انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها

انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها، كل المخلوقات على سطح الأرض وفي باطنها هي مخلوقات خلقها الله عز وجل، فهي لا تملك الضر ولا النفع لنفسها، فمسير الأمور ومدبر الأحوال هو الله عز وجل وحده، ولا معبود سواه، ولا خالق غيره في هذا الكون، وعندما خلق الله عز وجل آدم عليه السلام، فقد خلقه لغاية معينة، وهي تعمير الأر والخلافة فيها، ولكن البشر من نسل آدم عليه السلام خالفوا ذلك الهدف، فعاثوا في الأرض فساداً وخربوا فيها وأفسدوا، فأستحق الكثير منهم عذاب الله عز وجل وغضبه، أما من عمر في الأرض وصانها وعبد الله تعالى حق عبادته، فنال رضاه سبحانه ودخل جنته، وهنا سنقدم تفسير الآية: انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها.

تفسير انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها

تفسير انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها
تفسير انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها

يقصد بالأمانة هنا هي الخلافة على الأرض كما يقول بعض المفسرين، فلقد عرض الله عز وجل طاعته والفرائض التي فرضها على الجبال والأرض، ولكن هذه الجبال والأرض أبوا حمل تلك الأمانة، ذلك لأن الهدف من حمل الأمنة ينطوي على الكثير من الأمور، فإن أحسنوا حمل الأمانة وصانوا فإن لهم الثواب والأجر والجزاء الحسن، وإن لم يحسنوا صون الأمانة وحملها، فإنهم سيستحقون العقاب من الله تعالى ودخول النار، وهنا أشفقت الجبال والأرض على نفسهم من صعوبة هذا الأمر عليه، فأبوا حمل الأمانة التي قبل الإنسان بحملها وبتولي الخلافة على الأرض واتباع أوامر الله عز وجل وتعميرها وصون الأمانة فيها.

قبول الإنسان لهذه الأمانة ما هي إلا دليل على جهل الإنسان وظلمه لنفسه، وهي صفات وصف الله عز وجل بها البشر في الكثير من الآيات القرآنية، واختلف العلماء في تحديد الأمانة التي جاءت في الآيات، فالبعض قال بأنها العبادات والطاعات التي فرضت، والبعض الآخر قال بأنها أداء الصلاة وإيتاء الزكاة والعدل وصون الودائع، بينما أشار آخرون إلى أن الامانة ما هي إلا ما أمر الله به عز وجل وما نهى عنه، كما قال البعض بأنها كل الأمانات التي يصونها الأنسان كصون المال والعرض والفرج والنفس وغيرها، وأشار بعض فقهاء الدين بأنها حفظ العهود والأمانات بين الخلق أجمعين، والله تعالى أعلى وأعلم.

Scroll to Top