هل ليلة القدر خاصة بأمة محمد صلى الله عليه وسلم، ويعتقد المسلمون أن ليلة القدر هي إحدى الليالي الوترية العشر الأخيرة من شهر رمضان، ولكنهم لا يعلمون بالضبط أي ليلة هي ليلة القدر، ولذلك يحثون على العبادة والاعتكاف والدعاء في جميع الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان، ويعتبر الاعتكاف في ليلة القدر من الأعمال الصالحة التي يحث عليها الإسلام، حيث يقضي المسلمون ساعات من الليل في المساجد أو في بيوتهم في العبادة والتذكر والدعاء، ويقرأون القرآن، وفي السطور نوضح لكم هل ليلة القدر خاصة بأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
محتويات
ما هي ليلة القدر
ليلة القدر وهي ليلة من الليالي الوترية التي تكون في العشرة الأخيرة من رمضان وهي غير محددة بليلة بعينها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ” تَحرُّوا لَيلةَ القَدْرِ في الوَتْر من العَشرِ الأواخِرِ من رمضانَ”، ولقد ميزها الله بأعظم فضل عن غيرها من الليالي فأنزل القرآن فيها قال تعالى: “إنّا أنزلناهُ في ليلةِ القدر” وهي ليلة مباركة يقدر الله فيها عز وجل ما سيكون في العام، قال تعالى: ” إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ، فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ”.
أي: أنه في هذه الليلة يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر العام كله، وما سيكون فيه من آجال وأرزاق، وما سيكون فيه إلى آخره. كما اختصها الله تعالى بالأجر العظيم، فأجر العمل الصالح فيها خير من أجر العمل ألف شهر، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان وقد حث المسلمين على تحريها وحثهم على المسارعة في أداء الأعمال الصالحة والعبادات واغتنام هذه الليلة لما لها الأثر العظيم في الدنيا والآخرة.
شاهد أيضاً: ما هي علامات صباح ليلة القدر الصحيحة ووقتها وفضلها
هل ليلة القدر خاصة بأمة محمد صلى الله عليه وسلم
تعتبر ليلة القدر من الليالي المهمة عند المسلمين والذين ينتظرونها في الليالي الوترية من العشر الاواخر من شهر رمضان، كما اختلف العلماء على اختصاص ليلة القدر بالأمة المحمدية فمنهم من خصها بأمة محمد ومنهم من قال بأن ليلة القدر موجودة منذ الأزل. وفيما يلي أراء العلماء وأدلتهم:
- رأى الشيخ عطية سالم في شرح كتاب الصيام باب الاعتكاف: أن هناك آخرون يقولون: بأن ليلة القدر موجودة في الأمم السالفة، مستدلين بحديث أبي هريرة: “أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: هل ليلة القدر كانت تكون في الأمم مع الأنبياء، فإذا مات النبي رفعت، أو هي باقية خاصة بهذه الأمة؟، فقال صلى الله عليه وسلم: بل كانت مع الأنبياء في الأمم الماضية”.
- رأى بعض العلماء : بأن هذه الليلة خاصة بأمة محمد عليه الصلاة والسلام دون غيرها من الأمم، مستدلين برأيهم بالحديث الذي جاء عن قتادة: “أنه بلغه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أرى أعمار الناس قبله – أو ما شاء الله من ذلك – فكأنه تقاصر أعمار أمته ألا يبلغوا في العمل مثل ما بلغ غيرهم في طول العمر، فأعطاه الله ليلة القدر خيراً من ألف شهر”.
- ورأى الهيثمي، وكذلك ابن حبيب من المالكية، والشافعية، والخطابي وأجمعوا على أن ليلة القدر هي ليلة خاصة بالأمة المحمدية دون غيرها من الأمم، واستدلوا على رأيهم بما رواه الديلمي عن أنس – رضى الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “إن الله تعالى وهب لأمتي ليلة القدر لم يعطها مَن كان قبلهم”.
