هل اسلم النجاشي، عندما تزايد الاضطهاد ضد المسلمين في مكة خلال سنوات النبوة الأولى، أوعز النبي عليه السلام لمجموعة منهم بالهجرة في الحبشة، التي كان يحكمها ملك مسيحي اشتهر بالعدالة يدعى النجاشي، وهي كانت مقاطعة مسيحية معروفة اليوم باسم إثيوبيا، كان ملكها النجاشي عادلاً ومنصفاً، فلجؤوا إليه هربًا من الاضطهاد، وسعى المسلمون إلى مكان للعبادة وممارسة عقيدتهم بسلام، وروي أن النبي محمد عليه السلام قد نصح جماعة من المسلمين بالهجرة سراً إلى الحبشة، لأن ملكهم لن يتسامح مع الظلم، و كان هدفه الرئيسي السماح لأصحابه بأداء واجباتهم الدينية دون تعذيب وسوء معاملة من قبل قريش، هل اسلم النجاشي.
محتويات
هل اسلم النجاشي ملك الحبشة
سافر المسلمون عبر البحر الأحمر على متن السفن حتى هبطوا في إفريقيا، وكانت هذه أول هجرة في الإسلام، حيث سافر حوالي 70 إلى 80 مسلمًا إلى الحبش،. لكن زعماء قريش (قبيلة النبي) في مكة كانوا مصممين على ملاحقتهم، خوفًا من أن يقيم المسلمون لهم حصنًا هناك، إذا اعتنق الأحباش الإسلام، وأرسلت قريش وفدا إلى إثيوبيا في محاولة لإعادة المسلمين إلى مكة، حيث طلبوا من الملك طردهم في أسرع وقت ممكن، بدعوى أن المسلمين اخترعوا ديناً يعارض دينهم، كما أمطروا قساوسة النجاشي بالهدايا في محاولة للحصول على دعمهم، وطالبوا من وزراء النجاشي طرد المسلمين، لكنهم رفضوا تسليمهم على أرضهم، وجُلب المسلمون أمام الملك النجاشي، واختاروا جعفر بن أبي طالب ابن عم النبي للتحدث إلى النجاشي، والذي عرف ببلاغته وحكمته، فتحدث جعفر إلى النجاشي وأقنعه.
عندما سأل النجاشي جعفر عن الوحي الذي نزل للنبي من عند الله تعالى، قرأ جعفر عليه آيات من سورة مريم، وتحديداًُ عن قصة عيسى عليه السلام، فأخبره كيف انسحبت مريم عليها من قومها إلى مكان نحو المشرق وعزلت عنهم، وكيف أرسل الله عز وجل لها روحاً فظهر لها في شبه رجل كامل، وروي أنه بعد أن انتهى جعفر من التلاوة نذر النجاشي عدم إعادة اللاجئين المسلمين إلى مكة أبداً، وفي الهجرة الثانية للمسلمين إلى الحبشة أسلم النجاشي، ولقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه قد نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، فقال: (مات اليوم رجل صالح، فقوموا فصلوا على أخيكم أصحمة)، فصلى صلاة الجنازة غائباً على النجاشي الذي توفي في سنة تسع للهجرة وقيل في سنة ثمانية للهجرة قبل فتح مكة.