أهمية مضيق البسفور والدردنيل، مضيقا البسفور والدردنيل الواقعين في دولة تركيا من أهم الممرات البحرية في العالم، فهما المخرج الوحيد لخروج سفن روسيا من البحر الأسود المغلق، مضيقا البسفور والدردنيل اللذان يتميزان بأنهما ممران مائيان ضيقان إلا أن تركيا اكتسبت من خلالهما موقع جغرافي استراتيجي مميز، مضيق البسفور والدردنيل يصلان البحر الأسود مع البحر المتوسط ويفصلان بين قارتي آسيا وأوروبا وحاول الكثيرين السيطرة عليهما ولكن حافظت عليهما الجمهورية التركية، سنتعرف خلال المقال بتفاصيل ومعلومات وأهمية مضيق البسفور والدردنيل والتاريخ لكل منهما.
محتويات
مضيق البسفور والدردنيل
تمتلك تركيا أهم مضيقين في العالم اللذان يعتبران من أهم نقاط الملاحة البحرية وهما:
- مضيق البسفور : الذي يصل بين بحر مرمرة والبحر الأسود، طول يبلغ ثلاثون كيلو متر، وعرضه من 550_3000 متر، تصنف مياه مضيق البسفور ضمن مجال الملاحة الدولية، وحركة السفن في المضيق من اهم نقاط الملاحة البحرية في العالم، وتقع مدينة أسطنبول على جانبي مضيق البسفور، حيث يبلغ عدد السفن التي مرت خلاله عام 2003 حوالي سبعة وأربعون ألف سفينة منها سفن حملت مواد خطيرة كالبترول وغازات، وزاد عدد السفن خلال عام 2004 الى أكثر من ثلاثة وخمسون ألف سفينة، ويمثل مع مضيق الدردنيل الحدود الجنوبية بين قارتي آسيا وأوروبا.
- مضيق الدردنيل: يعتبر مضيق الدردنيل هو الممر المائي الرابط بين بحر مرمرة وبحر إيجة، طول مضيق الدردنيل واحد وستون كيلومتر، وعرضه 1.2_ 6 كيلو متر، أما عمقه خمسون إلى تسعون متر، ويفصل بين شاطئ آسيا الصغرى وشبه جزيرة جاليبولي الواقعة في الجانب الأوروبي وهما ضمن الأراضي التركية.
أهمية مضيق البسفور والدردنيل
مضيق البسفور والدردنيل للبحر الأسود لهما أهمية استراتيجية كأهمية قناة السويس في مصر للبحر الأحمر، أهمية المضيقين في جوانب عدة ومنها:
- الأهمية الحضارية: هذان المضيقان يفصلان بين حضارتين مختلفتين وهما حضارة قارة أوروبا التي تسود فيها الديانة المسيحية بمذاهبها المختلفة، والحضارة الآسيوية التي تسود فيها الديانة الإسلامية، ولكل منها حضارة وعادات ومع ذلك هناك علاقات حضارية ثقافية علمية واقتصادية وتجارية بينهما.
- الاهمية البشرية: يفصل مضيقا البسفور والدردنيل بين مجموعات بشرية تختلف في السمات والصفات، ففي الجانب من أوروبا تعيش شعوب أوروبية لاتينية ورومانية وغيرها، بينما في الجانب من آسيا مجموعات شرقية تركية منغولية ومن ثم مجموعات عربية.
