مَيزنا الله سبحانه وتعالى بأن جعلنا مُسلمين وخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأن أرسله في هذه الأمة ناصِحاً وهادياً لها، فأزاح به الله الكثير من الظُلمات والضلال، فإن الدين عند الله الإسلام فمن مات على الإسلام مات ميتةً تُرضي الله عنه ومن مات على غير الإسلام فقد مات كافِر، وقد سن الله تعالى علينا العديد من العِبادات مثل الصلاة والصيام والحج وتأدية الزكاة وغيرها من الطاعات والعبادات التي يجب التوقُف عِندها والحرص على تأديتها للتقرب من الله سبحانه وتعالى، والحصول على الأجر والثواب من هذه العبادات، ولكن لهذه العبادات شُروط يجِب مُراعاتها لكي تجد هذه العبادات القُبول، فكُلنا يطمح من خلال تأدية العبادات أن يتم قبول العبادة للحصول على الأجر والفضل المنوط بتأدِتها، وهُنا نتوقف مع معرفة شروط قبول العبادة لكي نحرص على مُراعاتِها.
محتويات
شروط قبول العبادة مع الامثلة والتوضيح
قال -تعالى-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) فكما يَتضِح من هذه الآية القرآنية فقد خلق الله سبحانه وتعالى كل من على هذه الأرض من أجل عبادته وطاعته، فكل ما على هذا الكون يُسبح بحمد الله تعالى والإنسان الذي تميز من بين سائر المخلوقات بالعقل يتوجب عليه طاعة الله والحرص على عبادته بالطريقة التي أرادها الله كونه الخالِق ذو الفضل الكبير علينا، فالعِبادة يندرج أسفلها قائمة كبيرة من الأعمال التي يؤديها المؤمن ما بين أعمال وصلوات وصبر ورضا بقضاء الله، والدعاء والإعتماد على الله والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق والأمانة وغيرها من الأقوال والأعمال التي يتم تأديتها على مدار الساعة، وأهم هذه العبادات هي الفروض على كُل مسلم بالغ عاقل كالصلوات الخمس والصيام.
شروط العبادة واركانها
يامل المسلم من خلال تأديته للعبادت الحصول على رضا الله سبحانه وتعالى وأن يبقى إلى جواره لكي يتحصل على الأجر والثواب العميق الذي يحِل بِالمسلم الذي يؤدي هذه الطاعات والعبادات، ومن يُسر هذا الدين أنه يُحاسب كُل واحدٍ منا على نيته إذا ما نوى أن يؤدي طاعة أو عبادة صالحة ولم يتمكن من تأديتها فإنه يُجزى عنها كما لو أنه أداها، بينما الأعمال السيئة إذا نوى القيام بها ولم يتمكن من تأديتها فإنها لا تُكتب له، ومن شروط العبادة التي يجب أن تَتوفر في العبادات هي ما يلي /
- الإخلاص / يجب أن تكون العبادة خالصة لوجه الله تعالى لكي يتم قُبولها لقوله تعالى ” وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين “
- متابعة النبي صلى الله عليه وسلم والإقتداء به في تنفيذ العبادات والطاعات لقوله صلى الله عليه وسلم ” من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد “
فعلى سبيل المِثال إذا رَغبنا في تأدية الطاعة أو العبادة يجب أن يكون تأديتها لها الغاية مِنه الحصول على الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى ونقوم به إبتغاء وجه الله، كما أن أداء الصلاة يجب أن يتم وفق ما وصلنا عن النبي عليه الصلاة والسلام من حركات وأعمال نتبعها وُصولاً إلى تنفيذها كما أُمِرنا بها.
شروط صحة العبادة
وقد عرف الشيخ العلامة إبن تيمية العبادة على أنها إسم جامع لِكُل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطِنة، فقد قال الله تعالى في الآية الخامسة من سورة البينة ” وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ” وهذا ما يجب أن يتحقق في كل الطاعات والعبادات التي نؤديها، كما أن العبادات يقوم الله سبحانه وتعالى بالتمييز ما بين عباده من خلال تأديتهم لها لكي يُجزي كل عبداً على أعماله في الآخرة.
بِهذا ينتهي حديثنا حول شروط قبول العبادة بعدما تعرفنا على كُل ما يلزم للقيام بها ولكي تجد القُبول من الله سبحانه وتعالى ونتحصل على الأجر والثواب العظيم على هذه العبادات.