المسلم يحرص دوماً معرفة الأحكام الشرعية للأفعال والأقوال التي تصدر عنه حتى يتجنب ما أمره الله والرسول بتجنبه ويلتزم بما أمر الله، تم الوصول إلى تعريف اليمين في اللغة العربية أنه القَسَم والحلف، ومن النواهي التي أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تجنبها والابتعاد عنها الحلف بغير الله عز وجل كما أنه شدد وأكد في النهي عن ذلك ومن الأمثلة عن الحلف بغير الله: الحلف بالكعبة والحلف بالقرآن والحلفة بالآباء والأمانة والنعمة والشرف والذمة، والحِكمة من جعل الحلف بغير الله ممنوع هو أن في الحلف بأي شيء يعني تعظيمه ولا يجوز تعظيم أي شيء أكثر من الخالق سبحانه وتعالى فإما أن تحلف بالله أو تصمت.
محتويات
حكم الحلف بغير الله
لا يجوز لأي مسلم الحلف بغير الله سبحانه وتعالى، أو بأي صفة غير التي وصف بها نفسه كقول وعلم الله وكلام الله أو وقدرة الله لأن جميعها من آيات وصفات الله، ولكن لا يجوز الحلف بأي شيء لا يمُت بصلة لله عالزوجل كما ذكرنا سابقاً الحلف بالنعمة والكعبة والطلاق والكثير من الأيمان التي نسمعها، وقد يُشرِك البعض في أيمانه فيحلف بحياة فلان أو ولي معين فكل ذلك لا يجوز فبرغم عظمة ومكانة النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه لا يجوز الحلف بالنبي أو حياته لأنه يبقى مخلوقاً خلقه الله عز وجل، لأن اليمين يعتبر عبادة خالصة لله عز وجل لا يجوز للمخلوق أن يحلف بأي شيء قد خلقه الله لأن في تلك المرحلة قد تكون أشركت شيئاً والعياذ بالله وحلفت به دون الخالق سبحانه وتعالى وفي حديث قاله النبي صلى الله عليه وسلم ليبين خطورة الحلف بغير الله قال: “من حلف بغيرِ اللهِ فقد كفر أو أشرك”، وهناك حالتين لتطبيق الحكم عليه بالكفر أو البقاء في الإسلام نذكرهم في السطور التالية:
- في حالة الحلف بغير الله “الرسول، الكعبة، الآباء أو غيرها” ومن داخله كان يقصد أن تلك المخلوقات أعظم من الله سبحانه وتعالى أو تتساوى معه في عظمته فهو مُشرِك كافر مُرتَد.
- إن كانت الحالة الثانية عكس الأولى بمعنى أن في حلفانه لا يقصد تعظيم شيء أكثر من الله سبحانه وتعالى ولكنه قالها دون قصد أو يجهل معناها، بسبب انتشار مثل تلك الأيمَان في مجتمعه فإن الحالف لا يعتبر أنه كفر أو أشرك ويبقى على الإسلام.
كفّارة اليمين
وضح الله عز وجل في كتابه العزيز كفّارة اليمين في قوله تعال: “اَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ” وكما هو موضح فإن كفارة اليمين هي عتق رقبة أو أن يتم إطعام عشرة مساكين أو يكسيهم من أوسط ما يُطعم الإنسان أو يكسي أهله فإن لم يكن بمقدوره فعل أي شيء منهم فعليه بصيام ثلاثة أيام، ومن الممكن إعطاء قدر من المال ما يساوي قيمة الطعام.
حكم الحلف بغير الله في المذاهب الأربعة
اختلفت الأحكام في المذاهب الأربعة لكن الشيء المتفق عليه أنه لا يجوز الحلف بغير الله لأنه كما ذكرنا في السابق يعتبر شرك بالله عز وجل نذكر لكم أراء المذاهب الأربعة في حكم حلف اليمين بغير الله:
- الحنفية إن كان الحلف بالطلاق على عدم فعل شيء معين غرضه الوثيقة بمعنى اتثاق الخصم بصدق الحالف فهو جائز أم الحلف بالأب والأم والشرف والأمانة وغير ضلك فهو مكروه.
- الحنابلة قالوا بأن أي حلف بغير الله حتى ولو كان لنبي أو ولي حرام وعلى من حلف بغير الله أن يُبدي الندم ويتوب ويستغفر.
- الشافعية يكره الحلف بأي شيء غير الله وأن الحلف بالطلاق أيضاً مكروه.
- المالكية المالكية قاموا بتقسيم الحكم إلى قسمين منها ما هو مُحرّم ومنها ما هو مكروه بمعنى أن الحلف بالأصنام أو بأشياء كان يُحلَف بها في الجاهلية بمعنى الشرك بالله عز وجل فهو محرم لا شك فيه.
في نهاية المقال الواجب علينا تجنب ما حرّم الله واتباع أوامره وكما وضحنا مسبقاً أن الحلفان بغير الله لا يجوز بأي شكل من الأشكال أما من حلف غير متعمد فعليه أن يؤدي كفّارته.