- الأهمية الاستراتيجية: المضايق هي ممرات مائية إجبارية لدول حوض البحر الأسود إلى البحر المتوسط وبحار ومحيطات العالم، وهما الفاصل الطبيعي بين عالمين مختلفين من المسلمين والمسيحين، حيث كان في عصور ماقبل الميلاد الكثير من الحروب بين المشرق والمغرب فاجتاز الملك الفارسي داربوس في 480 قبل الميلاد مضيق الدردنيل وغزا مملكة أثينا اليونانية، وفي سنة 334 قبل الميلاد عبر المضيق الإسكندر المقدوني لتوسيع دولته حتى الهند، ثم بعد ذلك اجتازها الصليبيون إلى بيت المقدس، وخلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر نشبت حروب عديدة من أجل السيطرة على تلك المضايق، ومنها معركة جنة قلعة عام 1915_1916 حيث دافع فيها الأتراك عن المضايق والأرض التركية، ودخلت مشكلة المضايق ضمن مجموعة المشكلات التي تعرف بالمسائل الشرقية لدى الأوربيين، ولحل هذه المشكلة عقد مؤتمر عالمي في مدينة مونتريو السويسرية عام 1934 تم الإتفاق فيه على السماح للأساطيل والسفن المدنية الروسية وغيرها أن تمر بحرياً عبر تلك المضايق في أوقات السلم، أما الدول غير المطلة على البحر الأسود فتم السماح لسفنها الحربية بالدخول المؤقت، وذلك بعد أن تأخذ إذن من السلطات التركي مع تحفظ على بعض أنواع السفن الحربية.
- الأهمية الاقتصادية: تتمثل أهمية مضيق البسفور والدردنيل الإقتصادية من إطلالات عدد من الدول المتقدمة والمتطورة على البحر الأسود بمجموع عدد سكان لا يقل عن ثلاثمئة مليون نسمة، وهما روسيا الاتحادية وأوكرانيا ورومانيا وبلغاريا وجورجيا، وتركيا التي تبلغ سبعون مليون نسمة، وهذه الممرات هي السبيل الوحيد الأقصر والأفضل للتبادل التجاري بين الدول المذكورة والوطن العربي وإفريقيا وجنوب شرقي آسيا، حيث نسبة 25_45% من التبادلات التجارية تتم عبر مضيقي البسفور والدردنيل للدول الأوربية السابقة.
تاريخ مضيق البسفور والدردنيل
مضيق البسفور سمي بأسماء عديدة على مر التاريخ، منها إسم مضيق القسطنطينية، ثم سمي بمضيق البسفور وهو مشتق من اللغة اليونانية القديمة، أما خلال الدولة العثمانية والحكم العثماني لتركيا سيطرت على مضيق البسفور لتنظيم الرحلات البحرية للدول الأوروبية الامر الذي ساهم بتحسين العلاقات بين الدولة العثمانية وأوروبا خلال القرن الثامن عشر الميلادي، وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى حدثت نزاعات كبيرة على مضيقِ البسفور، وصار آنذاك تابع لسيطرة الأمم، ثم تمكنت تركيا في عام 1923م من استعادة السيطرة الكاملة على مضيقِ البوسفور حسب معاهدة لوزان، أما مضيق الدردنيل سماه اليونانيين القدماء الهلسبونت، ويتميز بوجود القلاع والحصون على جانبيه حيث بنتها الدول العثمانية لحماية أراضيها من الهجوم والغارات بعد فرض سيطرتها على القسطنطينية، وظهرت منظومة مضيقا البسفور والدردنيل نتيجة لانكسارات وتصدعات أصابت تركيا قديماً فهي أودية سابقة غمرتها مياه البحار حسب الدراسات الجغرافية تعود الى عام 5600 قبل الميلاد، عندما ارتفع منسوب المياه وعمل على فصل المنطقة الجغرافية القريبة من بحر مرمرة، والبحر الأسود، وفي القرن العشرين وصلت الاستكشافات الجغرافية لمضيق البسفور ومنها:
- أعمق المواقع في مضيق البوسفور هي في منطقتي بيبك، وقنديلي.
- توجد العديد من المناطق الضحلة في شمال وجنوب مضيق البوسفور.
- يتصل نهر مع مضيق البوسفور يطلق عليه نهر قناة الغواصة، وقال الباحثون الجغرافيون أنه سوف يكون سادس أطول نهر عالمياً.
مضيقا البسفور والدردنيل الواقعين في تركيا يعتبران من اهم الممرات المائية للملاحة البحرية في العالم ، لهما اهمية كبيرة جداً جعلت من دولة تركيا منطقة سياحية ذات موقع جغرافي استراتيجي هام، حاول كثيرون السيطرة على المضيقين لما لهما من أهمية جغرافية ولكن تركيا دافعت عنهما بشراسة، تعرفنا خلال المقال على أهمية مضيق البسفور والدردنيل.