حكم من نام عن صلاة الجمعة، إذ أن صلاة الجمعة هي الصلاة التي تختص بيوم الجمعة فقط، وقد فضّل الله عز وجل يوم الجمعة دون عن غيره من أيام الأسبوع، حيثُ أن فيه صلاة الجمعة التي تُصلى في جماعة بالمسجد، إضافة إلى أن هُنالك ساعة إستجابة في نهار يوم الجمعة، كما أن فيها يتم قراءة سورة الكهف والتي هي نور ما بين الجمعتين، ويتراود على أذهان المسلمين العديد من الأسئلة والتي منها حكم من نام عن صلاة الجمعة، وهذا ما سوف نتناوله في هذا المقال.
محتويات
حكم من نام عن صلاة الجمعة
يُعتبر تارك صلاة الجمعة إذا كان معه عذر، التي تعني أن المسلم أخذ بالأسباب ولكن من المُمكن ان يكون غلبه النعاس، لا بأس عليه، وذلك استناد إلى حديث النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم قال:” من نام عن الصلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها”، وقد مرّ على النبي عِدة مواقف مماثلة لها، حيثُ أن في مرة كان النبي عليه الصلاة والسلام في السفر، وغلبهم النعاس عن الصلاة وناموا، وعندما استيقظوا قضوا الصلاة، مع الأخذ بالحيطة والأسباب، مما لا شك من ذكره بأنه يتم تحديد ساعة على تأكيد وقت الصلاة، أو أحد من أفراد عائلته يُوقظه، إضافة إلى عدم السهر إلى أوقات مُتأخرة من الليل حتى يستطيع أن يستيقظ باكراً، ولكن إذا غلب ولم تنفع تِلك الأسباب والإجتهاد، فإن حكم من نام عن صلاة الجمعة معذور ولا حرج عليه، ولكن من ترك صلاة الجمعة تكاسلاً ولم يتم أخذ الحيطة والأسباب حتى يستطيع أن يستقيظ، فمثلاً نِجد أنه يسهر الليل، وتساهل في أوقات الصلاة، فهو آثم كونه لم يتخذ بالأسباب.
شاهد أيضاً: حكم صلاة التهجد الشيخ فركوس
حكم ترك صلاة الجمعة بسبب العمل
وهو إحدى الأسئلة التي أجاب عليها الشيخ احمد وسام امين الفتوى في دار الافتاء المصرية، وذلك من خلال سؤال ما حكم عدم حضور صلاة الجمعة بسبب العمل فى بلد من بلاد غير المسلمين فهل يمكن صلاتها ظهرًا؟”، وجاءت الفتوى بأنه لا تِجب عليه الجمعة، وذلك كونه ليس في دار غير المسلمين، وهذا ما أكده جمهور العُلماء، حتى وإن كان الأولى في أن يُصليها إذا استطاع، ولكن إذا لم يستطع فإن له أن يُصليها ظهراً، كما أنه لا يُعتبر آثماً، وأكمل متابعة كلامه وقال:” إن ترك صلاة الجمعة إثم كبير ما دام بغير عذرٍ يمنعه من أدائها، وقد ورد في تركها وعيد شديد كما في الحديث الشريف: “مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ”، وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: “لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ”.
شاهد أيضاً: حكم صلاة القيام في جماعة في العشر الاواخر من رمضان
عقوبة من ترك صلاة الجمعة
الجِدير بالذكر أن الأزهر الشريف نبه على أن صلاة الجمعة هي فرض عين على كُل مسلم، كما أنه لا يجوز للمسلم أن يترك صلاة الجمعة إلا لعذر شرعي كما وضحته الشريعة الإسلامية، مثل المرض والسفر وغيرها، إستناداً لقوله عز وجل:” يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ”، واستند إلى ما رواه الإمام النسائي أن النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم قال: “رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ»، متابعًا قوله صلى الله عليه وسلم: “الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةً: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ”، وأكمل كلامه: أن ترك المسلم لصلاة الجمعة، إثم كبير ما دام لا يُوجد هُنالك عذرٍ يمنعه من أدائها، مُشيراً إلى أنه قد ورد في تركها وعيد شديد كما في الحديث النبوي الشريف: “مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ”، واختتم الأزهر فتواه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيضًا: “لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ”.
متى تسقط صلاة الجمعة
مما لا شك من ذِكره بأن صلاة الجمعة واجبة في الكتاب وهو القرآن الكريم والسنة النبوية بالإضافة إلى إجماع الفقهاء، لكن هُنالك عِدة من الحالات التي تسقط فيها صلاة الجمعة ولا يكون هُنالك إثم على المسلم، والتي منها:
- لا تِجب صلاة الجمعة على المسافر، ولكن إن صلاها صحت منه.
- كما أنه لا جمعة على المريض الذي لا يستطيع شهودها، وذلك إما لخوف من تأخير برء، أو أن هُنالك زيادة في المرض، أو أنه عجز عن الإتيان بأركانها، كما لو تعذر القيام بها مع الجماعة لأي سبب كان.
- بالإضافة إلى أنه إذا خشِي المصلي على نفسه من عدو أو سيل او حريق.
شاهد أيضاً: حكم صلاة التهجد جماعة في رمضان
توصلنا إلى خِتام مقالنا والذي ذكرنا فيه حكم من نام عن صلاة الجمعة، بالإضافة إلى بيان حكم من ترك صلاة الجمعة بسبب العمل، كما وذكرنا عُقوبة من ترك صلاة الجمعة.