صحة حديث من وسع على اهله يوم عاشوراء، إن يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم من كل عام هجري جديد، وقد جاء في السنة النبوية القولية والفعلية ما يؤكد ويحث على صيام هذا اليوم، بل إن صيام أيام متفرقة من شهر محرم فيها من الأجر والثواب العظيم، إذ لهذه الأيام الأفضلية على سائر أيام السنة بعد شهر رمضان الفضيل، كما أجل الله هذا اليوم بأن شرع فيه الصيام بل وفضله على باقي الأيام فإن الأعمال الصالحة فيه تكون مضاعفة الأجر والثواب، وفي سياق الحديث عن يوم عاشوراء يتداول البعض حديث منسوب إلى النبي، في هذا المقال نوضح لكم مدى صحة حديث من وسع على اهله يوم عاشوراء.
محتويات
تخريج حديث : من وسع على عياله
يتداول الكثير من الناس أحاديث نبوية شريفة عبر منصات التواصل الاجتماعي في المناسبات الدينية المختلفة دون التحقق من صحة هذه الأحاديث، وقد يقع المسلم في الخطأ والإثم دون دراية أو دون قصد منه، لذا وجب على المسلم أن يتأكد من صحة الأحاديث قبل نشرها وذلك من خلال كتب السيرة والأحاديث النبوية، أو عبر مواقع موثوقة على شبكة الإنترنت متخصصة بذلك، ومع اقتراب يوم عاشوراء للعام الهجري الجديد بدأ الناس بتداول حديث منسوب للنبي يدعو إلى التوسعة على الأهل والعيال في يوم عاشوراء، وهذا يتطلب منا توضيح ذلك والتحقق من صحة حديث من وسع على اهله يوم عاشوراء.
إن الأحاديث المنسوبة إلى النبي لابد أن تخضع لاعتبارات ومعايير متعددة قبل إسنادها إلى النبي حسب ما يقوم به المختصون بعلوم الحديث الشريف، حيث يحدث تمحيص وتفحص للإسناد ورواة الحديث، بالإضافة إلى تمحيص كلمات الحديث وإدراك معانيه ومدى ارتباطها بمبادئ الدين الإسلامي، كما ان الأحاديث الضعيفة والغير صحيحة تتفاوت في درجة عدم صحتها.
هل حديث من وسع على اهله يوم عاشوراء صحيح
لقد رأي العلماء أن من فعل ذلك بنية التوسيع على الأهل والأقارب لا بأس بذلك، وقد جاء في ذلك جديث شريف لكن هذا الحديث موضع اختلاف كبير حيث يعتبر حديث ضعيف وفق معظم أهل العلم حيث أن الحديث المروي عن النبي :” عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من وسع على عياله يوم عاشوراء لم يزل في سعة سائر سنته.” وقد أنكر البعض الحديث وأكد على عدم صحته ولا يجوز العمل به كشيء واجب بل لا بأس من عمل الخير في ذلك اليوم قدر المستطاع، حيث قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن إسماعيل الجعفري، قال أبو حاتم: منكر الحديث.
صحة حديث من وسع على اهله يوم عاشوراء، لقد أجمعت المذاهب الفقهية الأربعة على أن التوسعة على الأهل في يوم عاشوراء أمر مستحب،
قال الصاوي المالكي في حاشيته على الشرح الصغير: ويندب في عاشوراء التوسعة على الأهل والأقارب.