قصص قصيرة للأطفال قبل النوم، الكثير من الأطفال يحبون الاستماع الى القصص ويستمتعون بها وخاصة قبل النوم وتتميز القصص التي تقرا قبل النوم بانها نوع من أنواع الادب الفني الذي يستوحى من الفواقع او الخيال وتعتبر قصص ما قبل النوم وسيلة تربوية وتعليمية شيقة للأطفال والتي تغرس في نفوسهم قيم أخلاقية وتعليمية وتزيد من توسيع افاقهم الفكرية وتزيد من خيال الطالب فتعزز القصص خيال الأطفال وقدرته على التصور وسنذكر الان بعض القصص الجميلة التي تقرا على مسامع الأطفال قبل النوم وتساهم في تعزيز وتنمية الاخلاق والتربية والتعليم عند الأطفال.
محتويات
القنفذ والحيوانات الصغيرة
لقد تواجد قنفذٌ صغيرٌ يعيش في غابةٍ جميلة، وكان يحب اللعب مع الحيوانات، إلّا أنّ الحيوانات كانت تخشى اللعب معه، فظهره مليءٌ بالشوك الذي يؤذي الحيوانات عند اقترابها من القنفذ الصغير، وفي أحد الأيام كان الأرنب يلعب بكرته الجديدة، فنظر القنفذ الصغير إلى الكرة الجميلة وأراد أن يلعب بها بشدة، فطلب من الأرنب أن يشاركه اللعب بها، فنظر إليه الأرنب ثمّ ردّ عليه قائلاً: “أنا آسفٌ أيها القنفذ، ولكنّني لا أستطيع السماح لك باللعب معي، أتذكر ما حدث لبالون الأسد الذي كنا نلعب به، وقفزتَ كي تردّ له البالون فانفجر، وحزن الأسد كثيراً، ولذلك أنا آسفٌ جداً، ولكنني لا أستطيع السماح لك باللعب معي”. حزن القنفذ كثيراً ورجى الأرنب قائلاً: “أرجوك أن تسمح لي باللعب، وأعدك أنّني لن أخرب كرتك”، ولكنّ الأرنب أصرّ على قراره وقال للقنفذ: “أتذكر ما فعلتَ الأسبوع الماضي لعوامة صديقنا الفيل؟ فقد كان يسبح باستخدامها ولكنّك ثقبتَها بسبب شوكك، أرجوك أن تذهب وتلعب بعيداً عني حتى لا تثقب كرتي الجديدة”. ابتعد القنفذ باكياً، وقرر العودة إلى منزله، فقابل قطةً صغيرةً في طريقه، فقال لها: “هل تلعبين معي يا صديقتي القطة؟”، ردّت القطة بضيق: “لا، فأنا لا أريد اللعب معك أبداً أيها القنفذ، أتذكر عندما لعبتُ معك فدخلت أشواكك في قدميّ؟ وقد آلمني ذلك جداً، ابتعد عني من فضلك كي لا تؤذيني مرةً أخرى”، شعر القنفذ بحزن شديد وعاد إلى منزله وهو يبكي بشدة. حين وصل القنفذ إلى منزله وجد أمّه تطهو الطعام، فرأته يبكي وقالت له بقلق: ” لماذا تبكي يا صغيري العزيز؟” ردّ القنفذ بحزن: “إنّ حيوانات الغابة لا ترضى أن تلعب معي بسبب الشوك الذي يغطي ظهري، لماذا خلقنا الله بذلك الشوك المؤذي لجميع الكائنات؟” ردت الأم: “ولكن ألا تدري أنّ هذا الشوك يحمينا من اعتداء أعدائنا، ويجعلهم يخشون الاقتراب منا؟ فإنت عندما تشعر بالخطر يهددك تستطيع إطلاق الشوك على أعدائك، فتحمي نفسك وأصدقاءك وعائلتك، فاحمد الله على نعمه يا بنيّ، ويوماً ما سيعرف أصدقاؤك قيمتك فلا تحزن”. بعد مرور يومين كان الأرنب والأسد والفيل والقطة يلعبون معاً، فاقترب منهم أحد الصيادين والذي كان يريد اصطياد الأرنب كي يأكله، فهرب أصدقاؤه الحيوانات لأنّهم كانوا غير قادرين على حمايته، ولكنّ النفذ كان قريباً منهم، فسمع صوت استغاثتهم، وهرع إلى المكان الذي يوجد فيه الصياد، وبأ يقذف شوكه عليه، تألّم الصياد بشدة، وبدأ بالصراخ من شدة الألم، وأفلت الأرنبَ الذي هرب مبتعداً مع القنفذ عن الصياد. وبعد أن أصبح الجميع بأمان تجمّعت الحيوانات حول القنفذ يُحيّونه على شجاعته، ويشكرونه على إنقاذ حياة الأرنب، فقد عرفوا الآن أهميّة الشوك الذي يغطي ظهر القنفذ ويحميه من الأعداء، واعتذروا منه لأنّهم كانوا لا يرغبون باللعب معه، وبعد ذلك أصبحت جميع صغار الحيوانات تلعب مع القنفذ، والذي تعلّم كيف يكون حذراً ومنتبهاً أثناء اللعب حتى لا يؤذي أصدقاءه أو يخرب ألعابهم.
