توجد الكثير من القصص المعبرة والجميلة للأطفال الصغار وذلك لكي يتعلموا الأخلاق الحميدة والحسنة، وهي الأخلاق التي وصنا به الإسلام والرسول عليه الصلاة والسلام، إن معظم القصص التي يتم رؤيها للأطفال الصغار أن هناك دروس مستفادة من هذه القصص حتى يتعلمون منها الأطفال ولكي تبقى راسخة في عقولهم وحتى يتعلمون العبر من هذه القصص، وسوف نقدم لكم ” قصة قصيرة جدا عن الصدق للأطفال” وذلك من خلال مقالنا لهذا اليوم.
محتويات
قصة قصيرة جدا عن الصدق للأطفال
“رُويت قصة عن الصدق حدثت في إحدى الغابات البعيدة، حيث كان هناك عائلة من العصافير تعيشُ حياة هانئة في غابة يوجد فيها أصناف متعددة من الحيوانات، وكانت هذه العائلة تتكون من أم وأب وعصفور صغير وحيد، وكان الأبوان في كل صباح يذهبان إلى الغابة ويعودان بعد فترة حاملين إلى العصفور الصغير الذي يتركانه في العش ما يحتاجه من غذاء يبقيه قادرًا على المواصلة في هذه الحياة، وبعد ذلك يخرجون جميعًا لقضاء بعض الوقت في أرجاء الغابة الجميلة، وكان العصفور الصغير يحب اللهو والمرح، وينتظر اللحظة التي يخرج فيها للتنزّه في الغابة. وكانت أم العصفور الصغير في كلّ صباح تطلب منه أن لا يغادر العش مهما كلفه الأمر، وأن يبقى فيه إلى حين عودتها من جولتها الصباحية مع والده لجلب الطعام؛ لأن ذلك يجنبه الوقوع في الخطر أو التعرض للأعداء الذي قد يفتكون به، وكان العصفور الصغير في كل يوم يلبي ما تطلبه منه أمه إرضاءً لها، لكنه في غياب أبويه كان يعيش حالة كبيرة من الملل، فلا يوجد إلى جانبه من يتحدث أو يقضي معه هذا الوقت. وفي أحد الأيام بينما كان الوالدان في جولتها الصباحيّة شعَرَ العصفور الصغير بملل شديد، وخرج من العش الذي أخبرته أمه أن لا يخرج منه، وذهب متنزهًا إلى مكان قريب منه وعاد بعد فترة وجيزة قبل أن يعودا، وفي ذلك اليوم وعلى غير العادة شعرت الأم أن العصفور الصغير قد خرج من العش وذهب للتنزه، فالأم تعرف عصفورها الصغير، وتستدل من ملامحه على تصرفاته، فسألته بعد عودتها إن كان قد خرج من العش هذا اليوم وذهب إلى التنزه، فصمت العصفور الصغير لبرهة ثم أجاب بالنفي وظن بذلك أنه سينجو بعدم صدقه مع أمه. ومرت الأيام وأصبح العصفور الصغير يخرج من العش كل يوم ويحرص على العودة باكرًا قبل عودة أبويه، وهنا بدأت قصة عن الصدق بطلها العصفور الصغير، فلم يكن صادقًا في قوله معها وكان يكرر ذلك كل يوم، وكان يظن أن هذه النزهة اليومية ستمر بسلام كل يوم، وبينما هو في نزهته القصيرة إذ بطائر ضخم يباغته، وأخذ يطارده عازمًا على ضربه لأنه تعدَّى على مناطقه، ورأى هذا الموقف أحد العصافير الأخرى فبادر إلى إخبار الأبويْنِ عن الأمر لكنها لم يصدقا ما جاءهما من نبأ، فالعصفور الصغير لا يتعدى على مناطق الآخرين ولا يخرجُ من العشّ البتّة. وبعدَ أن عادَ الأبوان إلى عشهما وجدا العصفور الصغير قد أُبرحَ ضربًا، فسألته أمه عن الذي حدث معه، وعندها أخبر العصفور الصغير أمه وهو يبكي بحرقه بأنه لم يكن يصدقها القول في كل مرة كانت تسأله، وأنه كان يخرج للتنزه بالقرب من العش، ووعدها ألّا يفعل ذلك مرة أخرى، وأن يكونَ صادقًا في كل ما يقول، وهذا انتهت قصة عن الصدق بطلها العصفور الصغير الذي تعلَّم أن يكون صادقًا في قوله ولا ألّا يكذب بعد اليوم. الدروس المستفادة من قصة العصفور الصغير وهي قصة عن الصدق أن طاعة الوالدين واجبة على الأبناء، وإن مخالفة أوامر الأب والأم ينجم عنها مخاطر كبيرة، فهما يقدمان النصيحة لنا من أجل نكون بعيدين عن كل ما يسبب لنا الضرر، وأن الكذب يودي بصاحبه إلى التهلكة مهما طال به الأجل، كما تُشير هذه القصة إلى ضرورة أن يهتم الإنسان بغيره، ويراعي مساعدتهم، فالشخص السويّ هو الذي يهتم لأمر الناس، ويساهم في تخفيف الأعباء عنهم وتخليصهم من المآزق كما فعل العصفور الذي بلغ والدي العصفور الصغير بما حدث معه عندما طارده الطائر الضخم.”
