سبب صيام تاسوعاء وعاشوراء، إن المسلمين احوج ما يكون لأيام تحظى بالكثير من الفضائل التي لا يمكن احصاؤها أو عدها وهذه الفضائل تتمثل بالخيرية المستمرة لهذه الأيام فالخير الذي يحل في يومي تاسوعاء وعاشوراء ما هو مقترن بتاريخ معين ولا زمن معين بل هو خير مستمر يبقى حتى يوم القيامة، ولكن على الرغم من هذا إلا أن هذين اليومين كانا حاملين للكثير من الأحداث الدينية العظيمة التي تُجسد رحمة الله ومغفرته في أجمل صورة لها وهذه الصورة تجعل المسلمين يمضون نحو السبيل الذي يجعلهم يدركون رضا الله الذي يوصلهم للجنة ومن هنا كان المسلمون حريصين كل الحرص على صيام هذين اليومين ولكن ما سبب صيام تاسوعاء وعاشوراء.
محتويات
قصة تاسوعاء وعاشوراء
إن قصة تاسوعاء وعاشوراء تحمل من الذكرى ما طاب ومن الأحداث ما يُحسن المسلم لنفسه حين يكون مطلعاً عليها ومدركاً لها إدراكاً كاملاً لا لغو فيه ولا تتخلله الفجوات من أي منحى، وتأتي هذه الذكرى مرتبطة بالهجرة النبوية التي كان التقويم الهجري مبنياً عليها فقد اتخذ الخليفة عمر بن الخطاب وبشورى من المسلمين الهجرة النبوية بداية للسنة الهجرية التي تنطلق دوماً وينطلق معها الخير الذي يتغلغل في بقاع الأرض التي يتواجد فيها المسلمون المتضرعون لله والمتيقنين برحمة الله وفضله، وأما فيما يتعلق بقصة تاسوعاء وعاشوراء والتي تتمحور بالتحديد حول قصة صيام هذين اليومين فالحديث لا ينفك أبداً عن الهجرة حيث هاجر النبي إلى المدينة ووجد اليهود يصومون في يوم عاشوراء احياءً لذكرى نجاة النبي موسى من بطش فرعون وجنوده فقال النبي بأنه أولى منهم بصيام هذا اليوم وصامه النبي وبات يتحراه ويلتزم بصيامه وصامه المسلمون أيضاً كما صام النبي يوم تاسوعاء والمسلمون معه.
فضل صيام تاسوعاء وعاشوراء
يوم تاسوعاء هو اليوم التاسع من شهر محرم في حين أن يوم عاشوراء هو اليوم التالي له أي أنه يحل في اليوم العاشر من شهر محرم، وكان صيام النبي لهذا اليوم من أهم الدلائل على فضل صيامه كما صام النبي يوم تاسوعاء وحث المسلمين على صيام هذين اليومين، ويأتي اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اليوم تبعاً لفضله الكبير والذي لا ينتهي أبداً، حيث أن صيامه يكفر للمسلمين السنة السابقة له وفيه الكثير من الأجر والثواب والبركة والسكينة والطمأنينة التي تستقر في قلوب المسلمين بصيامه حيث أن الصيام بحد ذاته من أهم أسباب استجابة الله للدعاء ودخول الجنة ونزول المغفرة والرحمة وتفريج الكروب وتجاوز الزلات، كما أن هذين اليومين جاءا في شهر محرم وهو الشهر الذي حذر الله فيه عباده من الظلم تبعاً لعظمته وفضله الكبير.
حكم صيام يوم عاشوراء
إن صيام يوم عاشوراء مستحب بإجماع من أهل العلم والفقهاء حيث أكدوا على فضل هذا اليوم والخير الذي يأتي على المسلمين تبعاً لصيامه والذي يتمثل بمغفرة الله لذنوبهم وتجاوزه لزلات أعمالهم ويأتي صيام يوم عاشوراء على ثلاث مراتب وهذه المراتب انقسمت تبعاً للفضل الذي يحل على الصائمين لهذا اليوم، ويكون الفضل الأكبر للمسلمين الذين يصومون يوم تاسوعاء وعاشوراء والحادي عشر أما الفضل الأقل من هذا قدراً فهو فضل صيام يوم تاسوعاء وعاشوراء في حين يكون الفضل الأقل في صيام يوم عاشوراء ولا تعني القلة هنا بأن ذنوب العام السابق لن يتم تكفيرها بمشيئة من الله ولكن القلة هنا تتمثل في تباين المراتب بحيث تكون المرتبة الأولى أكثر أجراً وفضلاً وثواباً.
متى فرض صيام عاشوراء
فرض صيام يوم عاشوراء على المسلمين في أوائل السنة الهجرية الثانية بحيث أمرهم الله تعالى بصيام هذا اليوم وكان جميع المسلمين ملزمين بصيام يوم عاشوراء ولكن في السنة نفسها فرض الله على المسلمين صيام شهر رمضان ومن هنا بات صيام يوم عاشوراء مستحباً بحيث أن المسلم مخير بين صيامه وعدم صيامه كما أن صيامه يتم تبعاً له تكفير السنة السابقة من حياة المسلمين في حين أن عدم صيامه لا يترتب على عقاب من الله عز وجل، كما أن المسلمين يجب عليهم النية قبل صيام هذا اليوم كما يمكن صيامه بنيتين وهما نية القضاء ونية حلول البركة.
يأتي سبب صيام تاسوعاء وعاشوراء تبعاً للذكرى التي يحملها والتي تتمحور في صيام اليهود له احياءً لذكرى نجاة النبي موسى من ظلم فرعون وحين وجدهم النبي يصومون هذا اليوم صامه أيضاً وحث المسلمين على صيامه.