ظهر القنفذ ويحميه من الأعداء، واعتذروا منه لأنّهم كانوا لا يرغبون باللعب معه، وبعد ذلك أصبحت جميع صغار الحيوانات تلعب مع القنفذ، والذي تعلّم كيف يكون حذراً ومنتبهاً أثناء اللعب حتى لا يؤذي أصدقاءه أو يخرب ألعابهم.
القطة الحائرة
في يوم من الأيام كانت هناك قطةٌ لطيفةٌ وجميلة تدعى قطقوطة، إلّا أنّها كانت لا تحبّ شكلها، فكانت تتذمّر في كلِّ مرّةٍ في تنظر فيها إلى المرآة، وكانت تقضي وقتها في مراقبة الحيوانات الأخرى، فيوماً تحلم أنّها تستطيع الطيران كالطيور، ويوماً تحلم أنّها تستطيع السباحة كالأسماك، ويوماً تحلم أنّها تستطيع الجري بسرعةٍ كالفهد في الغابات، وكانت خيالاتها تلك تمنعها من إدراك ما تتميز به عن المخلوقات الأخرى من نعم خصّها الله بها، وفي أحد الأيام كانت قطقوطة تلعب قريباً من البحيرة، فرأت بعض البطّات الصغيرة التي تسبح في البحيرة، فتمنّت لو أنّها قادرةً على السّباحة كالبط، وحاولت ذلك إلّا أنّها لم تستطع أن تسبح ببراعتهن، فنفضت جسمها من الماء وسارت غاضبة تكمل طريقها نحو المنزل حتى شاهدت أرنباً يقفز بمرحٍ ويتناول الجزر بشهيّة، فتمنّت أن تصير أرنباً، وعندما حاولت القفز مثله لم تستطع فعل ذلك، فقالت: سأتناول الجزر مثله إذن، إلّا أنّ طعمه لم يعجبها أبداً؛ فالقطط لا تحبُّ الجزر، أدرات قطقوطة ظهرها عائدة إلى المنزل فشاهدت قطيعاً من الخراف التي أعجبها صوفها الكثيف وشكلها المستدير وتخيّلت جمال شكلها إن هي أصبحت خروفاً، فأسرعت تبحث في دولاب البيت عن قطعة من الصوف، وما إن وجدتها حتى لفَّت نفسها بها وبدأت تمشي فرحة مع القطيع، ولكنّ هذا الصوف جعلها تشعر بالحرّ الذي لم تتمكن من احتماله، فحزنت وأزالته عن جسمها وهربت. سارت القطة حزينة في طريقها لا تدري ماذا تفعل، فقررت أن تجلس تحت الشجرة لتستريح قليلاً، وأثناء جلوسها أرادت أن تُسلَي نفسها فأخذت تموء بصوتها اللطيف وتصدر أنغاماً عدّة، فمرّت عليها زرافة طويلة اقتربت منها وقالت لها: يا إلهي ما أجمل صوت موائك! أتمنى لو أنني أمتلك حبالاً صوتيةً تمكنني من الغناء مثلك أيّتها القطة، ابتسمت قطقوطة وعلا صوت موائها من شدّة الفرح بما قالته لها الزرافة، إلّا أنَّها سمعت صوت عجوز تنادي: أنقذوني أنقذوني فهعرت بسرعة إلى مكان الصوت لتجد أفعى كبيرة تحاول لدغ هذه العجوز التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها، فوثبت القطة مسرعة ونالت من هذه الأفعى الشريرة بمخالبها القوية وأبعدتها عن العجوز، فرحت العجوز كثيراً وشكرت القطة على ما فعلته لأجلها، وطلبت منها أن تشكر الله على نعمة المخالب التي أنعم بها عليها، وبعد وقت ليس بقصير نظرت العجوز والقطة إلى الباب فرأتا سلحفاة يبدو عليها التعب، فسألتاها ما خطبك أيتها السلحفاة؟ فأجابت بحزن: لقد سمعت صوتك أيتها الجدّة فأتيت مسرعة لأنقاذك إلا أنني لم أستطع الوصول في الوقت المناسب لبطء حركتي، فشكرت قطقوطة الله على سرعة حركتها في سرّها، وقالت الجدّة: هوني عليك يا سلحفاتي العزيزة فقطقوطة الجميلة قد أنقذتني بما أنعم الله به عليها، وأنا متأكدة بأنني سأحتاج مساعدتك يوماً ما، فلكل مخلوق منّا وظيفة في هذه الحياة خلقه الله لأجلها، ومنحه ما يمكِّنه من القيام بها، فلنشكر الله جميعاً ولنُذكّر بعضنا بمحاسن البعض دوماً، ابتسمت قطقوطة والسلحفاة وقالتا بصوت واحد: نعم أيتّها الجدّة نحن محظوظتان بما خلقَنا الله عليه، ولن ننسى أن نشكره على نعمه بعد الآن، ثمّ عادتا إلى منزلهما سعيدتين.
