هل يجوز إعطاء الزوجة من زكاة المال؟، حيثُ أن زكاة المال في الشريعة الإسلامية تم تقسيمها إلى نوعين، أولها وهي زكاة الفكر التي يتم بموجبها إخراج مقدار من طعام قوت البلد، وقد أجاء جمهور العلماء بإخراج مبلغ من المال للفقراء والمحتاجين، ويُشار إلى زكاة الفطر بأنه واجب على كُل مسلم ومسلم، أما النوع الأخر وهو زكاة المال، التي يتم إخراجها بعد أن يكتمل المال حد النصاب لها، وفي مقالنا سوف نذكر إجابة هل يجوز إعطاء الزوجة من زكاة المال؟
محتويات
هل يجوز إعطاء الزوجة من زكاة المال؟
وقد جاء في الكثير من الفتاوي عن شيوخ العلم وجمهور العُلماء، حول مسألة هل يجوز إعطاء الزوجة من زكاة المال؟، حيثُ انه يجب على الزوج الإنفاق على زوجته وأولاده ومما يلزم عليه إعالتهم والإنفاق عليهم، لاسيما بأن هو واجب الزوج نحو الزوجة، ولكن لا يجب إعطاءها الزكاة وذلك لإسقاط النفقة على كاهله، وعليه فإن إعطاء الزوجة من مال الزكاة لا يجوز، كما أجمع عُلماء الفقه وكما جاء في عموم الفتاوة حول تلك المسألة.
شاهد أيضاً: هل يجوز صلاة قيام الليل أربعة ركعات متصلة
هل تجوز الزكاة على الزوجة والأولاد
لاسيما أنه إحدى الأسئلة التي تتراود إلى الكثير من المسلمين، حيثُ أن هُنالك الكثير من الفتاوي والأقوال للشيوخ حول إنفاق الزوج مما لا يلزم عليه إعالتهم، والتي تأتي بموجبها الأخ، الأخت، الخالة، العمة، وغيرها، وفي موجب سؤالنا فإن الأولاد مثلهم مثل الزوجة، الأب، الأم، والذي يُطلق عليهم فروع، ويُشار إليهم أنه يجِب الإنفاق عليهم من قِبل الأب، ولا يجوز أن يعطوا من مال الزكاة، والتي بموجبها يسقط عنه الإنفاق وديننا دين رحمة ويُسر، قد أوجب على الأب الإنفاق على ابنائه في حال اليسر، ولكن لا يتمنن عليهم بزكاة، وهذا من رحمة ورأفة الدين الإسلامي، وفي سياق الحديث حول الزوجة بأنه أيضاً واجب الزوج الإنفاق عليها في كل أيام العام، ولكن لا يجوز إعطائها من مال الزكاة.
هل يجوز للزوج أن يقضي الدين عن زوجته من مال الزكاة علماً بأن الزوجة قد استدانته قبل الزواج
كما أسلفنا في الذكر حول أنه لا يجوز أن تُعطى الزوجة من مال الزكاة، ولكن هُنالك حالات يجوز فِيها ذلك، كما في حال الزوجة كانت مدينة، وفي السطور التالية سوف نطرح لكم الفتوى على أتت عليه من قِبل مجمع الفقه والفتوى الإسلامي، والتي هي:
- “السؤال: هل يجوز للزوج أن يعطي زكاته لزوجته لأن عليها ديوناً؟
- الاجابة: نعم ، لا حرج في ذلك ، لأنه لا يجب عليه قضاء دينها
- كما ويُمنع أن يُعطي الرجل زكاته لإمرأته وذلك لُيسقط لذلك عن نفسه نفقة واجبة عليها.
- قال ابن المنذر رحمه الله : “أجمع أهل العلم على أن الرجل لا يعطي زوجته من الزكاة ; وذلك لأن نفقتها واجبة عليه , فتستغني بها عن أخذ الزكاة , فلم يجز دفعها إليها , كما لو دفعها إليها على سبيل الإنفاق عليها” انتهى من “المغني” (2/270).
- وقال عليش رحمه الله في ” منح الجليل شرح مختصر خليل ” : ” وأما إعطاء الزوج زوجته زكاته فيمنع اتفاقاً , ومحل المنع فيهما [أي : إعطاء كل واحد من الزوجين الزكاة للآخر] : إن لم يكن إعطاء أحدهما الآخر ليدفعه في دَيْنه أو ينفقه على غيره ، وإلا جاز اتفاقاً ” انتهى.
- وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : “لو أن الشخص قضى دين والده من زكاته وكان والده لا يستطيع الوفاء فإن ذلك جائز ، ولو دفع الزوج زكاته في قضاء دين زوجته وهي لا تقدر على الوفاء فإنه لا بأس بذلك ، لأنه يصدق عليهم أنهم من الغارمين ” انتهى من “فتاوى نور على الدرب”.
لنتوصل في النهاية بأنه يجوز للزوج أن يُعطي زكاته لزوجته وذلك لقضاء دينها، والله تعالى أعلى وأعلم.
شاهد أيضاً: هل يجوز لاهل بلد الصوم والفطر اعتمادا على الحساب الفلكى
توصلنا إلى خِتام مقالنا والذي ذكرنا فيه حول هل يجوز إعطاء الزوجة من زكاة المال؟، والتي إجتمع عموم الفتاوي في تِلك المسألة بأنه لا يجوز للزوج إعطاء زوجته من زكاة المال، ولكنه يلزم عليه الإنفاق عليها والتي هي واجبة عليه.