الحدود والعقوبات من الأمو التي تحدث عنها الشريعة الإسلامية وأوضحتها بشكل كامل، والحدود نوع من العقوبات التي تم تشريعها من أجل إيجاد رادع لعدم اقتراف أي شخص الذنوب والمعاصي التي نهى الله عنها كالسرقة والزنا وقذف المحصنات وشرب الخمر،وقد شُرعَت الحدود للحفاظم على الجمتمع الإسلامي ولكي يعم الأمن والأمان سائر بلاد المسلمين، حيث يذهب المسلم إلى عمله أو يترك بلدته وهو مطمئن على أهله وعرضه وماله ونفسه ودوماً ما كانت الشريعة الإسلامية تهدف إلى إلى حفظ حقوق الإنسان، ومن تلك الحدود التي أقرها الإسلام هي حد الحرابة سنتعرف في السطور القادمة أكثر عن حد الحرابة وما هو حد الحرابة.
محتويات
الحرابة
هي عملية قطع الطريق على العابرين بهدف السرقة والنهب، كانت تنتشر الحرابة قديماً في كثير من المناطق ولكن الأغلب كان في شبه الجزيرة العربية، وللحرابة آثار سلبية لا تعد ولا تحصى لما فيها من سفك دماء وقتل وأخذ السبايا من النساء وقطع النسل، كما أن الحرابة بمعنى دقيق خروج مجموعة من الناس مسلحة تُشهِر أسلحتها في وجه العابرين من منطقة لأخرى بهدف السرقة والقتل والنهب، وبعد ظهور الإسلام وضع حد الحرابة ووضع حكم لها سنوضح لكم معنى حد الحرابة.
معنى حد الحرابة
كلمة “الحرابة” مأخوذة من الحرب ومضادة لكلمة السلم ومعناها في الاصطلاح: خروج مجموعة من الناس بهدف قطع الطريقة والنهب وسرقة الأموال وقتل الأنفس مع تتكون المجموعة من أشخاص أشداء يعتمدون على القوة والبطش، وقد تكون هناك صور أخرى للحرابة ليست فقط قطع الريق بل لمهاجمة الناس الآمنين في بيوتهم والسيطرة على أموالهم أو في وسائل النقل وفي عصرنا الحاضر هناك الكثير من القصص التي نسمع عنها أو نشاهدها كعمليات زرع المتفجرات أو احتجاز رهائن، كما أن الحرابة من أكبر وأعظم الجرائم وعليه فقد قرر ديننا الإسلامي بإيقاع أشد العقوبات على من يرتكبها.
رُكن حد الحرابة
اتفق العلماء أن للحرابة ركن واحد، وهو أن يخرج مجموعة من الأشخاص المدججين بالأسلحة على الأفراد أثناء عبورهم طريق لسرقة أموالهم ونهبهم بطريقة تُشَكِل لهم خوفاً وذعراً ويكون القاطعون لديهم القدرة على ذلك، فكما ذكرنا سابقاً أن الحرابة معناها الخروج على مجموعة من الناس لسرقة أموالهم بشكل قسري حيث لا يستطع الأشخاص المارين من الطريق اعتراضهم أو التصدي لهم ويضطر المارّة بدفع الأموال أو اعطائهم ما يملكونه ليسمحوا لهم بسلوك الطريق دون إيذائهم.
حد الحرابة في السعودية
تعتبر الحرابة في القانون السعودي من أكبر الجرائم التي يعاقب عليها القانون ورد هذا في القرار رقم (1245) القائم على نص المادة (112) من نظام الإجراءات الجزائية السعودية، حيث تنص الفقرة الأولى في القرار الذي تم تحديده للجرائم أن عقوبة جرائم الحدود يتم المعاقبة عليها إما بالقتل أو القطع أو الرجم، والمفهوم المتعارف عليه للحرابة في النظام السعودي هو ارتكاب أي جريمة سلب للأموال أو قتل أشخاص أو هتك أعراض أو نشر الذعر والخوف بالأسلحة أو بغيرها من الأدوات.
تطبيق حد الحرابة
إذا تم إلقاء القبض على المُحارِب قبل توبته تتم عملية تطبيق الحد عليه بالقتل أو الصلب أو قطع اليد والرجل من خِلاف أو الحبس أو يتم نفيه خارج البلد، ويتم النطق بالحكم حسب اجتهاد الحاكم وما يراه مناسباً ويشكل رادع لمرتكب الجريمة هو وغيره وكما ورد عن أبو حنيفة والشافعي حسب الترتيب المذكور لا يُقتَل ما لم يَقتُل، ولا يُصلَب ولا يُقطَع، فإن قَتَل ولم يأخذ مالاً قُتِل فقط ولم يُقطَع ولم يُصلَب، فإن أخذ المال ولم يَقتُل قُطِع فقط، وإن قَتَل وأخذ المال؛ قال أبو حنيفة: الإمام مُخيَّر إن شاء جمع القتل والقطع، وإن شاء جمع القطع والصّلب، ثم قُتِل بعد الصّلب، وقال الشافعيّ: يقتلهم خنقاً ثم يصلبهم.