الثعلب الماكر
في يوم من الايام كانت هناك غابةٌ كبيرة، وكان فيها أسدٌ يخيف الحيوانات ويؤذيها، فاجتمعت حيوانات الغابة وقررت التعاون معاً والتصدي لبطش الأسد وأذاه، وخرجوا بخطةٍ ذكية تقضي بحبسه في قفص، وبالفعل نجحت خطتهم الذكية، فحبسوا الأسد، وأصبحوا يعيشون في سعادةٍ وأمان. وفي يومٍ ما مرّ أرنبٌ صغير بجانب القفص الذي حُبس فيه الأسد، فقال الأسد للأرنب: “أرجوك أيها الأرنب الصغير أن تساعدني على الخروج من هذا القفص” ردّ عليه الأرنب: “كلا، لن أخرجك أبداً، فأنت تعذب الحيوانات وتأكلهم”، قال الأسد: ” أعدك أنّني لن أعود إلى هذه الأفعال، وسأصبح صديقاً لجميع الحيوانات، ولن أؤذي أيّاً منهم”. صدّق الأرنب الصغير الطيّب كلمات الأسد ففتح له باب القفص وساعده على الخروج، وبمجرد خروج الأسد وثب على الأرنب وأمسك به، ثمّ قال: “أنت فريستي الأولى لهذا اليوم!” بدأ الأرنب بالصراخ والاستغاثة مذعوراً، وكان هناك ثعلبٌ ذكيٌّ قريبٌ منهم، فسمع استغاثات الأرنب وهرع مسرعاً كي يساعده، وحين وصل ذهب إلى الأسد وتوجه إليه بالكلام قائلاً: “لقد سمعتُ أنّك كنت محبوساً في هذا القفص، فهل ذلك حقيقيٌّ حقاً؟” فقال الأسد: “أجل، لقد حبَسَتني الحيوانات فيه”. ردّ الثعلب: “ولكنّني لا أصدق ذلك، فكيف لأسد كبيرٍ وعظيمٍ مثلك أن يتّسع داخل هذا القفص الصغير؟ يبدو أنّك تكذب عليّ”. ردّ الأسد: ” لست أكذب، وسأثبت لك أنّني كنت داخل هذا القفص”. دخل الأسد القفص مرةً أخرى كي يُري الثعلب أنّه يتّسع داخله، فاقترب الثعلب من باب القفص سريعاً وأغلقه بإحكام، وحبس الأسد فيه مرةً أخرى، ثمّ قال للأرنب: “إياك ان تصدق هذا الأسد مرةً أخرى”.
