قصة نبي الله سليمان، كونها من القصص التي يتم من خلالها استخلاص الكثير من العبر والعظات والحكم حيث ان أول عبرة من هذه العبر أن انتباه النبي سليمان لغياب الهدهد دليل على انتباهه ويقظته، كما أن تفقد الرعية والجند من أهم الواجبات الواقعة على ولاة الأمر، ومعاقبة المخالفين منهم أيضاً يعد من الواجبات التي يجب على الولاة القيام بها، ومن الحكم التي تجلت في هذه القصة اقامة العذر للشخص الغائب والتأني قبل اصدار الأحكام عليه، وهذه العبر جميعها تتجلى في قصة سليمان مع الهدهد، اما تعامل النبي سليمان مع بلقيس فكان مليئاً بالموعظة أيضاً حيث تجلت فيه الحكمة والعلم ولهذا نتبين قصة نبي الله سليمان مع الهدهد والملكة بلقيس.
محتويات
قصة نبي الله سليمان مع الهدهد
تدور قصة النبي سليمان مع الهدهد حول كونه يمتلك القدرة على فهم لغة الطير وكانت الطيور جميعها مسخرة له من قبل الله تعالى، وكانت مهمة الطيور في عهد النبي سليمان تتمحور حول البحث عن الماء ومعرفة أخبار الأمم والشعوب الأخرى، وفي يوم من الأيام فقد النبي الهدهد ولم يجده، كما أن الهدهد لم يطلب من النبي سليمان أذناً للغياب، ولهذا اشتعل غضبه وتوعده بتعذيبه او قتله في حال لم يكن ممتلكاً سبباً للغياب، وعاد الهدهد لسليمان الذي توجه له بالسؤال حول سبب غيابه ليقول بانه رأى أهل سبأ وكانت ملكتهم بلقيس ذات حكم وكانوا يعبدون الشمس، وحتى يتأكد النبي سليمان من هذا الخبر أمر الهدهد بأخذ الكتاب الذي يأمرهم فيه النبي سليمان بعبادة الله تعالى وأمر الهدهد بأن يلقيهم عليهم، وقام الهدهد بتحري نافذة من قصر بلقيس كانت قد فتحتها سابقاً ليدخل من خلالها الشمس التي تقوم بعبادتها، وقام الهدهد بالقاء الكتاب فيها.
قصة نبي الله سليمان مع بلقيس
رأت الملكة بلقيس كتاب النبي سليمان الذي القاه الهدهد في قصرها وجمعت قومها وقامت باستشارتهم في أمر هذا الكتاب، وقال قومها لها بأن قوم سليمان قومٌ لهم قوتهم وبأسهم الشديد وشجاعتهم الكبيرة، ولهذا قام قوم مملكة سبأ بتفويض الأمر للملكة بلقيس بأن تختار المناسب للقيام به، فاقترحت الملكة بلقيس أن تقوم بإرسال هدية للنبي سليمان لتقوم بتليين الأمر ولا تدخل في حروب وصراعات، وحينما وصلت الهدية للنبي سليمان قام بتهديد بلقيس بإرسال جيوشه لها ولهذا قررت الملكة بلقيس الذهاب للنبي سليمان، وحينما علم النبي سليمان بهذا الأمر قام بجمع حاشيته وطلب منهم احضار عرشها له وقال له عفريت من الجن أنه يستطيع القيام بهذا الأمر وقام عالم من علماء قوم سليمان بالمجيء بالعرش، وحينما جاءت الملكة بلقيس قالت كأنه هو وحينما اندهشت من قصر سليما ومن المعجزات الكثيرة اعلنت ايمانها بالله وخضوعها له حيث قالت:
“رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”.