ما حكم لفظ الطلاق ثلاث مرات، الطلاق هو أبغض الحلال عند الله سبحانه وتعالى، فعلى الرغم من مشروعيته في الدين الإسلامي كحل أخير للنزاعات الزوجية المستمرة واستحالة استمرار العيش بين الزوجين، إلا أنه له تبعات سلبية على الأسرة ككل من زوجين وأطفال إن وجدوا، ولكن اكثر الأشخاص تأثراً بالطلاق في مؤسسة الزواج هم الأطفال، فالطفل هنا سوف يشعر بالذنب وبتحمل المسؤولية عن هذا الإنفصال الذي ليس له يد فيه، ناهيك عن حالة التشتت الأسري التي سوف يضطر للعيش بها بعد ذلك، لذلك على كلا الطرفين أن يفكروا بشكل جيد قبل اتخاذ القرار بالطلاق، فالطلاق لا يجب أن يقع إلا بعد استنفاذ كافة السبل الإصلاحية، وسوف نتعرف هنا على ما حكم لفظ الطلاق ثلاث مرات.
محتويات
ما حكم الطلاق ثلاث مرات في حالة الغضب
جمهور أهل العلم في الشريعة الإسلامية يقولون بأن حكم لفظ الطلاق ثلاث مرات بأن هذا الطلاق يقع، بمعنى أنه طلاق بائن، حيث لا يمكن أن تعود له زوجته إلا بعد أن تتزوج من شخص آخر بنية البقاء معه وليس بنية الإحلال، فالإحلال من الأمور المحرمة شرعياً، فإن حدث وتطلقت من الرجل الثاني أو مات زوجها الثاني يمكن لها أن تتزوج زوجها الأول مرةً أخرى، والبعض الآخر من العلماء يقول حول حكم لفظ الطلاق ثلاث مرات بأنه لا يقع الطلاق هنا وهو طلقة رجعية واحدة، كأن يقول الشخص: “أنت طالق بالثلاثة”، أو “مطلقة بالثلاث”، وبالتالي يكون الطلاق هنا رجعياً، حيث يتاح للزوج أن يرد زوجته في حال كانت في فترة العدة، والدليل على ذلك هو ما ورد في السنة النبوية الشريفة بأن الإمام أحمد بن حنبل روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنّ أبا ركانة طلق امرأته ثلاثاً فحزن عليها، فردها عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: “إنها واحدة”، فيدل قول النبي صلى الله عليه وسلم أن طلاقه بلفظة الطلاق ثلاثًا بكلمة واحدة سوف تحسب طلاق رجعي واحد وليس ثلاثة طلقات.
في حال كان لفظ الرجل الطلاق ثلاث مرات وهو في حالة الغضب الشديد، وقد انغلق الأمر عليه، بحيث يكون أقرب إلى فقدان السيطرة على نفسه وعدم الشعور بسبب شدة الغضب، فيقول العلماء بأن الطلاق في هذه الحالة لا يقع أبداً، ولا بأس إن أعاجد الرجل زوجته في هذه الحالة إلى بيته، ولكن قبل أن يفعل ذلك عليه أن يستفتي ذوي العلم بالشريعة الإسلامية، فالطلاق من المسائل الشائكة والمعقدة والتي قد يقع فيها الكثير من اللبس والله تعالى أعلى وأعلم.