العصفور والفيل
في الغابةٍ البعيدةٍ المليئةٍ بالأشجار الكبيرة والجميلة، والحيوانات الكثيرة والمتنوعة، عاش عصفورٌ صغيرٌ مع أمّه وإخوته في عشٍ صغيرٍ مبنيٍّ على قمم إحدى الأشجار العالية، وفي أحد الأيام ذهب العصفورة للأم للبحث عن طعامٍ لأبنائها الصغار، والذين لا يستطيعون الطيران بعد، وأثناء غيابها عن العش هبت ريحٌ شديدةٌ هزت العش، فوقع العصفور الصغير على الأرض. لم يكن العصفور الصغير قد تعلم الطيران بعد، فبقي مكانه خائفاً ينتظر عودة أمّه، وأثناء ذلك مرّ فيلٌ طيّبٌ يتمشّى في الغابة بمرح، ويضرب الأرض بأقدامه الكبيرة، ويُغنّي بصوتٍ عال، شعر العصفور بالفزع الشديد، وأخذ يحاول الاختباء من الفيل، إلّا أنّ الفيل رآه، فقال له: “أأنت بخيرٍ أيها العصفور الصغير الجميل؟ هل سقطتَ من الشجرة؟” ولكنّ العصفور كان خائفاً جداً فلم يستطع أن يُجيب الفيل بأيّ كلمة، كان يرتعد بشدّة من الخوف والبرد، فحزن الفيل لمنظره وقرر إحضار بعض أوراق الأشجار ووضعها حوله كي يدفئه. حضر ثعلبٌ مكارٌ ورأى الفيل يتحدث مع العصفور ثم يذهب مبتعداً ليحضر له الأوراق، فاقترب من العصفور عند ذهاب الفيل، وسأله: “لماذا أنت هنا على الأرض أيّها العصفور الصغير؟” أخبره العصفور الصغير أنّه سقط من عشه، قال الثعلب بمكر: “إنّني أعرف مكان عشك أيها العصفور وسأعيدك إليه، ولكن عليك في البداية أن تتخلص من الفيل، فهو حيوانٌ شرير ويريد أن يؤذيك”. في هذه اللحظة عاد الفيل يحمل الأوراق، فابتعد الثعلب واختبأ خلف الأشجار يراقب العصفور. وضع الفيل الأوراق حول العصفور، والذي شعر بالدفء، ثمّ قال للفيل: “أيها الفيل الطيب، أنا أشعر بالجوع، أيمكنك أن تحضر لي بعض الطعام؟” كانت هذه فكرة العصفور لإبعاد الفيل عنه حتى يستطيع الثعلب إعادته إلى عشه وإخوته، فالفيل كبيرٌ ومخيفٌ جداً، أمّا الثعلب فإنّه يبدو طيباً، ويمتلك فرواً جميلاً ذي ألوان رائعة. ردّ الفيل: “بالتأكيد أيها العصفور، سأحضر لك بعض الحبوب، ولكن كن حذراً من الحيوانات الأخرى ولا تتحرك من مكانك حتى أعود”. اقترب الثعلب من العصفور عند ذهاب الفيل وقال له: “فلنذهب كي أعيدك إلى عشك أيها العصفور” وحمله وابتعد خلف الشجرة، وفجأة تغيرت ملامح الثعلب، ورمى العصفور على الأرض ثمّ هجم عليه يهمّ بافتراسه وأكله، بدأ العصفور بالصراخ عالياً: “أنقذوني! أرجوكم أنقذوني!” سمع الفيل صوت العصفور فعاد مسرعاً ورأى الثعلب يحاول افتراس العصفور، فركض بسرعة وضرب الثعلب الذي هرب مبتعداً، حمل الفيل العصفور وقال له: “ألم اخبرك ألّا تبتعد أيها العصفور؟”. اعترف العصفور: “في الحقيقة لقد كنت أشعر بالخوف منك أيها الفيل، فأنت كبير ضخمٌ وكبير الحجم، وأنا عصفورٌ صغيرٌ جداً”، ردّ الفيل بحزنٍ شديد: “أيها العصفور، أنا لا آكل الحيوانات الصغيرة، ولست أريد سوى مساعدتك، عليك أن تتعلّم أنّه لا يجب الحكم على أحد لشكله أو حجمه، بل بأفعاله فقط” ثمّ أخذ الفيلُ العصفور وأعاده إلى الشجرة التي سقط منها، وكانت أمّه تبحث عنه بخوفٍ شديد، ففرحت جداً عندما رأته، وشكرت الفيل على مساعدتها.
الأسد والفأر
كان هناك ملك الغابة الأسد نائماً، فصعد فأرٌ صغير على ظهره وبدأ باللعب، شعر الأسد بالانزعاج من الحركة على ظهره واستيقظ غاضباً، فأمسك الفأر، وقرر أن يأكله مباشرةً، خاف الفأر كثيراً وبدأ بالاعتذار من الأسد عن إزعاجه، ورجاه أن يحرره ولا يأكله، ثمّ وعده بأنّه إن فعل ذلك فسينقذه يوماً، ضحك الأسد بسخرية، فكيف لفأرٍ صغيرٍ أن يساعد أسداً قوياً، ولكنّه قرر تركه. وبعد مرور بضعة أيام جاءت مجموعةٌ من الصيادين، وأمسكوا الأسد، وأحكموا وثاقه بالحبال حتى يحضروا قفصاً لوضعه فيه، فرأى الفأرُ الأسدَ على هذه الحال وتذكر وعده له، فاقترب منه وبدأ بقضم الحبال حتى قطّعها واستطاع الأسد والهرب والابتعاد عن الصيادين قبل أن ينتبهوا إليه، نظر الفأر للأسد وقال له: “ألم أخبرك أنّني سأنقذك يوماً؟” ندم الأسد على استصغاره للفأر واستهزائه به، وشكره كثيراً على إنقاذه.