من هو عبدالله القصيمي الذي مات ملحدا، بعد مرور عقدين من وفاته في عام 1996، لا يزال عبدالله القصيمي أحد أكثر الشخصيات الفكرية إثارة للجدل في العالم العربي، حيث يعتبره البعض “ابن تيمية العصر الحديث”، وذلك قبل اعتناقه الآراء المعادية للدين التي ينظر إليها على أنها أساءت إلى المسلمين، من ناحية أخرى اعتبره البعض “ملحدًا”، عبدالله القصيمي الشخصية السعودية المولودة عام 1907 والمعروفة بذكائها واجتهادها كان يعتبر أيضًا مثقفًا وملهمًا برؤية تقدم نظرة ثاقبة للعقلية العربية، كما دعا إلى العناصر العقلانية التي من شأنها أن تحرر الدول العربية من الفكر الأسطوري، من هو عبدالله القصيمي الذي مات ملحدا.
محتويات
من هو عبدالله القصيمي الشيخ
انتقل عبدالله القصيمي إلى جامعة الأزهر لمزيد من التدريب الديني ليتم طرده لاحقًا بسبب آرائه المحافظة، حيث أصبح من أكثر الشخصيات إثارة للجدل، ونتيجة لكتاباته وآرائه المحظورة، وصف عبدالله القصيمي بالملحد، حيث أدى تحوله الجذري من كونه مدافعًا متحمسًا عن السلفية إلى ملحد يتبنى الفكر والعقيدة الحرة والكتابات المحظورة، إلى إطلاق دعوات لإدانته بالإعدام بتهمة الردة، ونجا من محاولتي اغتيال واحدة في مصر والأخرى في لبنان، ولم يتم تأكيدها أبدًا، وبدا عبدالله القصيمي في كتاباته المبكرة وكأنه يدعو إلى التبرير في الدين، لكنه عرف لاحقًا بانتقاده الحاد للعقيدة الدينية والثقافة العربية بشكل عام، كما دعا في بعض كتبه إلى النهضة الدينية ودعا إلى إنقاذ الدين من الجهل والتخلف على حد وصفه.
من هو عبدالله القصيمي
لإلقاء مزيد من الضوء على هذه الشخصية المثيرة للجدل، أجرت قناة العربية مقابلة مع المحامي والكاتب المصري إبراهيم عبد الرحمن، وهو صديق دائم لعبدالله القصيمي والذي كان يعرفه منذ نصف قرن، وتحدث عبد الرحمن عن إقامة عبدالله القصيمي في مصر حيث عينه الملك السعودي الراحل سعود كأحد مستشاريه خلال الزيارة الملكية عام 1946، وفي عام 1954، أعلنت السلطات المصرية أن عبدالله القصيمي هو شخص غير مرغوب فيه، وهي خطوة بدأت بمخاوف الحكومة اليمنية بشأن تأثيره الكبير على الطلاب اليمنيين الذين يدرسون في مصر، حيث اعتاد المثقف “الليبرالي” على لقاء الطلاب كل أسبوع وبعضهم، بحسب قول صديقه عبد الرحمن على صلة بالمعارضة اليمنية، ولقد تأثروا بشدة بوسائله “غير التدخلية”، ولكن لم تدرك الحكومة اليمنية هذا التأثير جيدًا، مما دفع القصيمي إلى اللجوء إلى لبنان.
استمر عبدالله القصيمي في الدفاع عن الليبرالية العلمانية والتنوير العربي خلال فترة إقامته في لبنان لمدة عامين، وقال عبد الرحمن بأنه سمح له بالعودة إلى مصر عام 1956 بعد تدخل الملك السعودي الراحل سعود، وشرح سبب عدم عودة عبدالله القصيمي إلى وطنه بسبب وجود فتوى بالموت للردة ضده بعد نشر كتابه “هناك الأصفاد”، حيث أثار الكتاب ضجة في المملكة، وكان من بين منشوراته البارزة: العرب ظاهرة رنانة، ضمير الكون، فخر التاريخ في الأزمة.