هل يجوز صوم يوم عاشوراء وحده، شرع الله عز وجل للمسلمين عبادة الصيام، وهي من أركان الإسلام الخمسة التي لا يقوم دين المسلم إلا بها، ففي الصيام تهذيب لنفس المسلم وتعوديها على أداء الطاعات والخضوع والتذلل إلى الله عز وجل، فهي ليست عملية تجويع أو تجفيف للجسم كما يعتقد غير المسلمون، بل إن فيها تزكيةً للنفس البشرية عن ملذات الدنيا من طعامً وشرابٍ وغيرها، وهناك صيام فرضٌ على المسلمين كصيام شهر رمضان المبارك، وهنا سنن مستحبةٌ في الصيام كصيام يومي الاإثنين والخميس من كل أسبوع وفيهما ترفع أعمال المسلمين إلى الله عز وجل، وصيام يوم عاشوراء وهو ما سنسلط الضوء عليه في سياق إجابتنا عن السؤال: هل يجوز صوم يوم عاشوراء وحده.
محتويات
صيام يوم عاشوراء منفردا
يطرح الكثير منا تساؤلاً حول هل يجوز صوم يوم عاشوراء وحده أم لا؟، وسوف نستعرض هنا آراء بعض أئمة المسلمين في هذه المسألة الشرعية ومنهم:
- رأي الأمام ابن باز رحمه الله: يقول الشيخ ابن باز في مسألة صوم يوم عاشوراء وحده أن صيامه وحده جائز، إلا أن الأفضل صيامه مع يومٍ قبله أو يومٍ بعده، كأن يصوم المسلم يومي تاسوعاء وعاشوراء، أو أن يصوم المسلم يومي عاشوراء والحادي عشر من شهر محرم، ففي الأمر مخالفةٌ لليهود كما صرح ابن بازٍ والله تعالى أعلى وأعلم.
- رأي الإمام صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى: يقول الإمام ابن عثيمين في مسألة صوم يوم عاشوراء وحده بأنه أمر مكروه، حيث يستحب صيام يوم آخر معه، فإما أن يكون هذا اليوم هو اليوم السابق ليوم عاشوراء وهو اليوم التاسع من شهر محرم، أو أن يكون اليوم هو اليوم التالي ليوم عاشوراء وهو اليوم الحادي عشر من شهر محرم، أي أنه لا يجوز إفراد يوم عاشوراء في الصيام حسب رأي ابن عثيمين رحمه الله والله تعالى اعلى وأعلم.
اختلف جمهور علماء المسلمين في رأيهم حول صوم يوم عاشوراء وحده، فالبعض أشار إلى أنه مباح ويجوز صيام عاشوراء لوحده، بينما أشار البعض إلى أنه يجب أن يصام مع يوم قبله وهو يوم تاسوعاء، أي أن يصوم المسلم تاسوعاء وعاشوراء معاً، بينما كان لبعضهم رأيٌ ثالث وهو صيام يوم عاشوراء مع الحادي عشر من شهر محرم لكي يصبح صيام عاشوراء جائزاً، وفي كل الحالات أكدوا على عدم جواز إفراده بالصيام لمخالفة صيام اليهود له منفرداً.