ما الحكمة من مشروعية الحج والعمرة؟ الله سبحانه وتعالى قد خلق الإنسان في هذا الكون واصطفاه للعبادة فقد قال تعالى في كتابه الكريم: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” فقد خلق الله الإنسان وتسخيره للعبادة في الأرض، ولعل من شروط قبول العبادة هو الإسلام لذلك لا بد من اتباع ما جاء به الرسل المرسلين، فالنبي محمد صل الله عليه وسلم قد جاء للأمة كافة فبين لنا كيفية أداء الحج والعمرة تناقلا عنه بالشكل الصحيح، وهي من أفضل العبادات التي تعد توحها إلى الأراضي المقدسة من أجل تأدية المناسك كما شرعها الله سبحانه وتعالى وكما تناقلت لنا عن النبي صل الله عليه وسلم، فلقد وردت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية عن مشروعية الحج والعمرة فما الحكمة من مشروعية الحج والعمرة.
محتويات
الحج والعمرة في الاسلام
هي حج المسلمين الى مدينة مكة في موسم محدد من كل عام، حيث ان له العديد من شعائر معينة وتسمى مناسك الحج، حيث انه واجب لمرة واحدة في العمر، وذلك لكل شخص قادر بالغ من المسلمين، والحج هو الركن الخامس من اركان الاسلام، وذلك لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا» ويعتبر الحج فرض عين على كل مسلم بالغ قادر لما ذكر القرآن الكريم(وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).
مناسك الحج والعمرة
وتبدأ مناسك الحج في الثامن من شهر ذي الحجة وذلك ليقوم الحاج بالأحرام من مواقيت الحج المحددة، ومن ثم التوجه الى مكة ليقوم بطواف القدوم، ومن ثم التوجه الى مني وذلك لقضاء يوم التروية ومن ثم التوجه الى عرفة لقضاء يوم عرفة، ومن ثم يرمي الحاج الجمرات، ويعود الحاد منه مكة لطواف الافاضة ثم يعود لأيام التشريق ويعود الحاج الى مكة ليقوم بطواف الوداع ومغادرة الأماكن المقدسة.
احكام مشروعية الحج والعمرة كاملة
ان الله عز وجل شرع كل من الحج والعمرة احكام متعددة:
- شكر الله عز وجل على نعمة العافية والمال والتي استخدمها فيما يرضيه، وايضا اظهار العبودية له.
- مظهر للوحدة والاخوة الإسلامية ايضا حيث ان العديد يلبسون نفس اللباس ويعبدون ربا واحد ويتوجهون لقبلة واحدة.
- مدرسة للعمل الصالح والايمان، حيث يتعود المسلم على التواضع والصبر، حيث يتذكر اهوال يوم القيامة ويستشعر لذة عبادة الله عز وجل، وايضا يدرك عظمة الخالق عز وجل.
- التذكير بحال الانبياء والرسل في اخلاقهم وعباداتهم وجهادهم ودعوتهم.
- برهان وميزان يعرف به المسلمين في أحوال بعضهم البعض من علم او جهل او فقر او استقامة او انحراف.
حكم العمرة
يجمع اهل العلم على مشروعية العمرة، حيث انهم اختلفوا في وجوبها، حيث ذهب كل من مالك، وأبو حنيفة الى انها سنة مستحبة وليس واجبة، واخذ بذلك الرأي ابن تيمية، اما ما ذهب اليه الشافعي واحمد ان العمرة تعتبر واجبة، واعتمد ذلك الرأي الامام البخاري، ومن ثم ذهب ابن باز الى العمرة والحج تجب مرة واحدة في العمر.
فضل الحج والعمرة والحكمة من تشريعها
الحج والعمرة هي مجموعة من الخطوات المتسلسلة الواجب اتباعها كما تناقل عن النبي محمد صل الله عليه وسلم، ولعل الحكمة من مشروعيتها تعظيم شعائر الله سبحانه وتعالى وزيارة الأماكن المقدسة التي وضعت لها حرماتها وعظم فيه شرع الله وشعائره، وفيه خير لصاح، فلقد ورد في فضل الحج والعمرة و الحكمة من مشروعيتها العديد من الآيات القرآنية وهي:
- قال تعالى: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾
- وفي الحديث عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((إنَّما جُعِلَ الطوافُ بالبيت، وبين الصفا والمروة، ورمي الجمار، لإقامة ذِكر الله))[1].
- روى الإمام أحمد في مسنده وابن ماجه حديث جابر – رضِي الله عنه – أنَّ رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((صلاةٌ في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه)
- وفي الصحيحين عن أبي هريرة – رضِي الله عنه – قال: سُئِلَ رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: أيُّ العمل أفضل؟ قال: ((الإيمان بالله ورسوله))، قِيل: ثم ماذا؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله))، قِيل: ثم ماذا؟ قال: ((حجٌّ مبرور)
- وروى البخاري عن عائشة – رضِي الله عنها – قالت: قلت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضلَ العمل أفلا نُجاهد؟ قال: ((لَكُنَّ أفضلُ من الجهاد؛ حجٌّ مبرور))
- وفي الصحيحين عن أبي هريرة – رضِي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: ((مَن حجَّ فلم يرفثْ ولم يفسُق رجَع كيوم ولدَتْه أمُّه))
- وفيهما عنه – رضِي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((العُمرة إلى العُمرة كفَّارة لما بينهما، والحجُّ المبرور ليس له جَزاءٌ إلا الجنَّة))
- وعن عائشة – رضِي الله عنها – أنَّ رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((ما من يومٍ أكثر من أنْ يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرَفة، وإنَّه ليدنو ثم يُباهِي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟))
ما الحكمة من مشروعية الحج والعمرة؟، لقد فرض الله سبحانه وتعالى على عباده المسلمين الحج فهي الركن الخامس من أركان الإسلام التي تتطلب توفر مجموعة من الشروط ليصح الحج وهي واجبة على كل مسام بالغ عاقل مقتدر، فالحج عبارة عن مجموعة متسلسلة من الخطوات الواجب اتباعها من أجل أن يكون الحج صحيح وهنالك ثلاثة مناسك للحج، بينما العمرة يوجد بينهما وبين الحج العديد من الاختلافات التي تفرق بينهما.