ما هو القصاص في الاسلام، من المعلوم بأن الدين الإسلامي الحنيف قد شرّع أحكام صالحة لكل زمان ومكان، حيثُ نِجد أنّ من يلتزم بِها يجد نفسه والمجتمع الذي يعيش فيه، مُجتمع مُحافظ تسوده الشريعة الإسلامية والأخلاق الدينية والشرائع التي فرضها الله عز وجل، ويُشار إلى القصاص بأنه عدة من الأحكام قد وضعها ديننا الإسلامي حتى يتم ردع المسلم عن فعل المعاصي، بجانب رد الحقوق إلى أصحابها، وفي مقالنا سوف نتعرف وإياكم على ما هو القصاص في الاسلام، وما هو حكمه كما ورد في الشريعة.
محتويات
ما هو القصاص في الاسلام
قال الله عز وجل في كتابه الحكيم:” ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون”، الجدير بالذكر أن الدين الإسلامي قد وضع مجموعة من الاحكام بحيثُ تكون صالحة لكل زمان ومكان، وذلك كون أن الله عز وجل عالم بكل شيء ويعلم ماذا سوف يحدث في الأزمان والأقوام القادمة وماذا سوف يسودها، ويُشار إلى القصاص بأنه عقوبة شرعّها الله تعالى للفاسدين والظالمين، ونعرض لكم ما هو القصاص في الاسلام:
- القصاص لغة: يُعرف بأنه تتبع الأثر، حيثُ أن المرض يتبع أثر جناية، بالتالي يجرحه كذلك.
- القاص شرعاً في الإسلام: هو عقوبة شرعها الإسلام للمجرم وذلك مثل ما فعل، حيثُ أن القاتل يُقتل، والسارق تُقطع يده، لاسيما بأن القصاص هو أحد العقوبات المقدرة التي ثبتت في الكتاب الحكيم، وتم بيانها في السنة النبوية الشريفة.
شاهد أيضاً: احرم الحجاج عن لذاتهم مكتوبة للدمستاني
حكم القصاص في الإسلام
مما لا شك من ذكره بأن القصاص هو حق واجب لأهل المجني عليه من الجاني، ويُشار إليه بأنه تكفير لإثم القتل، كونها تُعتبر الحدود كفارات لأهلها، ونذكر لكم حكم القصاص في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة:
- القرآن الكريم: قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.
- السنة النبوية الشريفة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يحل دم امرئٍ مسلمٍ يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاثٍ: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة).
ويُعتبر القصاص هو عدالة لكل من الجاني والمجني عليه، حيثُ انه يُعاقب على جريمته بمثل ما فعل، وهي مصلحة في الأمن العام وعلى صعيد المجتمع، بالتالي يُهذب النفس ويردع كل مجرم، ويمنع إرتكاب الجرائم وصيانة الدماء.
عقوبة القصاص
إنّ القصاص تم تشريعه وِفقاً للجريمة التي ارتكبها الجاني، حيثُ أن الله عز وجل وضّح في كتابه العزيز عقوبة كل من يقوم بفعل الجريمة، والتي هي:
القصاص في النفس
حيثُ ان القصاص هو حق المجني عليه في البداية، لاسيما أنه في حال وقعت الجناية عليه يكون هُنا الجزاء من حقه، أما لو المجني عليه عفا عن الجاني يسقط عليه حُكم القصاص، وفي حال مات المجني عليه من دون أن يعفو عليه، ينتقل القصاص إلى ورثة الجاني، ولكي يتحقق ذلك هُنالك بعض الشروط:
- أن يكون القاتل بالغ عاقل متعمد الفعل.
- أن يكون المقتول حي ومُكافئ للقاتل في الدين، أنه معصوماً في الدم.
- أن يكون القتل صدر من الجاني، وأن روح القتيل تزهق بسبب الجناية.
- كما ويجب أن يكون ولي القتيل لو كان أكثر من شخص، قد اتفقوا على القصاص.
القصاص فيما دون النفس
ويُعرف على أنه يكون في الجراح مثل قطع الأعضاء، مثل اليد، الرجل، والتي تأتي كما يلي:
- يكون القصاص في الجراح مثل العظم، جرح الساق، الفخذ، القدم.
- كما أن هُنالك جروح لا قصاص فيها، والتي هي مثل الضمان، الشجاج.
- ويُشار بالذكر أنه يُقتص من الأفراد في حال قطعوا طرف شخص أو جرحوه، في ذلك قصاص.
شاهد أيضاً: حكم صيام يوم عرفة إذا وافق الجمعة ابن عثيمين
توصلنا إلى خِتام مقالنا وقد عرضنا لكم ما هو القصاص في الاسلام، بالإضافة إلى ذكرنا حُكم القصاص في الإسلام، كما وذكرنا عقوبة القصاص وذلك فيما لو كان القصاص في النفس، بجانب القصاص فيما دون النفس.