هل صيام عاشوراء يكفر الكبائر

هل صيام عاشوراء يكفر الكبائر، يُصادف يوم غد الأربعاء يوم العاشر من شهر محرم والذي اعتاد الكثير من المسلمين على صيامه كنوع من العادات الدينية والعبادات التي يتم التقرب بها إلى الله تعالى، ووسيلة للبعد عن النار وعذابها والنجاة منها، حيث أن صيام يوم عاشوراء من صيام التطوع والنوافل التي دعا النبي المسلمين إلى استغلالها وعدم تفويتها لما في ذلك من تكفير للذنوب والخطايا عن عامٍ كاملٍ مضى، وقد ثبت ذلك في الأحاديث النبوية الشريفة ولكن يتساءل البعض هل تكفير الذنوب يشمل الكبائر أم يقتصر على الصغائر، في هذا المقال نوضح لكم هل صيام عاشوراء يكفر الكبائر.

صيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب

صيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب
صيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب

إن صيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب عام سابق، فقد اقتضت الحكمة الإلهية أن يكون الإنسان خطّاء، أما رحمته تعالى فقد اقتضت أن يكون هناك سُبل تكفير للذنوب ومحو أثرها وذلك إما بالنوافل من الصلوات أو بإخراج الصدقات أو بتأدية فريضة الحج ومناسك العمرة أو بصيام التطوع أو بالاستغفار والتسبيح والذكر أو بتلاوة آيات القرآن الكريم أو بأي عمل صالح آخر، وقد جاء في الحديث الشريف ما يؤكد أن صيام يوم عاشوراء فيه تكفير للذنوب حيث روى أبي قتادة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : ” صوم يوم عرفة يكفر سنتين: ماضية ومستقبلة، وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية “.

وإن تكفير الذنوب يكون من خلال اتباع السيئة بالحسنة حيث ورد في سورة هود قوله تعالى : “إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ”  كما ورد في السنة النبوية ما يؤكد على ذلك حيث قال النبي في الحديث الشريف : “وأتبع السيئة الحسنة تمحها” ويأتي الصيام في مقدمة مكفرات الذنوب نظراً لما فيه من مجاهدة للنفس وترك للشهوات وسد مداخل الشيطان الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم، وليس بكثير أن يصوم المرء يوماً واحداً مقابل تكفير ذنوب عام أو عاملين، فالله تعالى واسع المغفرة والرحمة.

هل صيام يوم عاشوراء يكفر الكبائر

هل صيام يوم عاشوراء يكفر الكبائر
هل صيام يوم عاشوراء يكفر الكبائر

إن الحديث النبوي الشريف جعل التكفير عن الذنوب مقابل صيام يوم عاشوراء أمراً مطلقاً غير مقيد بذنب سواء صغائر أو كبائر، إلا أن بعض العلماء قيدوه بالصغائر وليس الكبائر، إذ أن صيام يوم عاشوراء يكفر الصغائر ولا يكفر الكبائر، وإن تكفير الكبائر يستوجب التوبة والإنابة إلى الله تعالى، وذلك استناداً إلى حديث أبي هريرة في صحيح مسلم: ” الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ”.

فإذا كانت هذه الحسنات والأمور العظيمة تستوجب تجنب الكبائر من أجل التكفير، فمن الأولى أن يكون ذلك شرطاً لتكفير الذنوب عند صيام يوم عاشوراء أو أي يوم آخر مما نصت عليه الأحاديث الشريفة، وفي هذا السياق قال الإمام النووي: (فإن لم تكن صغائر كفر الكبائر، فإن لم تكن كبائر كان زيادة في رفع الدرجات).

هل صيام عاشوراء يكفر الكبائر، الإجابة تكون بالنفي إذ  أن صيام يوم عاشوراء يكفر صغائر الذنوب لا كبائرها، لذا فإن تكفير الكبائر يكون بالتوبة من فعلها والرجوع إلى الله بقلب سليم.

Scroll to Top