هل يجوز صيام الست قبل القضاء، فمع اقتراب الشهر الكريم، نجد العديد من المسلمون يبدأون بالتساؤل حول صيام القضاء وماف فاتهم من صيام شهر رمضان المبارك، وذلك انطلاقا من كون الصيام واجب على كل مسلم ومسلمة، فهو من الاركان الخمسة للاسلام المهمة بشكل كبير، فلا يصح اسلام المسلم دون ادائها بأي حال من الاحوال، واليوم من خلال مقالنا سنتعرف على اجابة هل يجوز صيام الست قبل القضاء.
محتويات
هل يجوز صيام الست قبل القضاء
لقد تبين من قبل اهل العلم جواز صيام السنة من شوال قبل قضاء ما فاتك من شهر رمضان الكريم لمن قام بعدم الصيام بسبب عذر شرعي، فالصيام من احدى اركان الاسلام الخمسة وعلى المسلم قضاء ما فاته من صيام في هذا الشهر الكريم، الا ان من اهم شروط القضاء هو التعجيل في قضاء الايام التي فاته صيامها، فلا يجوز التراخي في قضائها ان كان الافطار بسبب شرعي كالسفر او المرض او حتى الحيض لدى النساء، فقد قال النووي في كاتبه “ومذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد وجماهير السلف والخلف أن قضاء رمضان في حق من أفطر بعذر كحيض وسفر يجب على التراخي، ولا يشترط المبادرة به أول الإمكان“.
هل يجوز صيام الست من شوال بنية القضاء
نجد انه في الاسلام تعد عملية الجمع ما بين عبادتين مختلفتين يسمى بالتشريك، وهو الذي عبارة عن اداء عبادة واحدة بنيتين مختلفتين، فنجد ان حكم التشريك يختلف بشكل قطعي مع اختلاف صفة العبادة، حيث ان المقصد يكون بالاغتسال من الجنابة في يوم الجمعة يسمة تشريك، وذلك ما بين الغسل من الجنابة والغسل يوم الجمعة، وفي ذلك يمنح المسلم الاجر على العبادتين، اما في حال كانت العبادتين مقصودتين اي ان كل منهما تكون مستقلة بشكل كبير عن الاخرى كصيام الست من شوال والقيام بالقضاء ما فاتك من صيام ايام في شهر رمضان الكريم، فنجد انه لا يجوز التشريك في مثل هاتين العبادتين، وذلك لكونهما عبادتين مستقلتين عن بعضهما، فلا يجوز النية بصيام اليوم الواحد بنية القضاء والست من شوال.
شاهد أيضا: حكم جمع نية صيام الست من شوال مع الأيام البيض
هل يجوز قطع صيام الست من شوال
لقد تبين في الشريعة الاسلامية ان صيام المسلم لشهر رمضان المبارك، بالاضافة الي اتباع صيامه بالست من شوال كصيامه الدهر كاملاً، وذلك استدلالا بما ورد عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في قوله “مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ”، الا اننا نجد ان الحديث السابق عن رسول الله عليه السلام لم يتم من خلالها تحديد ايام محددة من شهر شوال، بل ترك الامر واسعاً، بحيث يجوز للمرء صيام الست من شوال في اول الشهر او حتى في اخر او منتصفه، كما انه من الممكن له صيام الايام بشكل متتابع او متفرق، كما انه قد تبين جواز صيام بعضها وترك بعضها لكونها من النوافل وليست بالامر المفروض على المسلم، فمن اداها نال الاجر والثواب بإذن الله.
هل يجوز صيام التطوع قبل القضاء
نجد انه من ابرز المواضيع التي اختلف عليها العلماء بشكل كبير وهو اولوية الصيام ما بين التطوع او القضاء، فنجد ان هنالك العديد من اهل العلم قد بينوا جواز ذلك الامر، ومنهم من ذهب الي تحريم القيام به، وبالتالي سنبين لكم الحالتين مع الشرح التفصيلي وهي:
- عدم جواز تقديم التطوع على القضاء: حيث تبين من قبل اهل العلم عدم جواز تقديم صيام التطوع على صيام القضاء بأي حال من الاحوال، وذكل لكون القضاء فريضة على المسلم القيام بها لما فاته في شهر رمضان، اما بالنسبة الي التطوع فهو نافلة، فلا يجوز في الاسلام تقديم النافلة على الفريضة.
- اما الرأي الاخر الذي يفيد جواز تقديم التطوع على القضاء: حيث ذهب اهل العلم الي جواز صيام التطوه قبل صيام القضاء، وذلك لان امر القضاء واسع حيث انه لم يتم تحديد بزمن او وقت معين، كما انه لم يتبين ان هنالك نص شرعي صريح يفيد بتعجيل القضاء، وذلك استلالا بقوله تعالى في كتابه الكريم“وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ“، وكان محمك بن عثميين اكثر من ايد ذلم الرأي في قوله “وهذا القول أظهر، وأقرب إلى الصواب، وأن صومه صحيح، ولا يأثم، لأن القياس فيه ظاهر والله تعالى يقول: {ومن كان مريضاً أو على سفر فعدّة من أيام أخر}، يعني فعليه عدّة من أيام أخر، ولم يقيّدها الله تعالى بالتتابع، ولو قيّدت بالتتابع للزم من ذلك الفورية، فدل هذا على أن الأمر فيه سعة”.
وفي ختام مقالنا نكون قد تعرفنا على هل يجوز صيام الست قبل القضاء، بالاضافة الي التعرف على العديد من الاحكام المتعلقة بصوم الست من شوال ان كان يجوز صومها بنية القضاء ام لا.