يمه ذكريني من تمر زفة شباب مكتوبة، إن الحديث عن هذه القصيدة مقرون بالحديث عن قصائد النعي التي تتدفق من كل حدب وصوب بالتزامن مع حلول يوم عاشوراء الذي يحل في العاشر من شهر محرم من كل عام وهذا لأن يوم عاشوراء من الأيام الحزينة جداً بالنسبة للشيعة فقد اقترن هذا اليوم بيوم مقتل الإمام الحسين وقد جاءهم خبر وفاته بصدمة كبيرة جداً، وفي كل عام وبنفس هذا اليوم يقوم الشيعة بارتداء الملابس السوداء التي تعبر عن الحزن المتدفق في قلوبهم وتكون هناك فترة حداد طويلة تمتد من اول يوم في شهر محرم وهو الشهر الذي يحتضن يوم عاشوراء وتستمر فترة الحداد لمدة أربعين يوماً تتخلل هذه الأيام قصائد النعي والتي منها يمه ذكريني من تمر زفة شباب مكتوبة.
محتويات
يمه ذكريني من تمر زفة شباب باسم الكربلائي
يمارس الشيعة الكثير من الشعائر الدينية والمراسم الخاصة بهم منذ بداية شهر محرم وحتى يوم عاشوراء وتتلخص هذه الشعائر في اقامة المجالس في الحسينيات أو في المنازل، كما أنهم يتلون الكثير من قصائد النعي عن الإمام الحسين وعن اخوته وأولاده كما يتم تلاوة الكثير من الأشعار الحزينة عن أصحابه، ولا تقتصر هذه الفترة على القصائد فقط بل يتم فيها القاء الكثير من الدروس الدينية التي تتعلق بالأخلاق والقيم الإسلامية ويتم طرح السيرة الحسينية كما يتم سرد زيارة عاشوراء سواء عن قريب أو عن بعيد وهذه الزيارة مقترنة بشكل كبير بيوم عاشوراء ونعي الإمام الحسين، ومن ضمن أهم قصائد النعي يمه ذكريني من تمر زفة شباب والتي نسردها فيما يلي:
يـمـه ذكـريـنـي مـن تـمـر زفـة شـباب
مـن الـعـرس مـحـروم … حـنتي دم المصاب
شــمــعـة شـبـابـي مـن يـطـفـوهـا
حـنـتـي دمـي والچـفـن ذاري الـتـراب
يـمـه ذكـريـنـي مـن تـمـر زفـة شـباب
—–
بـزغ من برج المخيم ….. جاسم ونوره يتشعشع
نـاشر جعوده على متنه …. ومثل طير الجنه يلمع
هـلهلت رمله وتگله ….. هاك إخذ گلبي المگطع
شـنـهـي يـجـاسم نيتك…. ثاير بجمرة همتك
چـنـك وفيت برگبتك…. صاح إلي دوفي المرضع
مـن ثـدي الـنـيـبـه راضـع بصافي الحليب
وبـهـالـشـهـاده صـار إلـي قسمه ونصيب
حــوفـتـي بـدمـي خـل يـفـرشـوهـا
حـنـتـي دمـي .. والـجـفـن ذاري التراب
يـمـه ذكـريـنـي مـن تـمـر زفـة شـباب
يمه ذكريني من تمر زفة شباب كاملة
في اليوم العاشر من شهر محرم يتم اقامة الكثير من المسيرات وتمثل هذه المسيرات عمليات سبي النساء التي تعرضت لها النساء بعد محاصرة الإمام الحسين في منزله لمدة عشر أيام قبل قتله، كما يتم البكاء في هذه المسيرات على الإمام الحسين وعلى كل ما تعرض له من عذاب واضطهاد وظلم كبير جداً، ويجد الشيعة في مضيهم في هذه المسيرات فضلاً كبيراً حيث يؤكد الكثير من أئمة الشيعة أنهم ينالون ثواباً كبيراً وأجراً عظيماً تبعاً للمضي في هذه المسيرات ومن اهم ما تشتمل عليه القصائد الخاصة بالنعي والتي تُظهر الحزن والأسى والمأساة الكبيرة التي واجهها الشيعة في حزنهم الكبير على الإمام الحسين وفيما يلي نستكمل يمه ذكريني من تمر زفة شباب مكتوبة:
هـنـا يـهالغذيت روحك من ثمر روحي وحليبي
مـن نـصـيـبـك هالشهاده واليسر يبني نصيبي
بـالـجـهد بيض لي وجهي يا ضوه عيوني وحبيبي
ناداها لا يصيبج رعب….. جدميلي لامات الحرب
والـنـايـبات شماتصب….. إدعي والصارم مجيبي
والـوفـا شـانـه يـنـعـدم بـيـه الـوجود
وآنـه وجـدانـي يـغـتـنـم جـنـة الخلود
نــيـتـي بـديـوان جـدي كـتـبـوهـا
حـنـتـي دمـي والچـفـن ذاري الـتـراب
يـمـه ذكـريـنـي مـن تـمـر زفـة شـباب
—–
ضـمـتـه بـصـدر المحنه وانطبع رسمه بصدرها
وتـشـم ريـحـانـة جماله وتكف دمعتها بصبرها
وذكـرت أيـام الرضاعه ولوجت الروح وسهرها
وصـاحت شوصاك الحسن.. يا منوتي ونعم المضن
هاك إلبس ثياب الچـفن … يا أمل رمله ويا ذخرها
يـوم الـمـبـارك أصـبـح لـديـنـي شهيد
وافـزع لـعـمـي مـن يـضـل بالطف وحيد
ورمــلـه بـمـصـابـي خـل يـواسـوهـا
حـنـتـي دمـي والچـفـن ذاري الـتـراب
يـمـه ذكـريـنـي مـن تـمـر زفـة شـباب
تعتبر يمه ذكريني من تمر زفة شباب مكتوبة من ضمن قصائد النعي التي يتم سردها في المجالس الحسينية وفي المسيرات التي تنطلق في العاشر من شهر محرم من كل عام وهذا تبعاً للذكرى المريرة التي يحملها هذا اليوم على أعقاب مقتل الإمام الحسين فيه.