أهمية العمل في الإسلام، للعمل القيمة الكبيرة في حياة المسلمين فهو قيمة من قيم الإسلام الحنيف، ديننا الإسلامي دين العمل لا دين التقاعس والتواكل إذ إن العمل في الإسلام هو أساس الدين وركيزة من ركائز الإيمان وقوام للحياة الطيبة فالعمل يُساهم في تأمين المرء لضروريات الحياة من الطعام والشراب والمسكن والملبس والعلاج والتعليم ويبتعد به المسلم عن الفقر به، العمل من أهم مقومات الحياة البشرية منذ خلق الإنسان على هذه الأرض فهو منذ خلقه وهو يكسب قوت يومه للاستمرار في العيش، وتتنوع مجالات العمل التي يستطيع المسلم القيام بها بحيث يكون هذا العمل شريفاً ويتوافق مع الأعمال الشرعية التي شرعها الله عز وجل والغرض من العمل هو الرزق الحلال، وبذلك تتضح أهمية العمل الأساسية في الإستمرار بالعيش.
محتويات
ما المقصود بالعمل
العمل لغة: مأخوذ من مصدره عَمِلَ يَعمل عَملاً، لمن يقوم بأي عامل فهو عامل والعمالة هي الأجر على العمل، والعمالة: القوم الذين يعملون بسواعدهم كافة أنواع العمل مثل الطب أو الحفر.
العمل في اصطلاحاً: وهو كافة ما يقوم به الإنسان من أنشطة مختلفة في شتى مجالات الحياة الإقتصادية أو السياسية أو الإجتماعية أو الثقافية بهدفٍ محدد.
تعريف العمل في الإسلام
قال تعالى:” مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ”، الإسلام رفع من قيمة العمل في حياة الفرد المؤمن والحث عليه وقد عمل الأنبياء جميعهم في مختلف المهن وهم خير البشر، بداية من سيدنا آدم – عليه السلام – حتى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يكن هناك أي حرج لديهم من صناعته، وقد حث ديننا الإسلامي الحنيف على ضرورة الموازنة بين العمل والعبادة وأمور الدنيا والدين، ويُمكن تعريف العمل في الإسلام بأنه كل جهد لا يتنافى مع الشارع الحكيم من أجل الوصول لغاية الحصول على المنفعة المادية أو المعنوية المشروعة ويُمكن تقسيم الجهد إلى جسمي كالصناعة والزراعة وفكري معنوي مثل التعليم والقضاء.
أخلاق العمل في رحاب الإسلام
للعمل في الإسلام أخلاق لابد من التحلي بها أبرزها ما يلي:
- إجراء عقد العمل بين العامل ورب العمل.
- العمل المشروع في الإسلام وتجنب العمل المحرم.
- لابد من أن يكون العمل من ضمن المستطاع وقدرات العامل ولا يُشق عليه.
- لابد من تقديم الواجب المطلوب من العامل قبل المطالبة بالحقوق المترتبة.
- لابد من أن تتوفر في العامل القوة الجسدية والمعنوية.
- كما يجب أن يتحلى العامل بالأمانة.
- وواجب على العامل أن يكون متقناً إذ لابد أن يكون هناك اتقان في العمل وزيادة في المنتوج.
- يجب التحلي بالإخلاص في العمل والالتزام باللوائح والقوانين المحددة.
- أداء الواجبات الشرعية والعبادات من قبل العالم وعدم الانشغال عنها بحجة العمل.
- لابد من الرفق بالمراجعين من قبل العامل والتعامل باحترام.
- لابد من التعجيل في دفع الأجر للعامل من قبل صاحب العمل.
- كما يجب التحلي بالعدل والإحسان بين العاملين.
- لابد من رب العمل أن يكون متواضعاً مع العمال.
- المحافظة على كرامة العامل.
- لابد من حماية العامل من الأخطار والحفاظ على صحة العامل.
