محتويات
أول واجب على المكلف عند أهل الكلام
أول واجب على المكلف عند أهل الكلام هو الشهادتين، حيث أكد أهل الكلام على أن العبد عليه قول “لا اله الا الله” قبل ان ينظر للكون الشارع به وقبل التأمل ومعرفة كل ما يدور حوله، وقد اختلف الكثير من اهل العلم في التأكيد على الواجب الذي يجب على المكلف القيام به أولاً، حيث قال الحافظ ابن حجر أن العبد عليه أن ينظر ويستدل ويتأمل قبل النطق بالشهادتين ولكن الشيخ ابن باز قال تعليقاً على هذا الأمر بأنه خاطئ، وأكد على أن الإنسان عليه نطق الشهادتين وهذا تبعاً للدليل التالي:
ما أول واجب على المكلف مع الدليل توحيد
- شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله.
- الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن: لا إله إلا الله وأني رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله تعالى”.
- شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله.
أول واجب على المكلف عند الأشاعرة
كان قول الأشاعرة مختلفاً عن قول أهل الكلام، حيث اكدوا على أن أول واجب على المكلف هو المعرفة، والمعرفة عند الأشاعرة تعني معرفة وجود الله وأن الله هو الذي خلق هذا الكون، وقال الباقلاني أن أول واجب هو النظر، وجاء هذا القول تبعاً لتأكيده بان الله أمر عباده بالنظر إلى آياته وبعدها عبادته والايمان به والاقرار بكتبه ورسله وملائكته واليوم الآخر، وقال الجويني أن الواجب الأول الذي يجب على المكلف القيام به القصد إلى النظر، حيث قال بأن العاقل البالغ عليه القصد إلى النظر الصحيح الذي يجعله يدرك بأن الله هو خالق الكون ومبدعه.
أول واجب على المكلف عند المعتزلة
كان قول المعتزلة هو ذاته قول الأشاعرة، حيث خالف كلاً منهم قول أهل الكلام، وقالوا بأن أول واجب على المكلف هو المعرفة والاقرار بوجود الله وأن الله هو الذي خلق هذا الكون الشارع بالإنسان، كما قال بعض المعتزلة بأن أول واجب هو النظر الذي يُوصل صاحبه إلى المعرفة، في حين قال البعض الآخر بأنه ارادة النظر لما يمنح الانسان معرفة كاملة توصله للإيمان بالله، في حين جاء بعد المعتزلة للقول بان أول واجب هو الشك في الله وهذا الأمر يتقدم على النظر، وكل هذه الأقاويل أقاويل خاطئة ولا صحة لها بتاتاً، فمعرفة الله من الأصول التي لا يمكن أن يختلف عليها المسلمون، وهي تسبق أي أصول عقدية، كما أن الإيمان الله يأتي مع الإقرار بوجوده.