ما هو حكم الظهار في الاسلام، الظهار من أفعال أهل الجاهلية التي جاء الإسلام وحرمها ويُؤثم فاعلها، عندما يتزوج الرجل من الواجب أن يُمسك لسانه عن أي زلة قد تؤدي إلى طلاق زوجته ولو كان مازحاً، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم:” ثلاث جدهن جد وهزلهن جد: النكاح والطلاق والرجعة”، وقد أن كان في أهل الجاهلية أن إذا كره الزوجة ولا يُريد أن تتزوج ظاهر عليها ونعتها بصفة من صفات نساء أخريات محرمة عليه مثل أنت علي كظهر امي لا يجوز القول وواجب عليه الكفارة ويُؤثم على مثل هذا القول، وهكذا جاء الإسلام وقد حرم التلفظ بمثل هذه الكلمات والتي توقع الطلاق للمرأة، لذلك يتساءل العديد من الأشخاص عن حكم ظهار زوج لزوجه.
محتويات
ما المقصود بالظهار
الظهار من أصول الجاهلية والتي كان فيها إذا كان قد كره الرجل إمرأته ولم يرد لها أن تتزوج بغيره آلى منها او ظاهر لتبقى معلقة لا زوج لها، ولا تتزوج من أحد، وكان الظهار في الجاهلية طلاقاً وجاء الإسلام وأبطل هذا الحكم وجعله محرماً للزوجة ليُكفر زوجها كفارة الظهار صيانة للأعراض والأسر من العبث، والظهار في الشرع هو أن يُشبه الرجل زوجته بإمرأة محرمة عليه حرمة أبدية أو بجزء يُحرم عليه النظر إليه مثل الظهر أو الفخذ أو البطن، كأن يقول لزوجته أنت علي كابنتي أو كأمي فإن قال ذلك ولم يتبعه بالطلاق صار عائداً ولزومه الكفارة بهذا العود.
- الظهار لغة: هو مصدر: والفعل منه ظاهر إذ يُقال ظاهر من امرأته، أي قال لها:” “أنت عليّ كظَهْر أمي”.
- الظهار شرعاً: هو أن يُشبه الرجل زوجته بأحد النساء المحرمات عليه او لجزء منها، بالنساء المحرمات عليه حرمة أبدية، ومثله يقول الرجل: “أنت عليّ كظَهْرِ أمي”، أو “كظَهْرِ أختي”، أو “نِصفُكِ عليّ كظَهْرِ أمي”.
أركان الظهار الأربعة
للظهار أربعة أركان وهي كالتالي:
- المظاهِر: وهو الزوج،
- المظاهَر منها: وهي الزوجة.
- الصيغة: ما يصدر من الزوج من ألفاظ تدل على الظهار.
- المشبه به: كل من يحرم وطؤها على التأبيد كالأم ونحوها.
أدلة شرعية على حرمة الظهار
الظهار عادة جاهلية جاء الإسلام ليُحرمها، وكانت هناك العديد من الأدلة على حرمتها وهذا ما جعل العلماء يعتمدون عليها كأدلة شرعية ليفتوا من خلالها، وأبرزها ما يلي:
- قال تعالى: (الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّـهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ).
- قال تعالى: (وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ).
- من حديث أوس بن الصامت، أنّ زوجته اشتكت للنبي -عليه الصلاة والسلام- مُظاهرة زوجها لها، فأنزل الله -تعالى- سورة المجادلة. حرّمت الشريعة الإسلاميّة الظِّهار، وأبطلته، ورتّبت على من ظَاهَرَ زوجته، وأراد العودة إليها، كفّارةً؛ عقوبةً، وزجراً له عن فعله، إذ إنّ الظِّهار مخالفٌ لحقيقة الأمور، كما أنّ فيه ظلمٌ بالزوجة، وإلحاقٌ للضرر بها.
أحكام الظهار وأقسامه
الظهار نوعان وهما كالتالي:
- الظهار المؤقت: وهو الظهار المحدد بزمن معين إن وقع انتهى الظهار، وحكمه:
- الظهار المؤقت وهو أن يقول الرجل لزوجته أنت علي كظهر أمي يوماً أو شهراً أو سنة وينتهي بانتهاء المدة دون كفارة عند جمهور العلماء، لأن اليمين يتوقت وينتهي بإنتهاء الاجل عكس الطلاق.
