حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، فمن الجدير بالذكر ان المسلم في اتباعه للاحكام يتبع في بداية الامور كلاً من القرآن الكريم وهو كلام الله المنزل على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، من سنة السنة النبوية وهي كل ما ذكر عن رسول الله عليه السلام من قول او فعل او تقرير او حتى صفة خلقية او خلقية، ومن ثم ابتاع رأي اهل العلم والمذاهب الاربعة، واليوم من خلال مقالنا سنتعرف على حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم.
محتويات
حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم
نجد ان قد تبين من اهل العلم بأنه لا يجوز تهنئة النصاري وغيرهم من الكفار بأي عيد من الاعياد التي يحتفلون بها، وذلك لكون التهنئة اقراراً بدينهم وكافة المناهج الباطلة التي يؤمنون بها، وذلك لما قاله الامام ابن القيم قائلاً “وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده”
شاهد أيضا: حكم توكيل الجمعيات الخيرية في اخراج زكاة الفطر
حكم تهنئة المسيحيين في المذاهب الأربعة
لقد اختلفت آراء المذاهب الاربعة في هذا الامر، فنجد من هنالك من يؤيد ومن يعارض بشكل تام، وهو الامر الذي سنوضحة من خلال عرض آراء المذاهب الاربعة كالتالي:
- المذهب المالكي، وهو الذي يعتبره امر مكروه، فيكره على المسلم ان يهنئ المسيحي بعيده، لانه بذلك يعتبر تعظيم للمسيحين في عيدهم ومعاونتهم على الكفر.
- المذهب الحنفي، وهو الذي وضح انه في حال اراد المسلم مشاركة المسيحيين في عيدهم فهو كفر تام، بحيث يحبط عمله لانه في ذلك الامر يعظم عيده بشكل تام، اما في حال اراد المسلم تهنئة المسيحي فذلك يكون من دون تعظيم لعيده بأي حال من الاحوال، يكون جائز التهنئة، ولكن من باب الاحتياط بالامر عليك ترك ذلك لعدم الوقوع في الشبهات.
- المذهب الحنبلي، وهو الذي حرم ذلك بشك تام من حيث المشاركة او حتى التهنئة للمسيحي في عيده، كما انه حرم تعزيته في العزاء، فلذلك شأن بتعظيم عزائهم ومعاونتهم على الكفر.
- المذهب الشافعي، والذي وضح عدم جواز المسلم ان يقوم ببيع او اعارة المسيحي اي شيء من الاشياء المتعلقة بالعيد الخاص بهم فذلك معاونه لهم على الكفر والعصيان.
الحكمة من تحريم تهنئة المسيحين في مناسباتهم
ان الدين الاسلامي ما هو الا دين يسر ورحمة، أمر كافة المسلمون بالمعاملة بالحسنى، الا ان تحريم مشاركة غير المسلمون في اعيادهم ومناسباتهم، يكون نتيجة لكون ذلك من ضمن اتباع دين غير المسلمون بشكل تام، وهو الامر المحرمم ان يقوم المسلم باتباع غير الدين الاسلامي، فيعد ذلك معانة لهم على الكفر، بالاضافة لكوه اقرار من المسلمون بشكل كامل على ان لهم حقوق في بعض الشعائر التي يقبلون على فعلها.
دليل من القرآن الكريم في تهنئة غير المسلمين
هنالك العديد من الاحكام التي جاء ذكرها في القرآن الكريم، ومن ضمنها تحريم مشاركة غير المسلمين بمناسباتهم وجاء ذلك في قوله تعالى ”إن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)، فنستنبط انه لا يجوز مشاركة غير المسلمين سواء اكان ذلك من حيث البيع او معايرتهم اي شي من الاشياء التي تساعدهم في التحضير لاعيادهم، فالله عز وجل غير راضي عن الاعياد والمناسبات التي يقيمونها بأي شكل من الاشكال.
وفي ختام مقالنا نكون قد تعرفنا على حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، بالاضافة الي استعراض رأي المذاهب الاربعة وحكمها على ذلك الامر، واخيرا الدليل من القرآن الكريم.