هل صام الرسول تاسوعاء، كان صيام يوم عاشوراء من عادات العرب في عصر الجاهلية، ليس ذلك فحسب بل كانوا يقومون بتغيير كسوة الكعبة في هذا اليوم، وقد اعتاد النبي -صلى الله عليه وسلم- صيامه قبل وبعد مجيء الإسلام وحث المسلمين على ذلك، لكن عندما أصبح صوم شهر رمضان كاملاً فريضة على المسلمين جعل النبي صيام يوم عاشوراء أمراً اختياراً، وقد كانت الهجرة النبوية نقطة تحول في حياة المسلمين وتأسيس لدولة إسلامية على قواعد متينة، وقد عرف النبي عن صيام يهود المدينة يوم عاشوراء فحث المسلمين على ذلك لأحقيتهم بموسى، ولكن هل صام الرسول تاسوعاء.
محتويات
صحة حديث صيام عاشوراء
لقد صام النبي محمد -صلى الله عليه وسمل- يوم عاشوراء بعد الهجرة إلى المدينة المنورة، وقد واصل على فعل ذلك ودعا المسلمين لصيامه إذ كان يتحرى هذا اليوم رغبة في كسب الثواب والأجر العظيم حيث روى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ”.
عندما علم النبي -عليه السلام- بصيام اليهود من أهل المدينة يوم عاشوراء لأنه اليوم الذي نجّا الله فيه سيدنا موسى -عليه السلام- من بطش فرعون وأغرق فرعون ومن معه وكانت نهاية حقبة من البطش والظلم، عندها دعا المسلمين إلى صيام يوم تاسوعاء لمخالفة اليهود في صيامهم، حيث روى ابن عباس رضي الله عنه قال: (قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: مَا هَذَا ؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ) رواه البخاري، ويعتبر صيام تاسوعاء وعاشوراء ويوم الحادي عشر من محرم أعلى مراتب الصيام، يليها صيام يومي تاسوعاء وعاشوراء، وأضعفها صيام يوم عاشوراء منفرداً.
هل صام الرسول يوم تاسوعاء
لقد نوى الرسوم صيام يوم تاسوعاء فور معرفته بصيام اليهود يوم عاشوراء، وذلك من أجل مخالفة عاداتهم الدينية، فقد حث على صيام يوم آخر مع يوم عاشوراء على أن يكون اليوم السابق وهو يوم تاسوعاء أو اليوم التالي وهو يوم الحادي عشر من محرم، لكنه توفي -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يأتي شهر محرم من العام التالي، ولم يثبت صيام النبي ليوم تاسوعاء لكنه حث على ذلك.
وما يؤكد ذلك ما رواه ابن عباس -رضي الله عنهما- حيث قال: (حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ. قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) رواه مسلم
هل صام الرسول تاسوعاء، لم يصم النبي يوم تاسوعاء قط بل نوى صيامه العام التالي عندما علم بصيام اليهود ليوم عاشوراء، وقد حث على ذلك لمخالفة اليهود في عاداتهم وعباداتهم.