- والرأي الراجح في أمة القدر: وهو أن ليلة القدر وُجدت منذ الأزل، وهي ليلة لها قدرها وشرفها ومنزلتها من بين الليالي، منذ خلق الله للأيام والليالي، ولكن تخصيص الطاعات، والعمل الصالح في هذه الليلة، وتخصيصها بالأفضلية وأن الطاعات فيها خير من ألف شهر هو خاص فقط بالأمة المحمدية، دون غيرها من الأمم السالفة، ويأتي ذلك تعويضاً لتلك الأمة عن قصر أعمارهم، وأن بقائها مع الأنبياء السابقين في أممهم إنما هو بقاء شرفها وفضلها في ذاتها فقط وليس في مضاعفة الأجر والثواب، وأن الطاعات، والعمل الصالح في تلك الليلة بألف شهر فذلك خاص بالأمة المحمدية.
- أو يمكن القول بأن ليلة القدر كانت موجودة في الأزل، ولكن الإخبار عنها لم يتأت للأنبياء السابقين ولا لأممهم، وإنما خصها الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأمته وكفى بذلك شرفاً وتعظيماً لهذه الأمة دون الأمم.
كيف كان الرسول يحيى ليلة الْقَدْرِ
لا يوجد وصف مفصل في السنة النبوية لكيفية قضاء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ليلة القدر، ولكن السيرة النبوية تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العبادة والذكر والدعاء في العشر الأواخر من شهر رمضان، وخاصة في الليالي الوترية الأخيرة.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بأن ليلة القدر خير من ألف شهر، وأن من استيقظ ليلة القدر مؤمناً ومحتسباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه، وذلك لتشجيعهم على البحث عن ليلة القدر والاجتهاد في العبادة والدعاء فيها.
في العادة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم بالعبادة في هذه الليالي بترديد الأذكار والدعاء وقراءة القرآن الكريم، ويصلي التراويح ويدعو الله بالرحمة والمغفرة والثبات في الإيمان والإحسان إلى الله، ويحث أصحابه على الاجتهاد في العبادة والدعاء والتوبة.
شاهد أيضاً: دعاء ليلة القدر مكتوب لجميع الليالي الوترية في رمضان 2025
ما هي علامات ليلة القدر
ليلة القدر من الليالي الوترية المهمة في حياة العب المسلم والتي لها الكثير من الاجر والثواب، حيث تميزت ليلة القدر بعلامات خصصت لها لكي يتسنى للإنسان معرفة إن كان قد أدركها ولكي يستشعر بقبول عمله، فمن هذه العلامات:
- قوة النور، والإضاءة في هذه الليلة: وأن هذه العلامة لا يحس بها إلا من كان في البر، و بعيدًا ، عن الأضواء و الأنوار.
- الطمأنينة: فإن المؤمن يستشعر بطمأنينة في قلبه، وانشراح في صدره، و يجد الراحة والطمأنينة في هذه الليلة أكثر من غيرها من الليالي.
- تكون الرياح في هذه الليلة ساكنة فلا تأتي فيها عواصف، أو قواصف، بل يكون الجو هادئاً ومريحاً.
- وقد يُرى الله هذه الليلة للإنسان في منامه كما حدث ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم.
- قد يشعر الإنسان في قيام هذه الليلة بلذة أكثر من غيرها من الليالي.
- وهناك علامات لاحقة لهذه الليلة أي نجدها صباح ليلة القدر: أن الشمس تطلع صافية، ليست كعادتها في بقية الأيام، وتكون بدون شعاع، فعن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها”.
شاهد أيضا: كيف استغل العشر الاواخر من رمضان 1446 فضل العشر الأواخر من رمضان
ها قد بدأت العشر الأواخر من رمضان وبدأ المسلمون في كافة أنحاء العالم يتحرون ليلة القدر التي في الاغلب تكون في الليالي الفردية، اللهم بلغنا ليلة القدر ونحن معتوقين من النار بفضلك ورحمتك يالله، الى هنا نكون قد وصلنا الى ختام مقالنا بالتعرف على هل ليلة القدر خاصة بهذه الأمة.
قد يهمك ايضًا