ما زال بعض المحللين والخبراء يعتقدون أن الأسواق العالمية ستشهد نمو خلال العام الحالي، على الرغم من وجود حرب قائمة بالفعل بين روسيا وأوكرانيا، ولكن تأثير الأزمة بين الدولتين على الأسواق العالمية قد يكون ملموساً وواضحاً بشكل كبير، ومن المفترض أن تعتمد درجة تأثر الأسواق العالمية على حسب المدة التي تستغرقها الحرب، وفيما يلي سنعرض أهم المظاهر الواضحة لتأثير الأزمة بين روسيا واوكرانيا على الأسواق العالمية.
محتويات
أهم التأثيرات الناتجة عن الحرب بين روسيا وأوكرانيا على الأسواق العالمية
تهدد الأزمة بين روسيا وأوكرانيا بحدوث الكثير من الإضطرابات، وستكون هذه الإضطرابات واضحاً على الأسواق العالمية بشكل عام، وخاصة أن روسيا وأوكرانيا يعتبران من الدول الرئيسية المنتجة و المصدرة للعديد من السلع مثل الحبوب وغيره، ومن أهم ما يتأثر بالحرب بين روسيا وأوكرانيا في الأسواق العالمية ما يلي.
أولاً:- قفزة أسعار سلع الطاقة
هناك الكثير من الدول الأوروبية التي تعتمد بشكل كبير للغاية على الطاقة الروسية، مما نتج عن ذلك الإعتماد أن الدول الاوروبية مترددة في أمر إزالة روسيا تماماً من نظام المدفوعات الدولية بعد شنها الحرب على أوكرانيا، على الرغم من أن تعليق تدفقات الغاز الروسي أمر غير موثوق فيه في وقتنا الحالي وغير مرجح تماماً، حيث أن الإضطرابات التي تحدث نتيجة الأزمة بين روسيا وأوكرانيا لها الكثير من التأثيرات وخاصة أن الإحتياطي من الغاز والنفط في الأسواق العالمية منخفض للغاية وذلك يعود لإرتفاع أسعار الطاقة بسبب الحرب، وبذلك يكون تأثيرها واضح بشكل مباشر على كلاً من المستهلكين والصناعة في الأسواق العالمية.
ثانياً:- ارتفاع حاد في سلع الغذاء
روسيا وأوكرانيا من أهم الدول المصدرة للكثير من الحبوب والسلع الغذائية للعديد من دول الشرق الأوسط وآسيا ومن هنا يأتي تأثير الحرب على الأسواق العالمية حيث يتم حدوث إختناق شديد في التدفقات الخاصة بهذه الأسواق في السلع الغذائية، فتمثل روسيا وأوكرانيا ما يزيد عن 25% من القمح العالمي وأكثر من خُمس المبيعات من الذرة العالمي بالإضافة إلى حوالي 80% من سلع زيت عباد الشمس، مما أدي إلى إغلاق العديد من المناطق التي بها أكبر تجار المحاصيل مثل Bunge Ltd.
ثالثاً: تأثير رفع أسعار الفائدة
من أهم التأثيرات التي تبات واضحة بعد حدوث أزمة روسيا وأوكرانيا رفع قيمة الفائدة في الأسواق العالمية وخاصة بعد الارتفاع الهائل في أسعار الغذاء والطاقة بالإضافة إلى حدوث تضخم في العديد من البلدان النامية حتى تم وصوله إلى نقطة مئوية واحدة فقط، ومن أمثلة هذه البلدان أمريكا اللاتينية وأوروبا الوسطى حيث تتجه البنوك المركزية في هذه البلاد للتخلص من التضخم من خلال رفع قيمة وسعر الفائدة.
رابعاً: الملاذات الآمنة
من المتوقع أن يعود معظم المستثمرين إلى الإستثمار في السندات، لأن الكثير من هؤلاء المستثمرين ينظرون إلى هذه السندات على أنها أكثر الأصول أماناً وخاصة في ظل الظروف الراهنة.
على الرغم من أن الغزو الذي تتخذه روسيا على أوكرانيا يمكن أن يخاطر بالكثير من التأجيج في سعر النفط والذي يترتب عليه التضخم، حيث يؤدي التضخم إلى الارتفاع الحاد في كافة أسعار السلع وأيضا أسعار الفائدة كما تم ذكره مسبقاً.
رغم أن بعض المستثمرين استفاد من التحركات الحالية من خلال التداول والاستثمار مع شركات التداول المرخصة بنظام تداول عقود الفروقات، إلا أن المستثمرين المؤمنين في الاستثمار طويل الآجل، تعرضت محافظهم الاستثمارية لأوضاع لا يحسدوا عليها أبداً.
خامساً: حدوث تخبط في أسواق المال العالمية
شهدت الأسواق العالمية أضطراباً حاداً خلال الفترة الحالية في كافة الأسواق الدولية على مستوى العالم ككل، وذلك نتيجة للحرب بين كلاً من روسيا وأوكرانيا التي أدت إلى بيع المستثمرين للأسهم العالمية وتجنبهم شراء الأسهم بشكل تام، بجانب حدوث انخفاض كبير في عوائد وأرباح السندات بالإضافة إلى العمل على استبعاد الأسهم الروسية من المؤشرات الأمريكية مثل “داو جونز” “ستاندرد آند بورز”.
سادساً: تكريس أزمة التوريد العالمية
في ظل الأزمة الراهنة وتأثر الأسواق العالمية بهذه الحرب الحادة تم تصنيف منطقة البحر الأسود من قبل المحللين السياسيين على أنها من أشد المناطق خطورة بداية من شهر مارس للعام الحالي 2025 حتى أجل غير مسمى أي حتى وقت أنتهاء هذه الأزمة القائمة، مما ترتب على ذلك رفع قيمة التأمين الخاصة بشحن جميع السلع والبضائع، وازدحام الموانئ بالإضافة أيضا إلى تأخير الشحنات.