هل صيام عاشوراء يكفر سنة، يترقب المسلمون من كل عام الأيام المباركة التي تعد موسم استثمار لدى الصالحين كي يستغلوها في القيام بالأعمال الصالحة من صيام وصلاة وصدقات وذكر الله، كما يدأب المسلمون فيها على استغفار الله من كل الذنوب والخطايا والآثام، والتوجه إلى الله بالدعاء والتوسل إليه بتحقيق الأمنيات وتيسير أمور الحياة، إن يوم عاشوراء من الأيام المباركة التي يكون فيها تكفير الذنوب وبداية صفحة جديدة مع الله تعالى، ومع اقتراب يوم عاشوراء يتساءل البعض عن فضل صيامه، وهل صيام عاشوراء يكفر سنة، في هذا المقال نقدم لكم الإجابة على ذلك.
محتويات
فضل صيام عاشوراء وتاسوعاء
إن يوم عاشوراء هو العاشر من شهر محرم، إذ أنه من أيام شهر من أربعة أشهر حرم اختارها الله تعالى وجعل فيها القتال محرماً على المسلمين حيث جاء في قوله تعالى :«إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم» وقد اقتضت الحكمة الإلهية أن يكون شهر محرم من الأشهر الحرم كونه يلي شهر ذي الحجة الذي يؤدي فيه الحجاج فريضة الحج ومناسكها، وبذلك يأمن الحجاج طريق العودة إلى بلادهم، بما يكفل لهم السفر بأمن وسلامة.
كما أن فضل صيام عاشوراء وتاسوعاء جاء من فضل الصيام في أيام شهر محرم التي حث النبي فيها على الصيام وفضّلها على سائر الشهور بعد رمضان، حيث قال النبي : «أفضل الصيام بعد شهر رمضان، شهر الله الذي تدعونه المحرم»، أما يوم عاشوراء فقد خصه الله بأجر عظيم إذ أن صيام يوم عاشوراء يكفر الذنوب عن سنة كاملة ماضية، وقد حصر العلماء الذنوب بصغائرها حيث لا يكفر صيام يوم عاشوراء كبائر الذنوب، وهذه الكبائر تستدعي التوبة النصوحة والعودة إلى الله بقلب سليم مُنيب.
حكم صيام يوم عاشوراء
إن أصل يوم عاشوراء من زمن نبي الله موسى -عليه السلام- حيث نجاه الله في هذا اليوم من بطش فرعون الذي تبعه وجنوده للتنكيل بهم وتعذيبهم لأنهم كفروا بفرعون وآمنوا بالله وحده، وقد اعتاد اليهود منذ ذلك الحين على صيام عاشوراء، وبعد هجرة النبي إلى المدينة ومعرفته بما يفعله اليهود يوم عاشوراء، أشار إلى المسلمين بأحقيتهم بموسى -عليه السلام- ورغّبهم بالصيام كما دعاهم لمخالفة اليهود وذلك بصيام يوم تاسوعاء أو صيام يوم الحادي عشر من محرم.
أما عن حكم صيام يوم عاشوراء فقد روى معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب عليكم صيامه، وأنا صائم فمن شاء صام، ومن شاء فليفطر» رواه البخاري ومسلم، وبذلك فإن صيام يوم عاشوراء مستحب ولا يعتبر فرض على المسلمين ففي صيامه أجر عظيم وتكفير ذنوب عام سابق.
هل صيام عاشوراء يكفر سنة، إن صوم يوم العاشر من محرم من كل عام يكون في مغفرة للذنوب والخطايا التي ارتكبها المسلم في العام السابق، وقد اعتاد الأنبياء على صيامه ومن بينهم سيدنا نوح وموسى عليهما السلام.