يُكره استقبال القبلة أو استدبارها عند قضاء الحاجة في غير البنيان، يحتاج المسلمون إلى معرفة ما هي الاحكام الشرعية في كافة الأمور التي يتعرضون لها في حياتهم، ومن هذا المنطلق يبحث المسلمون حول ما رود فيها نص شرعي في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة، أو الإستدلال على حكمها عبر آراء أئمة الدين والمتفقهين فيه، الذي قاموا ببناء آرائهم وفق القياس على أدلة شرعية أو أمور ماشبهه لها، وهنا سنتعرف على الحكم الشرعي في يُكره استقبال القبلة أو استدبارها عند قضاء الحاجة في غير البنيان.
محتويات
حكم استقبال القبلة عند قضاء الحاجة في الصحراء
من الأمور المعروفة بأن الناس جميعاً يقضون حاجاتهم في المراحيض داخل البنيان التي يتواجدون فيها، ولكن قد تضطرهم الحاجة في بعض الأحيان إلى قضاء حاجاتهم في أماكن أخرى كأن يكونوا على سفر في مكانٍ مقطع لا مراحيض فيه أو ما شابه، وهنا يتساءل البعض حول على أن استقبال القلبة أو استدبارها في هكذا مكان عند قضائهم للحاجاتهم هو أمر مكروه أم لا؟ واتفق بعض علماء الدين على تحريم استقبال القبلة واستدبارها في غير البنيان، واستدلوا على هذا الحكم الشرعي مما رودورد في السنة النبوية الشريفة في قول أبي أيوب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها، ولكن شرِّقوا أو غرِّبوا).
يُكره استقبال القبلة واستدبارها عند قضاء الحاجة في غير البنيان صح أم خطا
يقول الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري بأنهم عندما قدموا من الشام إلى مكة المكرمة وجدوا مراحيض قد تم بناؤها قبل الكعبة، وعندما رأوها استغفروا الله وانحرفوا عنها، ولكنهم حملوا ذلك على غير البنيان فقط، حيث أنه في البنيان يباح الايتدبار والاستقبال للقبلة عند قضاء الحاجة لصعوبة تغير مكان المرحاض في البنيان، واستدلوا على هذا الأمر عبر قول ابن عمر رضي الله عنهما : (رقيتُ يوماً على بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته مُستقبل الشام مُستدبر الكعبة).
يقول بعض علماء الدين بأنه لا يجوز استقبال القبلة أو استدبارها على أي حال من الأحوال سواء في ابنيان أو في غيرها، لأن القبلة تستقبل في الصلاة فقط، وأخذوا من حديث أبو أيوبٍ الأنصاري السابق ذكره في سطور المقال حجةً في تأكيد رأيهم
والقول الراجح عند الإمام ابن باز رحمه الله في هذه المسألة: (أنه يحرم الاستقبال والاستدبار في الفضاء، ويباح الاستدبار في البنيان دون الاستقبال)، والله تعالى أعلى وأعلم.