هل الغريق شهيد، والشهيد هو المسلم الذي يموت في سبيل الله تعالى، تاركاً خلفه متاع الدنيا، باغياً نحو الله تعالى من خلال ساحة الحرب، وذلك لقتال أعداء الله تعالى، والله تعالى اختص الشهيد بـ 6 خصال، وهي: أن يغفر له في أول دفعة من دمِه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلةَ الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوَقار الياقوتةُ منه خيرٌ من الدُّنيا وما فيها، ويزوجَ ثنتين وسبعين زوجة من الحور العِينِ، ويشفع في سبعين إنسانًا من أقاربه، ولكن هل يمكن اعتبار الغريق شهيد.
محتويات
ما حكم من مات غريقاً في البحر
حكم من مات غريقاً في البحر شهيداً بإذن الله سبحانه وتعالى، وذلك كما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة: “من مات بغرق فهو شهيد”، كذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه: (الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله)، والغريق هو الذي يموت غريقاً في الماء، ويرجى لمن مات غريقاُ في سفر طاعة أن يكتب له المولى عزوجل أجر الشهادة، بشرط أن يكون مسلما ًموحداً للمولى عزوجل، وألا يكون قد ركب البحر عند هيجانه، كما أنه يُغسل ويصلى عليه، والشهيد الذي لا يغسل ولا يصلى عليه هو شهيد المعركة.
هل يدخل الغريق في فضل الشهيد
أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الشهيد هو من يحمي عرضه أو ماله أو أهله أو وطنه، ولكن لماذا الغريق شهيد، وهل يدخل الغريق في منزلة الشهيد، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما تعدون الشهيد فيكم؟ فقالوا: يا رسول الله، من قتل في سبيل الله، فهو شهيد، فقال: إن شهداء أمتي إذاً لقليل، قالوا: فمن هم يا رسول الله؟ قال: من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، قال ابن مقسم: أشهد على أبيك أنه قال: والغريق شهيد”، فالغريق بإذن الله تعالى شهيد، سواء مات في حرب، أو خلال ذهابه لنزهة، أو غير ذلك.
هل الغريق يعتبر شهيد
الغريق يُعتبر شهيد في حالة كان مسلماً موحداً لله تعالى، حيث لا يمكن أن يُطلق لفظ الشهيد على من مات على غير دين الإسلام، وأجمع علماء المسلمين وفقهئاهم أنه لا يجوز الترحم على غير المسلمين، والشهيد في الإسلام على ثلاثة أقسام، شهيد الدنيا والآخرة، وهو الذي يقتل في معركته مع الكفار مقبلاُ غير مدبر من أجل إعلاء راية الإسلام، والقسم الثاني، شهيد الدنيا وهو الذي قُتل في معركته مع كفار، لكنه ذهب للحرب من لل الغنيمة، أو قاتل رياء، أما القسم الثالث فهو شهيد الآخرة، وهو من قُتل مظلوماُ من غير قتال، كالغريق، والمبطون، والمطعون، ويُعامل الغريق معاملة الشهيد في الإسلام، ولكنه يختلف عن الشهيد الذي قتل في الحرب، في حين أن الغريق تجري عليه أحكام الموتى، أما الشهيد فلا يغسل، ولا يصلى عليه.