أهمية العمل في الاسلام
للعمل أهمية كُبرى في حياة المسلم، وهو سؤال كتاب اللغة العربية للصف الأول المتوسط السابع، وتبرز أهمية العمل في حياة الفرد المسلم كما التالي:
- العمل هو الوسيلة التي يستفيد الإنسان من خلالها قدراته ومهاراته وتنميتها.
- العمل يعود بالنفع المادي على الإنسان والنفع النفسي أيضاً.
- مصدر الرزق الرئيسي للإنسان.
- يساهم العمل في تحقيق الحياة الكريمة للفرد.
- يُشارك العمل في إقامة العلاقات الإجتماعية وترابط المجتمع.
- مصدر من مصادر السعادة المادية والنفسية.
- يساهم العمل في تلبية احتياجات المجتمع من كافة النواحي الإنتاج والإستهلاك.
- يُساهم العمل في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
- يُشبع العمل حاجات الأفراد الفكرية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
أهمية العمل في المجتمع
وجود العمل في المجتمع له أهمية كبيرة في حياة المسلمين أبرزها ما يلي:
- يعمل العمل على تعزيز التكافل الاجتماعي ورفع نسبة المشاركة المدنية والتفاعل بين أفراده.
- يعمل على تنمية اقتصاد المجتمع إذ يساهم في رفع شأن المجتمع بين المجتمعات الأخرى نتيجة للتفوق الذي أصاب الاقتصاد والكفاءات البشرية فيه.
- يُنظم الحياة في الإطار المجتمعية ويزيد من رفاهية الأفراد في المجتمعات وبالتالي ينعكس على المجتمع.
- يُنظم واجبات الأفراد وحقوقهم في المجتمع بالتالي ينعكس على تنظيم المجتمع ككل وتحديد امكانياته وخلق فرص مختلفة في المجتمع بسبب زيادة الطلب وكثرة الإنتاج.
- يُساهم في مساعدة الجهات المسؤولة في الدولة على دراسة قوانين القوى البشرية التي تعمل على إدارة العاملين وتنسيق أعمالهم.
- تحديد الحد الطبيعي من الأجور للعاملين المناسب للعامل وصاحب العمل ومتلقي الخدمة بسبب الرقابة عليهم نتيجة لكفاءة العمال.
العمل في القرآن الكريم
لقد تم ذكر العمل في الآيات القرآنية في 360 آية تحدثت عن العمل وكان منها 190 آية كان العمل بالفعل بحيث كانت هذه الآيات تتضمن الأحكام الشاملة للعمل في الإسلام وتقديره ومسؤولية العامل وعقوبته وثوابه، فقد حثت آيات القرآن الكريم على العمل الصالح والذي يترتب عليه الثواب والمغفرة من الله عز وجل وهناك الآيات التي حثت على ضرورة السعي وكسب الرزق وهي كما يلي:
- آيات الحث على العمل الصالح وثوابه: قال الله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)، وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا)، وقال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، وقال تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا)، وقال الله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلا)، وقال تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).
- آيات الحث على كسب الرزق في القرآن الكريم كما يلي: لقد ذكر الله عز وجل في القرآن الكريم الدعوة إلى ضرورة العمل بكل وضوح ولزوم كسب الرزق فقال تعالى: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، كما قد حدد الله عز وجل العلاقة بين الحياة والدين والعمل وبين العمل في تهذيب النفس البشرية والاتصال بالله عز وجل فقال تعالى:” (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا)، دعا الإسلام الناس إلى ضرورة العمل في الإسلام وحثهم عليه وضرورة أن يكون الإنسان ايجابياً في حياته يتمتع بالجد والاجتهاد والنشاط ليفيدوا ويستفيدوا، فقال تعالى: (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)، ولقد ملأ الله الأرض بالخيرات وكل أنواع النعم والأرزاق وأمر الإنسان أن يسعى فيها ويحصل على رزقه ونصيبه منها، فقال تعالى: (وَآيَةٌ لَهُمُ الأرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ) لذلك لن يتحصل الإنسان على شيء من غير الجد والاجتهاد والعمل.