من هم الاعراف وهل يدخلون الجنة

من هم الاعراف وهل يدخلون الجنة، حيثُ أن ذلك السؤال من الأمور الهامة التي تتعلق بالجنة والنار، بالإضافة إلى الحساب والعرض أما الله عز وجل، مما لا شك من ذكره أن الله تعالى أنزل القرآن الكريم على نبينا مُحمد -صلى الله عليه وسلم-، وحفظه من التحريف والضياع، حيثُ يتناول القرآن الكريم العديد من السور والأيات القرآنية التي كل منها يحتوي على معاني وقصص وحكمة مُعينة، وفي مقالنا سوف نقوم بتسليط الضوء لمعرفة من هم الاعراف وهل يدخلون الجنة وسبب تسمية الأعراف بهذا الإسم.

من هم الاعراف

من هم الاعراف
من هم الاعراف

تعددت الأقوال والأحاديث حول معرفة من هم الاعراف، بالإضافة إلى التعرف على شخص وهوية كل منهما، وقد جاءت التصريحات والتوضيحات في عِدة من الأقاويل والتي منها:

  • ذهب ابن مسعود وكعب الأحبار وابن عباس -رضي الله عنهم- إلى القول بأنّ أصحاب الأعراف هم مساكين أهل الجنّة، واستدلّوا على ذلك بما أخرجه الإمام الطبري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: “الأعراف سورٌ بين الجنة والنار، وأصحاب الأعراف بذلك المكان، حتى إذا بدا لله – هكذا بالأصل – أن يعافيهم؛ انطلق بهم إلى نهرٍ يقال له: الحياة، حافتاه قصب الذهب، مكلَّلٌ باللؤلؤ، ترابه المسك؛ فألقوا فيه، حتى تصلح ألوانهم ويبدو في نحورهم شامة بيضاء يُعرَفون بها، حتى إذا صلحت ألوانهم، أتى بهم الرحمن، فقال: تمنوا ما شئتم، قال: فيتمنون، حتى إذا انقطعت أمنيتهم قال لهم: لكم الذي تمنيتم ومثله سبعين مرة، فيدخلون الجنة وفي نحورهم شامة بيضاء يُعرفون بها، يسمون مساكين الجنة”.
  • ذكر ابن عطية في تفسيره: أنّ أصحاب الأعراف هم قومٌ كانت لهم ذنوب صغيرة لم تُكفَّر عنهم بالآلام والمصائب في الدنيا، وليست لهم كبائر، فيُحبسون عن الجنة لينالهم بذلك غمّ وهمّ، فيقع ذلك في مقابلة صغائرهم إلى أن يدخلون الجنة.
  • نقل ابن وهب عن ابن عباس -رضي الله عنه-: أنّ أصحاب الأعراف هم الذين ذكرهم الله في القرآن، وهم أصحاب الذّنوب العظيمة من أهل القبلة.
  • يرى أبو نصر القشيري في قولٍ آخر، والشوكاني ومجاهد في أحد قوليه: أنّ أصحاب الأعراف هم فضلاء المؤمنين والشهداء الذين فرغوا من شغل أنفسهم، وتفرّغوا لمطالعة أحوال الناس وأحوالهم. يرى ابن عباس -رضي الله عنه- كما نقل القشيري: أنّ أصحاب الأعراف هم أولاد الزنا.
  • يرى مجاهد: أنّ أصحاب الأعراف هم قومٌ صالحون، وأنّهم من الفقهاء والعلماء.
  • ذهب المهداوي، ومعه الشوكاني والقشيري وشرحبيل بن سعد: أنّ أصحاب الأعراف هم الشُّهداء من أمّة محمد صلى الله عليه وسلم.
  • يرى شرحبيل بن سعد: أنّ أصحاب الأعراف هم الذين استشهدوا في سبيل الله والذين خرجوا للجهاد عاصين لآبائهم.
  • يرى الزهراوي والنّحّاس: أنّ أصحاب الأعراف هم عدول القيامة الذين يشهدون على الناس بأعمالهم، وهم فئةٌ مختارةٌ في كل أمة.
  • ذهب ابن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وابن عباس في قول له، والشعبي، والضحاك، وسعيد بن جبير إلى: أنّ أصحاب الأعراف هم “قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فجُعلوا هناك إلى أن يقضي الله فيهم ما يشاء، ثم يُدخلهم الجنّة بفضل رحمته لهم”.

وفي ما يخص الرأي الأرجح فإنه يرجح غالبية المفسرين في أن أصحاب الأعراف هم أناس تساوت حسناتهم مع سيئاتهم، فإذا زادت حسناتهم حسنة واحدة لدخلو الجنة، ولو زادت سيئاتهم سيئة واحدة أصبحوا من أهل الناس، ولكنها تساوت عددهم، يُصبحون في الأعراف إلى أن تنزل عليهم رحمة من الله عز وجل ثم يُدخلهم الجنة.

هل الأعراف يدخلون الجنة

هل الأعراف يدخلون الجنة
هل الأعراف يدخلون الجنة

إن أصحاب الأعراف هم الأناس الذين تساوت حسناتهم مع سيئاتهم، بالتالي إذا زادت حسناتهم حسنة واحدة يُصبحون من أهل الجنة، ولكن في حين لو زادت سيئاتهم سيئة واحدة فإنهم يُصبحون من أهل النار، لذا هم يبقون على مكان مُرتفع حتى تحل عليهم رحمة الله عز وجل وبعد ذلك يُدخلهم الجنة.

شاهد أيضاً: النعم التي انعم الله علي نبينا صلي الله عليه وسلم كثيره منها اعطاه نهر في الجنة يسمى نهر

أهل الأعراف في القرآن الكريم

أهل الأعراف في القرآن الكريم
أهل الأعراف في القرآن الكريم

ذُكر أصحاب الأعراف في القرآن الكريم في عِدة من المواطن، حيثُ أن الأعراف خصها الله عز وجل سورة في القرآن الكريم وميزهم، ويُشار إليهم أنهم أناس تساوت حسناتهم مع سيئاتهم، ونذكر لكم أهل الأعراف في القرآن الكريم:

  • قال الله سبحانه وتعالى: (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ).
  • قال الله سبحانه وتعالى: ( وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ* أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ۚ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ).
  • قال الله سبحانه تعالى: ( يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ).

توصلنا إلى نهاية المقال والذي ذكرنا فيه حول إجابة من هم الاعراف وهل يدخلون الجنة، إذ أنهم أناس تساوت حسناتهم مع سيئاتهم، ويوم القيامة يدخلون الجنة برحمة الله عز وجل.

Scroll to Top