من هو شاعر العرب الاكبر، حدث تغيير كبير في شكل القصيدة العربية في أواخر الأربعينيات، حيث تم التخلي عن نظام العروض الموسيقية التي فرضتها المؤسسة النقدية لقرون عديدة، وهي طريقة رئيسية لتحديد الشعري، وتم اختيار أن يتبنى مكانه نظامًا يستخدم طول الخط المتغير وأنماط السكون والتكرار بدلاً من قافية النهاية، وتجدر الإشارة إلى أنه كانت هناك محاولات سابقة لكسر القيود الصارمة للمقاييس التقليدية خاصة في الأنواع الشعرية العامية التي تجاهلها النقاد في الغالب، كانت هذه البادرة في الأربعينيات هي التي أدت إلى بداية جديدة عصر الشعر العربي الجديد، ومع كل ذلك استمر الشكل التقليدي للقصيدة على يد بعض الشعراء ليحتل مكانة مهمة في قلوب الكثير من العرب الذين ما زالوا يستمتعون بالاستماع إليه، من هو شاعر العرب الاكبر.
محتويات
لماذا لقب الجواهري بشاعر العرب الأكبر
من هو شاعر العرب الاكبر؟ هو الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري، وتتزامن حياة الشاعر محمد مهدي الجواهري مع تاريخ القرن العشرين وتعكس الأحداث التأسيسية للمجتمع والدولة العراقية الحديثة، ولا سيما في النصف الأول من القرن، حيث كان جزءًا من الطبقة السياسية الناشئة المرتبطة بالدولة والمجال العام الذي تهيمن عليه الدولة، وكان ممثلاً بارزًا في مجال الأدب والصحافة، وشارك بنشاط في المناقشات والمؤامرات التي ميزت حياة البلاد، كما توضح بعض الحلقات في حياته خيال العراق الجديد بقدر ما توضح ميوله الطاردة المركزية والطائفية، كما أنها توضح نقاط التحول في الحياة العامة والأدب، من حماية الأقوياء والأغنياء إلى الاهتمام بالجمهور، وهو جمهور اتسم مفهومه بصعود الحركات السياسية، خاصة الشيوعيين واليسار، الذي كان الجواهري شديد التعلق به.
أصبح العراق رسميًا دولة قومية تحت الانتداب البريطاني في عام 1921، وقد أنشأته بريطانيا تحت حمايتها ونفوذها الكبير، مع ملك مستورد من الحجاز، تم وضع فيصل على عرش العراق بعد أن نزحه الفرنسيون كملك على سوريا، حيث قام بتثبيت “طبقة دولة” تم تشكيلها جزئياً من حاشيته في دمشق الذين معظمهم من السوريين أو العراقيين ذوي الانتماءات المدنية أو العسكرية العثمانية، وجزئياً من عائلات عراقية بارزة، وشهدت السنوات التي تلت ذلك تشكيل ثقافة وطنية عراقية، حيث كان جوهر هذا المجتمع هو النخبة التي تشكلت حول مؤسسات الدولة، والمجال السياسي الجديد للأحزاب والبرلمان، ولقد شكل أعضاء هذه النخبة شبكات وفصائل، لكنها غالبًا ما كانت مائلة وانتهازية، حيث تجمع السياسيون والضباط والصحفيون والأدباء اجتماعياً ومهنياً في المقاهي والصالونات والديوانات وفي بيوت الأعيان، وهي البيئة التي نشأ فيها الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري.