تتمثل حياة الصحابة رضوان الله عليهم بالاستجابة الكاملة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذالك كان بالقول والعمل والفكر والسلوك، لذالك كانت استجاباتهم علمية وليس مجرد نظر لا تطبق، حيث ان لها واقع لذالك هو هذا ما نفتقده في حياتنا الحالية والمعاصر، لذالك هو الامتثال العلمي والعملي لذالك يجب ان نسال كيف حقق الصحابة الكرام الاستجابة للرسول صلى الله عليه وسلم محمد، وتعتبر الاستجابة بالفعل والقول من النبي شيء يرفع الانسان ويرفع الامة بالدين والقر ن الكريم.
محتويات
حياة الصحابة قبل الاسلام
لو انتبهنا لحياة الصحابة قبل الاسلام لرئينا ما كانوا يعيشون في الجاهلية جهلاء، وايضا هم في تخبط فكري لذالك ان احد منهم يصنع الهة بيده ومن ثم يعبده ويدعو من دون الله، حيث لا يعقل يرشدهم وايضا لا دين يهديهم الى الطريق الصواب والصحيح ولا عادات تقويهم وتقودهم، وايضا لا امم صالحة يمشون على نهجها او يقتبسون منها، ولكن كان العالم برمته يعيش في دهاليز الظلام وذالك حتى “إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ” حيث انقلب كل شيء وتبدلت المفاهيم واصبح الشرك قربة وايضا الخمر مكرمة وانتشرت المعاصي وانقلبت الموازين بكل الانواع، كذالك كانت احوالهم قبل مجئ الاسلام، حيث انهم لم يهتدون بنور النبي محمد صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى ” لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ” فلهم بهذا عذر.
تغير حياة الصحابة بعد الاسلام
وبعد ان اتى للصحابة نذير وهو الاسلام تغيرت حياتهم بشكل كلي وتغيرت المفاهيم والتصورات والنظرات للحياة والكون والانسان، لذالك حدث هنالك تغير نوعي في سلوكهم وايضا تصرفاتهم حيث استقامت سيرهم وايضا تحسنت اخلاقهم وايضا اصبحزا كما وصفهم الله عز وجل: ” كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ” لذالك لا تكاد ان ترى في حياتهم المنكر، حيث رفعهم الله عز وجل واصبحوا قيادة للعالم، وذالك كان في فترة قصيرة لا تقاس في عمر الامم.
آيات قرآنية عن الاستجابة لله عز وجل
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]
- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).
الانبياء وسرعة الاستجابة لله
عندما اختار موسى عليه السلام سبعون رجل لميقات وقته له رب العالمين، حيث اسرع للقاء ربه سبحانه وتعالى وذالك بعد ان خلف قومه وراءه، فعجب الله منه وقال تعالى: (وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى . قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى)، لذالك هل انتم ممن يعجلون الى الله بالتوبة او ممن سيرفون ذالك حيث لا تنفع التوبة، لذالك نجد سرعة استجابة الرسول صلى الله عليه وسلم بالله تعالى، ففي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لمّا نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا فجعل ينادي: يا بني فهر، يا بني عدي -لبطون من قريش- حتى اجتمعوا.