ماذا يقال في سجود الشكر، لقد خصص الله تعالى الكثير من العبادات للمسلمين ليتقربوا بها إلى الله تعالى، ويشكروه على نعمه الظاهرة والباطنة، فإذا تعرض المسلم لنعمة بشكل مفاجئ أو نجاه الله تعالى من كارثة، فمن المستحب أن يشكر الله تعالى على ما حصل معه، وذلك من خلال سجود الشكر، وهو السجود الذي يقوم به المسلم عند تجدد نعمة أو اندفاع نقمة، سواء كانت نعمة خاصة أو عامة للمسلمين، مثل زوال الوباء عند الأمة الإسلامية، وسجود الشكر مشروع العمل به، وهو مرتبط بجميع الأحوال بالفرج ودفع البلاء، وفي هذا المقال نتعرف على ما هو سجود الشكر، وما حكمه، وماذا يقال في سجود الشكر.
محتويات
ما هو سجود الشكر
يعتبر سجود الشكر مثل سجود الصلاة، وهو عبارة سجدة واحدة يقوم بها المسلم إذا تجددت عليه نعمة أو اندفعت عنه نقمة، وليس له موعد مخصص، ويقول فيه ما يقوله في سجود الصلاة: (سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، ويحمد الله وثني عليه على النعمة التي حصل عليها، ويدعوه جل وعلا ويشكره) ،كأن يرزق الإنسان المسلم بمولود جديد، أو أن شفى ولده من مرض من المحال الشفاء منه، أو بشر المسلم بأن الله تعالى فتح على المسلمين ونصرهم على عدوهم، ففي هذه الحالة يشرع بالسجود شكراً لله، حتى ولو كان على غير طهارة، ويقول مثل ما يقول في سجود الصلاة، (سبحان ربي الأعلى، ويقول اللهم اغفر لي، اللهم اعني على شكر نعمتك، الحمد لله على هذه النعمة وغيرها من الأدعية).
ما حكم سجود الشكر
اختلف الفقهاء في حكم سجود الشكر، ولهم في ذلك العديد من الآراء، فمنهم من استحبه، ومنهم من كرهه، وجاء بيان أقوالهم في حكم سجود الشكر على النحو التالي:
- حكم سجود الشكر عند فقهاء الشافعية والحنابلة مستحبة، وهي من السنة، ويوجد الكثير من الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم تدل على مشروعية سجدة الشكر، ومنها روى أبو داود والترمذي وابن ماجه عن أبي بكرة رضي الله عنه أنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا جاء الشيء يُسر به خر ساجدًا شكرًا لله تعالى”.
- ذهب علماء المالكية إلى أن سجود الشكر مكروه كراهية تحريمية، ومن السنة عندما يحصل الإنسان على نعمة أو تندفع عنه نقمة، أن يصلى ركعتين شكر لله.
- أما فقهاء الحنفية، فذهبوا إلى سجدة الشكر مكروهة كراهية تنزيهية، ولكن يفتون بأنها مستحبة لجمهور المسلمين.
الأدعية التي تقال في سجود الشكر
لم يرد في السنة النبوية أحاديث مخصصة في سجود الشكر، وإنما من المستحب أن يشكر المسلم الله سبحانه وتعالى على نعمة جديدة أو نقمة تخلص منها من خلال سجدة واحدة، يقول فيها ما يقوله في سجود الصلاة، ومن هذه الأدعية ما يلي:
- “سبحان ربي الأعلى ، اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ . ثم يدعو بما أحب”.
- “سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ”
- “اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا، وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا، وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ”.
ونشير هنا، يجوز أن تكون سجدة الشكر على غير طهارة، لأن سجدة الشكر تأتي بشكل مفاجئ للمسلم، فيقوم بشكر الله تعالى من خلال سجدة واحدة يشكر ،الله تعالى على ما أنعم به عليه أو على النقمة التي أزالها عنه، وذهب بعض الفقهاء من المستحب أن يسجد المسلم سجدة الشكر متوضئاً ومستقبلاً القبلة.