قصة وجدان الكنيدري كاملة، الإرهاب لا دين له، هو الذي عاث خرابًا وفسادًا في الأرض، قتل الأبرياء وانتهاك الحرمات، أثار الفتن والخلافات في الدول، ومن أبرز الأحداث الذي سطعت بفعلتهم، قيامهم بقتل براءة وأحلام الطفولة، فتاة لم تستطع التمتع بالحياة وطفولتها، طفلة ماتت وهي تلعب بعصافيرها في قعر بيتها، خصلات شعر طفلة ارتقت إلى الحلم والجمال، سنذكركم اليوم بأحداث قصة وجدان الكنيدري كاملة، التي حدثت في المملكة العربية السعودية تحديدًا في الرياض.
محتويات
شهداء تفجير الوشم
بتاريخ 21 نيسان 2004، يوم جحيم على منطقة الوشم، ذلك الحي العتيق في المملكة السعودية في الرياض، الذي يضج بالحياة، ومليء بالقطاعات الحكومية والأمنية والخاصة، حيث يضم مقر للأمن العام، ومبنى لقوات الطوارئ الخاصة، الذين يقدموا للمواطنين الإحساس بالحماية والأمان، والآخر للإدارة العامة للمرور، وحولها تجمعات بشرية تبيت ليلتها في بيوتهم آمنين مطمئنين، في هذا اليوم قام الإرهاب بعملية انتحارية بسيارة مفخخة قامت بتفجير مبنى الإدارة العامة للمرور، الذي سقط ركامه على كل من حوله، وأضر بالمباني وغرس سكينه في كل الأعمار حيث قتل براءة الطفولة، ورمل الأمهات، ويتم الصغار، وجعل الدمع يجري قهرًا على وجنات الأحبة وأفقد الحياة في تلك المنطقة، وأسفرت عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 148 مواطنًا بريئًا.
من هي وجدان الكنيدري
الطفلة التي أثارت قضية مقتلها الرأي العام، الطفلة التي لم يعرف السعوديين صوتها ولا صورتها ولا ابتسامتها الجميلة إلا بعد أن رحلت عن الحياة، الطفلة التي أزهقت جسدها، وجعلت من روحها صفحة في كتاب الشهداء، إنها الطفلة وجدان الكنيدري التي رحلت عن الدنيا غدرًا وظلمًا من الإرهاب، تلك الطفلة التي كانت تلعب مع عصافيرها قبل أن يقوم الارهاب بفعلته ويفجر مبنى بجوار منزلهم في حادثة تسمى حادثة الوشم، فسقط ركام السور عليهم منهيًا حياتها، حياة لم تعشها بعد، لم تدخل إلى المدرسة، لم تختار التخصص الجامعي الذي ستميل له، لم تعاصر تطور بلدها وازدهاره، وحلت وتركت الغصة في قلب كل مواطن سعودي، رحلت وتركت فراغًا كبيرا في قلب عائلتها وشقيقتيها، ورحلت وتركت حنان أمها التي ما زالت صامدة ردًا على مروعي الأمن وكارهي الحياة.
بعد هذه الحادثة الأليمة، الذي كانت ضحاياه من مختلف الجنسيات، حضرت وجدان رمزا لذلك الحادث، الذي تعاطف معها جغرافية وطن بأكمله، رافضين ومتضامنين مع طفلة أخرجها الإرهاب من الحياة، وما خفف ألمهم قيام الأمير نايف بن عبد العزيز بتسمية طفلته الجديدة بوجدان، لتبقى حاضرة في قلب كل مواطن شريف.
رحلت وجدان رمز البراءة عن الحياة ولكن بقيت ذكرها تردد كل حين، رحلت وبقي والدها شامخا برغم كيد الكارهين، هذه هي قصة وجدان الكنيدري كاملًا، التي استشهدت في حادثة الوشم في الرياض غدرًا وعبثًا، لعن الله الارهاب ومواليه.