من هو اويس القرني، البر بالوالدين هو فريضة على كل مسلم ومسلمة، فهو من الأمور التي تدل على سمو أخلاق المسلم وإعترافه بالجميل لوالديه الذين أفنوا يحاتهم من أجله ولكي يصل إلى ما وصل إليه، كما أنه من الأمور العظيمة عند الله عز وجل والتي لها أجر كبير في الدنيا وفي الآخرة، فأمر بها الله عز وجل في كتابه الكريم في قوله: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا }، وهنالك الكثير من قصص الصحابة والتابعين التي تحكي أروع الأمثال في بر الوالدين، ولعل من أبرزها هي قصة بر اويس القرني بوالديه والتي سوف تحملها سطور المقال حول من هو اويس القرني.
محتويات
من هو أويس القرني إسلام ويب
اويس القرني اسمه الكامل هو أويس بن عامر بن جزء بن مالك بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد، وهو من الصحابة الذي أسلموا في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إلا أنه لم يستطع القدوم إلى المدينة المنورة لرؤية النبي عليه الصلاة والسلام، وذلك لكثرة إنشغاله ببر أمه، لذلك تم اعتباره من قبل البعض بأنه من التابعين، ولقد ولد اويس القرني في اليمن وعاش فيها، إلا أنه انتقل للعيش في الكوفة بعد ذلك ليتوفى فيها في العام 37 للهجرة، ولقد كان اويس القرني مجهولاً في الأرض بين الناس إلا أنه معروف بين أهل السماء، ولقد عرف الصحابة بقصته مع والديه وبره بهم، وبمقامه وحب الله عز وجل له، ولقد جاء ذكره في صحيح مسلم حين ذكر فضائله بقوله:( إن خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم).
قصة أويس القرني مع والدته
كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يمدح الكثير من أفعال الصحابة رضوان الله عليهم، فكان الهدف من هذا الأمر هو حث بقية المسلمون على اتباع أثرهم في تلك الأفعال الحسنة واعتبارها منهجاً في حياتهم الإسلامية، فكان ممن ذكرهم النبي عليه الصلاة والسلام وهو لم يره قط الصحابي اويس القرني رضي الله عنه، حيث قال عنه عليه الصلاة والسلام بأنه رجلُ بارُ بوالديه من اليمن، حتى أن بره هذا قد منعه من القدوم لرؤية النبي عليه الصلاة والسلام، فلقد كانت له والدة عجوز وتحتاج إلى الاهتمام والرعاية، فتفرغ لخدمتها والبر بها، حتى أنه كان يلازمها ويجلس معها لكي تستأنس بالحديث معه.
إن النبي محمد عليه الصلاة والسلام قال عن اويس القرني بأنه خير التابعين لأنه بارُ بوالدته، ولقد أمر النبي عليه الصلاة والسلام الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا لقي اويس القرني بأن يطلب منه بأن يدعو له، ولقد قدم اويس القرني إلى المدينة المنورة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.