الفرق بين دم الحيض والاستحاضة، من المعروف أنه يخرج من رحم المرأة دم طبيعي يبدأ بالخروج من سن البلوغ، وفي سياق الحديث فإن الشريعة الإسلامية حددت بأن الدم يكون إما دم حيض، أو دم استحاضة، أو دم نفاس، وهُنا يحدث لبس عند المرأة وذلك في التمييز بين كلِ منهما، كونه كل منهم لديه أحكام شرعية خاصة بِه تختلف عن الدم الأخر، وفي مقالنا التالي سوف نُسلط الضوء على الفرق بين دم الحيض والاستحاضة ومعرفة أحكام كل منهما في الشريعة الإسلامية.
محتويات
الفرق بين دم الحيض والاستحاضة
دم الحيض والاستحاضة كلِ منهم يختلف عن الأخر من حيثُ الحُكم الشرعي والتوقيت والسبب أيضاً، حيثُ أنه عندما سُئِلت السيدة عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين:” ما بَالُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، ولَا تَقْضِي الصَّلَاةَ. فَقالَتْ: أحَرُورِيَّةٌ أنْتِ؟ قُلتُ: لَسْتُ بحَرُورِيَّةٍ، ولَكِنِّي أسْأَلُ. قالَتْ: كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ”، أما بخصوص المرأة المستحاضة فإنها تصلي وتصوم، إذ أنها تُعتبر طاهرة ومُلزمة بكافة التكاليف الشرعية، وفي ما يأتي حول الفرق بين دم الحيض والاستحاضة من حيثُ التعريف:
- الحيض: هو عبارة عن الدم الذي ينزل من رحم المرآة عند البلوغ، يكون جبلة وطبيعي، بالإضافة إلى أنه لا يخرج بسبب الولادة أو المرض، إنما هو أمر طبيعي له وقت من كل شهر على حسب طبيعة المرأة.
- الاستحاضة: هو عبارة عن خروج دم عرض وفساد من منطقة أدنى الرحم، ويكون لسبب كمرض أو غيره، كما يُعرف بأنه الدم الذي يستمر بالنزول على المرآة بعد أقصى مدة لنزول الحيض، بمعنى أن دم الإستحاضة ينزل قبل موعد الدورة الشهرية، أو من المُمكن أن يستمر بعد انتهاء الدورة الشهرية، بالإضافة إلى أنه من المُمكن أن يستمر بالنزول في الفترة ما بين الدورتين، ولا يُوجد هُنالك مدة لتوقف نزول دم الاستحاضة، حيثُ رُوي عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، أن فاطمة بنت أبي حبيش جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له:” يا رَسولَ اللهِ، إنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ فلا أطْهُرُ. أفَأَدَعُ الصَّلَاةَ؟ فَقالَ: لَا. إنَّما ذَلِكِ عِرْقٌ وليسَ بالحَيْضَةِ فَإِذَا أقْبَلَتِ الحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلَاةَ، وإذَا أدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وصَلِّي”.
أما بالنسبة الفرق بين دم الحيض والاستحاضة من حيثُ صفة الدم، فإن لكل منهم صفة دم تختلف به عن الأخر من حيثُ اللون، الثخانة، الرائحة، التجمد ونوضحها في السطور التالية:
- اللون: يُشار إلى لون دم الاستحاضة أصفر يميل للحمرة، أو يكون أحمر فاتح، وفي ما يخص دم الحيط يكون لونه أحمر مسود، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت:” اعْتَكَفَتْ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ امْرَأَةٌ مِن أزْوَاجِهِ مُسْتَحَاضَةٌ، فَكَانَتْ تَرَى الحُمْرَةَ، والصُّفْرَةَ، فَرُبَّما وضَعْنَا الطَّسْتَ تَحْتَهَا وهي تُصَلِّي”، إذ أنه يتم تمييز لون الحيض والاستحاضة، من خلال الضعف والقوة، إذ أن الأقوى هو الأسود، الأحمر، الأشقر، الأصفر، الأكدر، فإذا نزل من المرأة دم قوي ثم ضعيف فإن القوي هو حيض، والضعيف هو استحاضة.
- الثخانة: إذ أن دم الحيض ثخين وغليظ، في حين أن دم الاستحاضة يكون رقيق، إذ قال الشافعي:” إذا كان الدم ينفصل، فيكون في أيام أحمر قانئاً ثخينًا محتدماً، وأيامٍ رقيقاً إلى الصفرة، أو رقيقاً إلى القلة، فأيام الدم الأحمر القاني المحتدم الثخين أيام حيض، وأيام الدم الرقيق أيام استحاضة”.
- الرائحة: دم الحيض رائحته كريهة ونتنة، اما دم الاستحاضة لا رائحة له كونه دم عادي.
- التجمد: عندما يتم خروج دم الاستحاضة فإنه يظهر ثم يتجمد، في حين أن دم الحيض لا يتجمد وذلك كونه كان متجمد وهو في الرحم، وبعد ذلك انفجر وأصبح سائل عند خروجه فلا يتجمد.
شاهد أيضاً: هل يجوز الاغتسال من الحيض بعد الفجر في صيام رمضان
توصلنا إلى نهاية المقال والذي ذكرنا فيه حول الفرق بين دم الحيض والاستحاضة، حيثُ أنه من الأمور المهمة التي يجدر على كلِ إمرأة معرفتها والتفريق بين كل منهما، وذلك حتى يتم معرفة الأحكام الشرعية التي تتعلق في كل منهما من حيثُ الطاعات والعبادات.