ما حكم مراقبة الله تعالى في السر والعلن، لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وجعله خليفة في الأرض يستعمر فيها، فالدنيا دار مقر الإنسان مخير فيها، فلقد وضح الله سبحانه وتعالى طريق الخير والشر وجعل الإنسان مخير في اختيار الطريق الذي يرغب في السير فيه، ولكن لم يترك الله البشر هكذا بل خلق ملائكة لتدوين الأعمال التي يقوم بها الإنسان، فعلى كتف كل إنسان ملك رقيب وعتيد لتسجيل أعمال الإنسان، فالله سبحانه وتعالى يراقب ظاهر الإنسان وباطنه، فلقد قال النبي محمد صل الله عليه وسلم: (الإحسان أنْ تعبُد الله كأنَّك تَراه، فإنْ لم تكن تَراه فإنَّه يَراك)، فالمسلم الحق من يعبد الله سرا وعلنا، ومن هنا نتعرف على ما حكم مراقبة الله تعالى في السر والعلن.
محتويات
مراقبة الله في السر والعلن تعريف
مراقبة الله تعالى في السر والعلن، الله سبحانه وتعالى قادر على فعل كل شيء، رقيب على أعمال الإنسان وأفعاله، فمراقبة الله تعالى في السر والعلن هي إطلاع الله سبحانه وتعالى على أعمال الإنسان وكافة معتقداته في السر بين الإنسان ونفسه، وفي العلن بين الجميع، فالمسلم الحق يجب عليه أن يراقب تصرفاته ويعبد الله حق عبادته أن يعبد الله في السر كأنه في العلن، فالمسلم لابد أن يوقن تماما أن الله سبحانه وتعالى يرى المرء في كل مكان وزمان، يرى علانيته وسريرته، ولقد وردت العديد من الآيات القرآنية عن مراقبة الله تعالي في السر والعلن:
- قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ}.
- قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ}.
- قوله تعالى: {يَعْلَم خَائِنَة الْأَعْيُن وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}.
حكم مراقبة الله تعالى في السر والعلن
مراقبة الله تعالى في السر والعلن من أفضل الطرق التي يمكن للعبد المسلم إتقان العبادات واستشعار قرب الله سبحانه وتعالى وهي الطريقة التي يمكن للمرء المسارعة لتطبيق سنن الرسول، فمن استحضر وجود الله سبحانه وتعالى وأيقن مراقبة الله تعالى في السر والعلن يجتهد في العبادة ويؤديها على أكملها، كما أن العبد الذي يراقب الله في السر والعلن يزداد رزقه ويكرمه الله من وسعه، وهي من الأسس التي تخلق لدى الإنسان الخوف من الله سبحانه وتعالى، ولعل ما يدلل على مراقبة الله تعالى في السر والعلن قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}، وبهذا نؤكد على حكم مراقبة الله تعالى في السر والعلن هو واجب، فهي من أسمى المقامات الدينية فالله سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية، فكل ما في الأرض من صغيرة وكبيرة يعلمها، فخلاصة الحديث أن الله سبحانه وتعالى مطلع على كل ما في الكون كل ما يقوم به المرء بالسر والعلن مكشوف أمام الله سبحانه وتعالى.