هل يجوز الافطار في صيام التطوع، يعتبر صوم التطوع هو عبارة عن صوم النافلة ولكن دون الفريضة، حيث يكون هذا الصوم عبارة عن الصيام في غير شهر رمضان، ويختلف صيامه عن صيام الكفارة، أو صيام النذر أو صيام قضاء رمضان، ومن الأمثلة على هذا الصيام صيام ثلاثة أيام من كل شهر التي يطلق عليهم الأيام البيض ويعد أيضاً صيام الاثنين والخميس ويوم عرفة لغير الحاج من صيام النوافل، كما صيام ستة من شوال ويوم عاشوراء هو عبارة عن صيام تطوع نافلة، أي ليس فرض الصيام عليه كشهر رمضان، فتتكاثر الأسئلة على مواقع التواصل الاجتماعي عن هل يجوز الافطار في صيام التطوع.
محتويات
ما هو حكم الافطار في صيام التطوع
اختلف العلماء والمذاهب حول ما هو حكم الافطار في صيام التطوع وذهب كل مذهب لرأي آخر وتنوعوا كالتالي:
- مذهب الحنفية: قام مذهب الحنفية بأنه يجب الالتزام في الصيام وذلك حتى لو كان صيام نافلة ويجب ترك افساد هذا الصيام حتى ينتهي وقته بحلول الغروب والإفطار، وذلك حسب قول الله تعالى: (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ)، حيث تدل الآية على وجوب إتمام الصيام بدون تحديد كان نافلة أم فرض.
- مذهب الشافعية: ذهب مذهب الشافعية بجواز الفرد إفساد صيم التطوع بعد أن شرع به وبدأه وذلك يجب أن يكون مع الكراهة دون أن يتم ترتيب القضاء، وكان دليلهم على هذا الأمر هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصائمُ المتطوِّعُ أميرُ نفسِه إن شاء أفطرَ وإنْ شاءَ صام).
- المالكية: ذهبت المالكية لحرمة أن يتم افساد صيام التطوع إلا في حالة وجود عذر شرعي يجب عليه وقتها أن يفطر، ومثل تلك الأمور هي: كإجابة طلب والدَيه الُمشفِقَين عليه من مُواصلة صيام التطوُّع، أو غلبَه الأمر بسبب شدّة العَطَش، أو الإكراه على الفِطْر، أو خشية الهلاك بسبب المرض، حيث يجب عليه أن يقوم حينها بأن يفطر مع عدم وجود قضاء، وكان لهم رأي بأن يكون القضاء واجباً في حال: الفِطْر بسبب السفر الطارىء، أو إن حُلِف عليه بالطلاق مُشترِطاً الفِطْر معه.
- الحنابلة: كان لهم رأي آخر بأنه ليس من الواجب إتمام صيام التطوع في حق الذي شرع فيه، فالذي صام التطوع من الجائز له أن يتم افساده، ولا وجود لأي إثم عليه حيث استدلوا على ذلك الأمر من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عائشة رضي الله عنها: (قالَ لي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ذَاتَ يَومٍ يا عَائِشَةُ، هلْ عِنْدَكُمْ شيءٌ؟ قالَتْ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، ما عِنْدَنَا شيءٌ قالَ: فإنِّي صَائِمٌ قالَتْ: فَخَرَجَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَأُهْدِيَتْ لَنَا هَدِيَّةٌ، أَوْ جَاءَنَا زَوْرٌ، قالَتْ: فَلَمَّا رَجَعَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أُهْدِيَتْ لَنَا هَدِيَّةٌ، أَوْ جَاءَنَا زَوْرٌ، وَقَدْ خَبَأْتُ لكَ شيئًا، قالَ: ما هُوَ؟ قُلتُ: حَيْسٌ، قالَ: هَاتِيهِ فَجِئْتُ به فأكَلَ، ثُمَّ قالَ: قدْ كُنْتُ أَصْبَحْتُ صَائِمًا)، فبذلك من الجائز صيام التطوع وقضائه لكن ليس واجب.
ما هو صيام التطوع ويكيبيديا
يعتبر صيام التطوع هو الذي زاد عن فرض العبادات والطاعات، حيث يقوم بتأديته للتقرب من الله ونيل رضاه، ويطلق على التطوع النافلة أيضاً، ومن هذه النوافل التي يتقرب بها العبد من ربه هي الصيام الغير واجب والمشروع على المسلم، فهو صيام مندوب إليه، حتى نأتي الله بما يحبه ويرضاه من الأعمال والعبادات التي تزيد من الحسنات، حيث إن صيام النوافل يعمل على جبر ما حدث من نقص في صيام الفرض، فيحقق هذا التقوى والورع في قلب المسلم، كما أنه يعمل على وقاية النفس من العديد من الذنوب والآثام، فيعتبر بعض الصيام التطوع هو صيام مقيد بزمن مثل يوم عرفة وعاشوراء، ومن الممكن أن يكون غير مخصص بزمن مثل صيام أي يوم من أيام الشهر بهدف التقرب من الله.
وفي الختام نكون قد تعرفنا بشكل واسع وكبير عن كل ما يخص صيام التطوع وكل ما يلزم من نحوه وخصوصاً تم التعرف على هل يجوز الافطار في صيام التطوع ، حيث اختلفت الآراء حسب اختلاف المذاهب.