، سنتعرف خلال المقال على ذلك وسنتعرف حول ما صحة دعاء يوم الأربعاء بين الظهر والعصر.
محتويات
الدعاء يوم الأربعاء بين الظهر والعصر
يستفسر الكثير حول صحة الدعاء بين صلاة الظهر الى صلاة العصر، وذلك الاستفسار بشأن حديث ألا وهو عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا في مسجد الفتح ثلاثا بين الظهر والعصر يوم الإثنين، ويوم الثلاثاء، ويوم الأربعاء فعُرِف البِشر في وجهه، قال جابر:” فلم ينزل بي أمر مهم غليظ إلا توخيت تلك الساعة فأدعو فيها فأعرف الإجابة” رواه البخاري في الأدب المفرد وأحمد والبزار وغيرهم وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد، فأقر العلماء حول ضعف سند هذا الحديث فلا يصح الاحتجاج به، ولو صح فالمراد به تحري هذا الوقت للدعاء فيه، ودل على ذلك فعل جابر رضي الله عنه، ولكن هناك طائفة يعملون بهذا الحديث، ولكن حسب رأي الفقهاء لو صح الحديث فإنه لا يدل على خصوصية للوقت بين الظهر والعصر في يوم الأربعاء، بل أن هذا الدعاء صدر من النبي صلى الله عليه وسلم اتفاقاً، إذ القصد هو الإلحاح في الدعاء، وهناك شيء آخر يرد على متنه أيضاً وهو أن تخصيص ما بين الظهر والعصر بالفضيلة ليس له نظير فيما نعلم، فإن معظم سنن الذكر والدعاء إنما تكون في طرفي النهار وآخر الليل وأدبار الصلوات.
هل الدعاء يوم الأربعاء بين الظهر والعصر مستجاب
حسب رأي الفقهاء في الدين والدارسين في الأحاديث النبوية حول صحتها أو ضعفها فقال البعض أن الحديث ضعيف لا يحتج به، والسبب أن في إسناده علتان وهما:
- العلة الاولى، كثير بن زيد الأسلمي حيث يوجد خلاف بين علماء الحديث في قبول روايته، من العلماء من يوثقه والأكثر من العلماء يرجحون على تضعيفه، حيث قال فيه الحافظ في كتاب التقريب:”صدوق يخطئ “، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ” وفي إسناد هذا الحديث : كثير بن زيد، وفيه كلام، يوثقه ابن معين تارة، ويضعفه أخرى”.
- العلة الثانية، عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، وهو مجهول الحال، حيث قال محققو مسند الإمام أحمد : ” إسناده ضعيف، كثير بن زيد ليس بذاك القوي، خاصة إذا لم يتابعه أحد، وقد تفرَّد بهذا الحديث عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب، وهذا الأخير في عداد المجاهيل “.
ففي كتاب المساجد السبعة للشيخ عبد الله بن محمد الأنصاري في صفحات من 11_ 15 يوجد بحث موسع حول علل هذا الحديث.
ليكن الدعاء حزء مهم في الحياة في أول الأعمال وفي كافة الأمور،فالدعاء عبادة غير مقيدة بزمان أو مكان، يصح الدعاء في جميع الأوقات كما قال تعالى :” ادعوا ربكم تضرعاً وخفية”، وكما قال :” ادعوني أستجب لكم”، نسأل الله أن يوفقنا لهذه النعمة العظمى ويلهمنا صالح الدعاء وان يمن علينا بالإجابة، تعرفنا على ما صحة دعاء يوم الأربعاء بين الظهر والعصر.