ياللي على النهر نايم انهض ياقمر هاشم مكتوبة، كونها من قصائد النعي الحسينية التي يتم ترديدها بشكل كبير من قِبل الشيعة في يوم عاشوراء، الذي هو يوم حزين بكل المقاييس عليهم ويأتيهم باجتياح هائل للذكرى الحزينة المرتبطة بهذا اليوم وهي ذكرى مقتل الإمام الحسين عليه السلام والذي تم قتله من قبل يزيد بن معاوية وجنوده، وهذا الأمر وقع في معركة الكربلاء بعد حصار امتد لعشرة أيام منع فيه الماء عن الإمام الحسين وعائلته ومن ثَم قطعت رأسه وسبيت النساء وعم الفساد في الأرض وتراكمت الأوجاع على قلوب الشيعة الذين أصابهم مقتله بمصاب جلل لا تمحوه السنوات، وفي هذا السياق نأتي بطرح ياللي على النهر نايم انهض ياقمر هاشم مكتوبة.
محتويات
ياللي على النهر نايم انهض ياقمر هاشم
الحزن الذي يجتاح قلوب الشيعة بحلول يوم عاشوراء يأتي تبعاً لذكرى هذا اليوم المريرة والأليمة جداً والتي حلت على قلوبهم بفاجعة لم يكونوا يتوقعونها أبداً والتي تمثلت بمقتل الإمام الحسين، وكان مقتله في معركة من أكثر المعارك جدلاً في التاريخ الإسلامي أجمع حيث تركت هذه المعركة جُملة من المشاعر المأججة بنية الثأر والغضب الشديد والأزمات النفسية التي امتدت لقرون لاحقة، كما كان لهذه المعركة أثراً في اعادة صياغة العلاقة القائمة بين المسلمين السنة والمسلمين الشيعة وهذا لكونها باتت رمزاً من رموز الشيعة ومن أهم المرتكزات الثقافية التي يعودون لها وترمز معركة كربلاء بشكل اساسي للظلم والاضطهاد الذي لحق بالإمام الحسين وكل من معه، ولهذا يُكثر الشيعة في هذا اليوم النعي ومن ضمن قصائد النعي التي تتردد في يوم عاشوراء:
- يحشّم يـا قمر هـاشم ليش عْـلَى النّهر نايـم
- خويـه الزفّـة الجاسم يَعـبّاس انهض ويـانـا
- لـزفـاف اليـتـيم حـسـين
- ظــل يـحـشّـم انصاره
- و مشى بصفّه و عماتــه
- عـن يـمينه و عن يساره
- يــزفّـنـــه بـنـواعــيـهـن
- و بـس دمـوع تـتجـارى
- قامت بالخيم ضجّات كلهن حرم مفجوعات
- و امّـه تجذب الونّـات و تـنعّي على اخوانـه
- وصّـل باليـتـيـم حـسـين
- لـلخــيـمــة الـمـفــروده
- و سمع صوت البجا وعاين
- عصابـة حـزن مشـدوده
- و عـايـنها عـلى استعداد
- سـاعه وتـدخـل حدوده
- تهل دموعها و تنـعاه و تـتصوّر وجـد فرقاه
- وهو الفقد اخوته بحشاه شـب الوجد نيرانــه
- تـقلّـه الـعرس يـا جسّـام
- من شانه الفرح و سرور
- ما هُـو الـعرس نَشْر شعور
- مـن شانه و لطم صدور
- يَجَاسم قـوم انــا ويـاك
- نحـفـر للـنّشـامـا قــبور
كلمات قصيدة ياللي على النهر نايم انهض ياقمر هاشم
تعد قصيدة ياللي على النهر نايم انهض ياقمر هاشم من ضمن القصائد الخاصة بالرثاء والتي يُرددها الشيعة مُظهرين من خلالها الحزن العارم المكنوز في قلوبهم والذي ينهض من سباته في كل عام جديد وبالتحديد في العاشر من شهر محرم لكونه اليوم الذي قتل فيه إمامهم بعد معركة حامية الوطيس غيرت الكثير من المنهجيات والآليات التي تمضي عليها وتيرة الأمة الإسلامية كما أنها جاءت الشيعة بتدفق كبير للمشاعر الحزينة وهذه المشاعر لا يقتصر فقط على يوم عاشوراء بل تبقى ممتدة لأربعين يوماً من كل عام هجري حداداً على مقتل الإمام الحسين، وفيما يلي نستكمل قصيدة ياللي على النهر نايم انهض ياقمر هاشم:
- تـزحـف للخـيـم صوبين
- ثــار و هاجت عـزومــه
- و وقف جدّام عمّه حسين
- يـقلّـه نجّــزت وعـــدك
- وانـا وعدي يَعمّي ويـن
- حـنا عليه ودموعه تهل و ابـن الحسن يتوسّل
- سمح لـه وسلّحه وفصّل ثيابـه بصورة اجفانـه
- سـدر للمعركـه جـسّـام
- و امّـه واجـفـه تشـوفــه
- و تخاطب مهجـة الزّهـرا
- و دموع الـعين مذروفـه
- مـشـى للمعركـه جـاسم
- و لحّـد خـضّب اجفوفـه
- نريـد نمـيّـزه بـنيشـان
- بـين الولـد و الشـبّان
- حـتّى يصير بالمـيدان حــنّا الولـد نيشانــه
ياللي على النهر نايم
تتردد قصيدة النعي ياللي على النهر نايم في اليوم الثامن من شهر محرم من كل عام هجري وهذه القصيدة تُظهر المأساة التي يعيشها الشيعة من بعد مقتل الإمام الحسين والتأثيرات الكثيرة التي خلفتها معركة كربلاء على قلوبهم والأثر النفسي الأليم الذي بات مرافقاً سبل حياتهم ومتحورا في كل ذكرى تركتها لهم الأيام، وفيما يلي نستكمل سرد كلمات قصيدة ياللي على النهر نايم انهض ياقمر هاشم:
- يَعَقلي و الفراق مجــيد يَبني وشوف جيش يزيد
- وعمّك يالوحيد وحيد حـايـر بــين عدوانـه
- يـقـلـهـا لا تـوصّـيـــني
- أبـويــه بـهـاي وصّــانـي
- و عمري بـعد مـا ريـده
- و اعايـن صرعـة اخواني
- على سبعين الف ماشي
- و يـابـس بالظّما لسـاني
- صفقت اسف راح براح ودّعها و عليها صاح
- ردّي مْعَ السّلامه وراح عـنها و بقت لهفانـه
- شبل الحسن طب للكـ ـون و توزّمت فرسانــه
ياللي على النهر نايم انهض ياقمر هاشم مكتوبة وهذا تبعاً لأهمية هذه القصيدة بالنسبة للشيعة وارتباطها الكبير بنعي الإمام الحسين والذي يُكثر الشيعة منه بالتزامن مع حلول اليوم العاشر من شهر محرم وهو اليوم الذي قتل فيه الإمام الحسين مُخلفاً على قلوبهم الكثير من الفواجع والصدمات والأحزان التي لا تنتهي أبداً وتتجدد في كل عام.