قصة الطفل مهند
“مهند طفلٌ في الصف الثالث الابتدائي ويقع ترتيبه الأوسط بين إخوته فهو يصغر علي بثلاث سنوات ويكبر سارة بأربع سنوات رُبِّي في بيتٍ تقيٍّ على الصدق والإيمان وقول الحقيقة مهما كان الثَّمن فكانت هذه الفضائل هي قانون تلك العائلة الصَّغيرة وكان والد مهند كثير الأسفار فهو يعملُ مهندسًا في أحد الشَّركات المهمَّة ويقوم بالتخطيط لأبنيةٍ حديثةٍ تُنشأ على مخططاته هو فكلُّ مرَّةٍ يكون في بلدٍ يختلف عن الآخر، وكان يحبّ اقتناء الأشياء الأثريَّة وإهداءها إلى زوجته كنوعٍ من التَّذكار في هذه المملكة الصغيرة. وفي يومٍ من الأيام ذهب الوالدان في رحلةٍ صغيرةٍ وتركوا أطفالهم في المنزل ليتابعوا دروسهم ريثما يحضرون، فشعر مهنَّدٌ بالملل وخطر في باله أن يلعب بالكرة في المنزل ومع تذكُّره لتنبيهات والدته المتكررة بعدم اللعب داخل المنزل لكنَّه تجاوزها فأخرج كرته وقال: هيه علي ما رأيك أن تشاركني اللعب في كرتي؟ نظر علي إليه بدهشةٍ وقال له: ألم تمنعتك والدتك من هذا؟ فأجابه مهند: إذًا سألعب وحدي وإياك أن تفتح فمك، وبدأ باللعب وما كانت أوَّل ضربةٍ بالكرة حتَّى سقطت على إناءٍ كان قد أحضره والده من آخر مشروعٍ له في اليابان. بدأت الدموع تتبادر إلى عيون مهند وطلب من علي ألَّا يتكلم بما حدث وسيتهم أخته الصغيرة سارة بكسره دون أن تنتبه، صمت علي وحضر الوالدان وتمَّت القصَّة كما أراد لها أن تكون، وصدَّقه والداه وعليٌّ لم يتكلم ومهند صمت أيضًا، وجاء الليل وذلك الموقف لا يفارق ذاكرة مهند فقد كسب في يومه ذنبان ذنب الكذب وذنب اتهام غيره وخداع والديه، وتذكر أنَّ المؤمن لا يكذب وما قد أعدَّه الله من عذابٍ للكاذبين، فما كان منه إلا أن ذهب إلى والديه وإخبارهم بالحقيقة كاملة فإن عقاب الوالدان أسهل بكثيرٍ من عقاب الله، نظرت الأمُّ إليه نظرة مؤنِّبٍ وقال له: بني بارك الله صدقك وإن كنت سأعقابك على مخالفة أوامري فإن صدقك قد شفع لك ولن أعاقبك لأنك تذكَّرت مراقبة الله في السر والعلن.”
وفي ختامنا للمقال الذي قدمناه لكم، نتمنى أن تكون القصص قد نالت إعجابكم، ودمتم بود.