كم مرة اعتمر النبي، فرض الله الحج على المسلمين وكان أحد العبادات التي نتقرب إلى الله بها فقال تعالى:” الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ”، والرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا فعلم الصحابة أمور الدين ونقلوه إلينا ولم يحج الرسول سوى مرة واحدة، وقد اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم والجدير بالذكر أن العمرة تختلف عن الحج في بعض الأمور إذ يتم فيها بعض أعمال الحج مثل الطواف والحلق والذبح، وتساءل العديد من الأشخاص عن عدد المرات التي اعتمر فيها النبي صلى الله عليه وسلم.
محتويات
ما المقصود بالعمرة
هي اسم من الإعتمار أي الزيارة والقصد ومن حيث الإصطلاح الشرعي فهي زيارة المسجد الحرام في مكة لأداء خاصة مثل الطواف والحلق والسعي وهي أصل في الإسلام حيث تم ذكرها مقرونة بالحج في القرآن الكريم، وحكم العمرة في الإسلام هناك من العلماء من قال فيها بأنها واجب وهم الحنابلة والشافعية، ومنهم من قال أنها سنة وهو الراجح وهذا ما ذهبت إليه المالكية والحنفية ودليلها من القرآن الكريم:” وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”.
كم مرة اعتمر النبي
اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم بحسب ما دلت عليه السير 4 مرات لا غير، والدليل على ذلك كما يلي:
- عن قتادة أن أنسا رضي الله عنه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر كلهن في ذي القعدة إلا التي مع حجته : عمرة من الحديبية أو زمن الحديبية في ذي القعدة ، وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة ، وعمرة من جعرانة حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة .
- يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى: «الحاصل من رواية أنس وابن عمر رضي الله عنهم اتفاقهما على أربع عمر، وكانت إحداهن في ذي القعدة عام الحديبية سنة ست من الهجرة، وصدوا فيها، فتحللوا، وحسبت لهم عمرة، والثانية في ذي القعدة، وهي سنة سبع، وهي عمرة القضاء، والثالثة في ذي القعدة سنة ثمان، وهي عام الفتح، والرابعة مع حجته، وكان إحرامها في ذي القعدة، وأعمالها في ذي الحجة، وأما قول ابن عمر رضي الله عنهما: إن إحداهن في رجب، فقد أنكرته عائشة رضي الله عنها، وسكت ابن عمر رضي الله عنه حين أنكرته.
- عن مجاهد رضي الله عنه قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير رضي الله عنه المسجد، فإذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما جالس إلى حجرة عائشة رضي الله عنها، وإذا ناس يصلون في المسجد صلاة الضحى، قال: فسألناه عن صلاتهم، فقال: «بدعة»، ثم قال له: كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: «أربعا؛ إحداهن في رجب»، فكرهنا أن نرد عليه.
عدد المرات التي اعتمر فيها النبي
كانت عدد المرات التي اعتمر فيها النبي صلى الله عليه وسلم بحسب السير هي 4 مرات، وهي كما يلي:
- الأولى: كانت عمرة الحديبية وهي أولاهن سنة ست فصدَّه المشركون عن البيت فنحر البُدْن ( أي هديه من الإبل ) حيث صُدَّ بالحديبية وحلق هو وأصحابه رؤوسهم وحلّوا من إحرامهم ورجع من عامه إلى المدينة.
- الثانية: عمرة القضية في العام المقبل دخل مكة فأقام بها ثلاثا ثم خرج بعد إكمال عمرته.
- الثالثة: عمرته التي قرنها مع حجته.
- الرابعة: عمرته من الجعرانة لما خرج إلى حنين ثم رجع إلى مكة فاعتمر من الجعرانة داخلا إليها.