قصة حذيفه بن اليمان يوم الاحزاب

قصة حذيفة بن اليمان يوم الاحزاب، الصحابة الكرام رضوان الله عليهم قدموا الكثير للإسلام وتعلو كلمة الحق وراية لا إله إلا الله ولم يتقاعسوا ولم يستكينوا عن أي واجب للإسلام والمسلمين، رضوان الله عليهم كانوا كالشموس المنيرة ولكل منهم أحوال ومواقف تُسطر بماء الذهب تحتاج لوقت كبير في التأمل لنستلهم ردود أفعالهم لما يعترض حياتهم من مواقف وقضايا.

الصحابة رضوان الله عليهم كان لهم العديد من المواقف المشرفة والتي لا تُحصى ولا يتسع المجال لذكرها من عظمتها، ولكل صحابي منهم سمة مميزة تناقلتها كتب التاريخ وتغنى بها الأجيال المسلمة ومنها الدروس المستفيدة الهامة لكافة المسلمين والتي فيها الحكمة والمعاني المؤثرة، قصة حذيفة ابن اليمان في يوم الأحزاب إحدى هذه القصص والمواقف.

نسب حذيفة بن اليمان رضوان الله عليهم

نسب حذيفة بن اليمان رضوان الله عليهم
نسب حذيفة بن اليمان رضوان الله عليهم

هو أبو عبد الله حذيفة بن حُسَيْل اليمان من بني عبس، فقد جاء هو وأخوه ووالدهما للرسول صلى الله عليه وسلم واعتنقوا الإسلام وكان صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم ونما في ظل الدين والشريعة وكان يملك موهبة قراءة الوجوه والسرائر فعاش رضي الله عنه مفتوح البصر والبصيرة على مآتي الفتن ومسالك الشرور ليتقيها.

حذيفة بن اليمان القيسي الغطفاني والده هرب إلى المدينة المنورة بعد أن أصاب دماً وتحالف فيها مع بني الأشهل فسُمي باليمان لأنه كان تحالفاً مع اليمانية، لقد أسلم هو ووالده وشهدا على معركة احد واستشهد والده وقد ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المدائن وبقي حتى تُوفي بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وبعد بيعة علي رضي الله عنه بأربعين يوماً في السنة 36 للهجرة.

قصة حذيفة بن اليمان يوم الاحزاب

قصة حذيفة بن اليمان يوم الاحزاب
قصة حذيفة بن اليمان يوم الاحزاب

بدأت قصة غزوة الخندق “غزوة الخندق” مع الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان بحيث كانت ليلة شديدة الظلمة والبرد وكان الرسول صلى الله عليه وسلم جالساً في المسجد مع الصحابة وكان منهم أبو بكر وعمر وعلي رضوان الله عليهم، إذ من المعروف ليس هناك قتال ليلاً فقال النبي صلى الله عليه وسلم من يأتيني بخبر القوم، ويقصد من يقطع الخندق وينظر في خبرهم ويعلم الصحابة وقتها لم يتقدم أحد وقد كان أمر من النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن بسبب الظروف في هذا الليل الشديد الظلمة وشديد البرد يمنعهم من المهمة، فلم يُجب أحد، حتى عادها الرسول صلى الله عليه وسلم بنفس الكلمات وزاد وأضمن له العودة سالماً وهو رفيقي في الجنة فلم يتقدم أحد فقال الرسول صلى الله عليه وسلم قم يا حذيفة ولا تُحدث بهم أمراً” أي فقط المشاهدة”، فقال حذيفة ما وجدت عنها من بد فقال حذيفة يسرد قصته قال خرجت من المسجد وابتعد عن المجلس كأنني في حمام ” إذ كان الصحابة يصفون المكان الدافئ بالحمام” وقال لم أشعر بالبرد أبداً وتابع حتى نزل الخندق ولما رفع رأسه من جهة المشركين إذ كان أبو سفيان يقف على فرسه فقال حذيفة أخذت رمحي لكي أقتل رأس الكفر وقائد الأحزاب، فتذكر كلام النبي صلى الله عليه وسلم بألا يُحدث بهم أمراً وقال نادى أبو سفيان على قادة الجند، فقال حذيفة بن اليمان لابد من أن يعلم ما يقولون داخل معسكرهم، وجلس مع قائدهم لانهم لن يروه بسبب الظلمة الشديدة فقال أبو سفيان للقادة المجتمعين فلينظر كل منكم من بجانبه أخاف أن تكون عيون محمد بيننا، وهنا أتت سرعة بديهة سيدنا حذيفة حيث قال مباشر للرجل الذي بجانبه الأيمن من الرجل فقال عمرو بن العاص حيث كان لا زال كافراً وهو داهية العرب والأكثر مكراً، فتابع حذيفة بن اليمان بسؤال من بجانبه الأيسر فقال عكرمة بن أبي جهل وكان لا زال كافراً أيضاً وقد كان أكثر حقداً على المسلمين، وهكذا بهذه الطريقة قال سيدنا حذيفة لن يسألوني من أنا، وبعد أن علم ما يقولون انسحب ورجع للمسلمين وسأل عن الرسول صلى الله عليه وسلم وقالوا بأنه في المسجد ذهب إليه ولما دخل قال رجع إليه البرد الذي تركه عند خروجه ووقف بجانب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يرتجف من البرد فضمه النبي صلى الله عليه وسلم داخل العباءة وصلى معه وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بما علم من خبر القوم، ولولا ما عرفه من خبر القوم لانهار المسلمين قبل المشركين بقليل لكنهم صبروا لأن المشركين انسحبوا.

Scroll to Top