من هو الصحابي الذي قبل رأس ملك الروم، ضرب الصحابة رضوان الله عليهم أروع الأمثلة في العديد من المواقف التي تطلبت منهم شجاعةً كبيرة وقوة إيمان وصبرٍ وثبات، وفي الكثير من المواقف التي يتعرض لها المسلمون قد يقولون نفسي نفسي وخصوصاً لو كان فيها تهديد لحياته، إلا أن الصحابة لم يبخلوا ببذل أرواحهم فداءً للدين وإرضاءً لله عز وجل، فكانوا يأبون السلامة والنجاة على استرخاص النفس وبذلها في سبيل الله تعالى، ومن هؤلاء الصحابة الكرام الذين ضربوا أروع الأمثلة التي حفظها لهم التاريخ الإسلامي إلى يومنا هذا وهو الصحابي الذي سنسرد قصته عبر سطورنا حول من هو الصحابي الذي قبل رأس ملك الروم.
محتويات
الصحابي الذي قبل رأس ملك الروم
من هو الصحابي الذي قبل رأس ملك الروم؟ في العام التاسع عشر للهجرة أرسل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب الصحابي عبد الله بن حذافة السهمي على رأس جيش لمحاربة الروم، ولكنهم وقعوا في الأسر وتم أخذهم إلى هرقل ملك الروم، حيث أمر هرقل بإحضارهم إليه، وكان على رأسهم الصحابي الجليل عبد الله بن حذافة السهمي، وعندما رآه هرقل نظر إليه ثم عرض عليه أمرين، والأمر الأول هو أن يقتل، أما الأمر الثاني فهو ترك الدين الإسلامي والتنصر فينجو بحياته، إلا أن الصحابي الجليل عبد الله بن حذافة السهمى رضي الله عنه رفض التنصر وفضل الموت وبذل روحه في سبيل الله تعالى على ترك الدين، وعندها غضب هرقل وأمر بصلب عبد الله بن حذافة السهمى ورميه بالسهام، إلا أن هذا الأمر لم يثني من عزيمته وإصراره على التمسك بالدين.
قصة عبد الله بن حذافة السهمي أمام هرقل
بعد كل هذا الإصرار والتحدي على التمسك بالدين من قبل الصحابي الذي قبل رأس ملك الروم عبد الله بن حذافة السهمي، أمر ملك الروم هرقل بإحضار قدرٍ كبير وأن يملئ بالزيت وتوقد تحته النار، فأمر بإحضار اثنين من الصحابة، وألقى واحداً منهم في القدر الذي كان يغلي فتفتت عظامه وذاب لحمه في القدر أمام مرأى من عبد الله بن حذافة السهمي والصحابة الآخرين، وهنا طلب هرقل من عبد الله بن حذافة السهمي أن يتنصر ويترك الإسلام إلا أنه لم يثني من عزيمته وأصر على التمسك بالإسلام.
هنا أمر هرقل برميه في القدر الذي يغلي، ووقف الصحابي الجليل ينظر إلى القدر بعينان مليئتان بالدموع فضن هرقل بأنه خاف وتراجع فسأله عن قراره فأجابه: (واللهِ ما أبكاني إلا أنى كنت أشتهى أن يكون لى بعدد ما فى جسدى من شعرٍ أنفُسٌ فتُلقى كلُّها فى هذه القدر فى سبيل الله)، وهنا عرض عليه هرقل أن يقبل رأسه مقابل إخلاء سبيله ومن معه فوافق الصحابي وقبل رأس ملك الروم وعاد مع جيشه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي استقبله وقال: (حقٌ على كل مُسلم أن يُقبِّل رأس عبد الله بن حذافة، وأنا أبدأ» فقبل رأسه).