- قول المالكية: يبطل التأقيت ويتأبد الظهار ولا يحل إلا بالكفار قياساً على الطلاق، إذ إن الطلاق محرم من التوقيت والظهار مثله.
- الظهار مؤبداً أو مطلقاً ينتهي حكم الظهار أو يبطل بالاتفاق بموت أحد الزوجين، لزوال حكم الظهار.
- الظهار المؤبد: وهو أن يقول الرجل لزوجته أنت علي كظهر أمي أو اختي أو احد محارمه مطلقاً أو مدى الحياة، أو من غير تحديد قاصداً الأبدية لأنه كرهها ولا يُريد أن يُطلقها ويُعذبها بتعلقها، وحكمه:
- لا يبطل حكم الظهار عند الجمهور غير المالكية بالطلاق الرجعي أو البائن أو الثلاث ولا بردة وفي قول أبي حنيفة حتى إن تزوجت بزوج آخر وعادت للاول، فلا يحل وطؤها بدون تقديم الكفارة وهو ثبوت حرمة لا ترتفع إلا بالكفارة.
- عم دفع الكفارة ينتهي بالموت أو بالفراق غير الشافعية إن مات أحد المظاهرين أو فارق الزوج قبل العود فلا كفارة عليه.
- قال تعالى:” وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ”.
- قال الشافعي: إن أمسك الرجل المظاهر منها بعد ظهاره زمناً يمكنه طلاقها فيه فلم يطلقها فعليه الكفارة لأن ذلك هو العود عنده.
حكم الظهار في الاسلام
إن قال الزوج لزوجته أنت كحرمة أمي او حرمة أختي إن فعلت كذا كذا، هذاظهاراً وعليه الكفارة والتوبة، والظهار من منكرات القول وزور، وإن قال لزوجته أنت انت محرم عليا كأمي أو أختي أو عمتي أو جدتي أوخالتي إن كلمت فلاناً أو إن لم تبيتي في المنزل أو إن فعلت كذا وكذا، أيضاً ظهاراً، وعليه التوبة وإن فعلت ما منعها منه فعليه الكفارة والتي تكون بالتالي:
- عتق رقبة، فإن لم يستطع.
- صيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع.
- أطعم ستين مسكيناً ثلاثين صاعاً، والصاع أربع حفنات باليدين الممتلئتين المتوسطتين، والصاع كما أخبر النبي عليه ثلاثين صاعاً بصاع النبي يقسم بي ستين مسكيناً ولكل مسكين نص صاع وهو كيلو ونص تقريباً، قبل أن يطأها مرة أخرى لما وقع منه الفعل الحرم للمسها.
ما هي كفارة الظهار
كفارة الظهار مثل كفارة اليمين، والتي تكون كالتالي:
- عتق رقبة مؤمنة.
- صيام شهرين متتابعين.
- اطعام ستين مسكينا.
- ولا يجوز له الانتقال إلى الصيام إن كان عاجزاً عن عتق رقبة حيث إن كفارة الظهار تكون على الترتيب.
أداء كفارة الظهار
يلزم على الزوج الذي ظاهر زوجته أن يُؤدي الكفارة مرة أخرى للتكفير عما بدر منه، قال تعالى:” فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا”، والإشارة إلى أن الكفارة لا تسقط المظاهر حتى وإن وطئ زوجته قبل تأديتها، واستدل العلماء بقول عبدالله بن عباس: عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: (أنَّ رجلًا أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، قَد ظاهرَ منَ امرأتِهِ فوقعَ علَيها، فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، إنِّي ظاهَرتُ منَ امرأتي فوَقعتُ قبلَ أن أُكَفِّرَ، قالَ: وما حَملَكَ على ذلِكَ يرحَمُكَ اللَّهُ؟ قالَ: رأيتُ خُلخالَها في ضوءِ القمرِ، فقالَ: لا تَقرَبْها حتَّى تفعلَ ما أمرَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ)، المرأة التي ظاهرها زوجها محرمة عليه، وإن وق الوطء قبل أداء الكفارة لا يرفع حرمة الكفارة عنه.