ما هو سبب اختيار العصا والافعى شعارا للطب والصيدلة، عند المرور من أمام المستشفيات أو العيادات الطبية، وحتى الصيدليات ومخازن الأجوية وغيرها من القطاعات الطبية الأخرى، قد نلاحظ بشكلٍ بارز ظهور شعار مميز عليها، وهو عبارة عن شعار العصا والافعى، حيث يرسم فيها عصا تلتف حولها أفعى بشكل لولبي، ولطالما أثار هذا الشعار الطبي الجدل والتساؤلات حول ما هو سبب اختيار العصا والافعى شعارا للطب والصيدلة، وهو الأمر الذي ستحمل السطور المقبلة من هذا المقال تفاصيله لكم.
محتويات
سبب اختيار العصا والافعى شعارا للطب والصيدلة
في اليونان القديمة كان هناك إله شفاء اسمه أسكليبيوس، وهي كلمة يونانية كما ذكرنا سابقًا، حيث كان يعبد أسكليبيوس على أنه إله الشفاء لديهم، حيث ظنوا بأن إله الشفاء يتمتع طاقمه بوضع صولجان أو رمز للقوة تتمثل بالعصا والافعى، بينما نظريات أخرى تقول أنها كانت مجرد عصا، كما تنسب النظرية القوى أيضًا إلى طريقة سحرية تابعة لطاقم أسكليبيوس، والذي يرمز إلى العلاقة بين السماء والأرض، ولكن يرى باحثون آخرون أهميته الجمالية فقط ويختزلونه إلى غرضه كعنصر مفيد للزينة فقط، ومع ذلك ومن وجهة نظر اشتقاقية بحتة، يرون بأن أسكليبيوس يتصل بموظفيه من خلال الثعبان فالثعبان الذي يلتف حول شيء مثل عصا أو شجرة ما، يشير إلى الاتصال الطبي، حيث يمكن رؤية هذا الاتصال في الثعبان نفسه، الثعبان هو بلا شك هو رمز القوة، كما انه يرمز إلى فضائل الطبيب ومزايا الطب القوية في التجديد وقوة الشفاء، كما قال بعض المؤرخين بأن رمز العصا والثعبان أشار إلى أن المستحضرات الصيدلانية كانت مصنوعة من لحم الثعبان في ذلك الوقت.
لكن تم دحض النظرية السابقة تمامًا لأول مرة من قبل ليسكي لأول مرة في عام 1959 في مصر القديمة، حيث تشير العصا والثعبان إلى قصةٍ تمت فيها إزالة دودة المدينة من أجسام المرضى المصابين بعصا خشبية مشقوقة عن طريق لف الطفيل على العصا، ويمكن أن يصل طول الدودة إلى 30 إلى 100 سم، ولم تكن دودة المدينة معروفة إلا في إفريقيا ومن المستحيل فهم كيف قيل إن مثل هذا الرمز قد تطور من هذه الظاهرة المحدودة محليًا في مصر، وخاصة في اليونان، أي أنه وباختصار، يمكن القول أن قصة طاقم الإله أسكليبيوس يمكن ربطها فيما يتعلق بالثعبان بشكلٍ أكبر، لكن لا يمكننا تحديد النهج التوضيحي الأقرب إلى السبب الأصلي في اختيار العصا والافعى شعارا للطب والصيدلة.