ما حكم النوم بعد العصر، يلجأ الإنسان إلى النوم من أجل الراحة من التعب والعناء خلال اليوم، فقد جعل الله تعالى النهار للسعي والعمل والكد فيه، بينما جعل الليل ليكون سكينة وراحة للإنسان وليتجدد فيه النشاط للعمل من جديد في اليوم التالي، وقد يتعب الإنسان خلال اليوم ويضطر للنوم خلال فترات متفاوتة من النهار، لكن هناك أوقات لا يُستحب فيها النوم وفق الشريعة الإسلامية، ويجب على المسلم تجنب النوم في الأوقات المنهي عنها، في هذا السياق نقدم لكم الإجابة الفقهية على سؤال ما حكم النوم بعد العصر.
محتويات
حكم النوم بعد العصر إسلام ويب
استنبط الفقهاء من الآية التالية الأوقات التي شرع فيها الإسلام النوم حيث جاء في قوله تعالى :«يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم..» (سورة النور آية 58)
- حيث شرع الإسلام النوم بعد الانتهاء من تأدية صلاة العشاء لذا فقد نهي النبي عن السهر بعد العشاء إذ جاء في الحديث الشريف قول النبي : “لا سمر إلا لمصل أو مسافر أو محروس” (رواه أحمد والترمذي) وقد أكدت الأبحاث أن النوم والاستيقاظ بشكل مبكر يساهم في جعل الإنسان حكيماً صحيحاً منتجاً، كما أن ساعة النوم قبل منتصف الليل تعادل ثلاث ساعات بعده.
- النوم قبل صلاة الفجر، بحيث ينام المسلم مبكراً كي يستيقظ من أجل تأدية صلاة التهجد وقيام الليل، ثم يعود للنوم قليلاً والاستراحة كي يؤدي صلاة الفجر، وقد سئلت عائشة رضي الله تعالى عنها: كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل؟ فقالت: «كان ينام أوله ويقوم آخره فيصلي ثم يرجع إلى فراشه، فإذا أذن المؤذن وثب فإن كان به حاجة اغتسل وإلا توضأ وخرج» (رواه البخاري ومسلم)، وقد أشارت بعض الدراسات والأبحاث ان النوم المبكر والاستيقاظ قبل الفجر يحمي الإنسان من الإصابة بأمراض القلب.
- النوم وقت القيلولة وهو ما بين الظهر وقبل العصر، وقد كانت شائعة لدى العرب في الجاهلية، وعند قدوم الإسلام أقرها بل وجعلها من النعيم الذي يتنعم به أهل الجنة حيث قال تعالى :«أصحاب الجنة يومئذ خير مستقراً وأحسن مقيلا» ( سورة الفرقان : آية 24)، وقد ذكر الإمام الغزالي أن القيلولة تُعين على قيام الليل، أما وجهة نظر الطب فقد أكد الأطباء أن نوم القيولة في الشتاء دفء وفي الصيف مبردة.
ما حكم النوم بعد العصر، إن الحديث الذي ينهى عن النوم بعد العصر المتمثل في (مَنْ نَامَ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَاخْتُلِسَ عَقْلُهُ، فلا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ) هو حديث موضوع لا صحة له، ولذا فلا حرج ولا مؤاخذة من النوم بعد العصر من الناحية الشرعية.