هل المنى طاهر ام نجس، يمر بالمسلمين العديد من المسائل الفقهية التي يتساءلون على حكمها بحيث لابد من مراجعة شيخ مختص او مفتي البلاد في هذا الامر، هناك الكثير من الامور الأساسية التي لابد على كافة المسلين أن يكونوا عالمين بها وهي من الأمور التي تتكرر مع الجميع، الإنسان لابد عليه من معرفة أحكام الطهارة التي من الممكن أن يقع في أحد أحكامها وما هو الحلال والحرام فيها وماذا عليه أن يتصرف في حالة النجاسة، المني هو الماء الذي يخرج من الرجل أو المرأة وقت اشتداد الشهوة، وقد خلق الله الإنسان من ماء قال تعالى:” خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب”، وقال تعالى:” أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ”، وقال تعالى:” فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ . خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ”، الماء المهين هو المني الذي هو سبب في حمل المرأة وانجاب المواليد، ولكن يتساءل العديد من الأشخاص عن المني هل هو طاهر أم نجس.
محتويات
تعريف المني
المني هو السائل الذي يتم قذفه بعد المذي، ويكون لزج الملمس وكثيف اللون ولونه أبيض يحتوي على مكونات تختلف عن مكونات المذي.
المذي لغة: هو ماء الرجل أو ماء المرأة، قال تعالى:” أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى”، وهو ماء غليظ دافق يخرج بسبب اشتداد الشهوة وبنزوله تنقضي الشهوة وهو غليظ أبيض عند الرجال ويميل للصفرة عند النساء ولا يكون غليظاً.
هل المنى طاهر ام نجس
المني طاهر عند الشافعية والحنابلة، وخروجه يُلزم الغسل، فنزوله بشهوة في اليقظة أو المنام هو جنابة ولابد من التطهر بالإغتسال، ولا تصح العبادات جميعها دون الطهارة منه
وفي هذه القضية كان العلماء كالتالي:
- المني ظاهر والدليل:
- بما صحَّ عن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت: \”لقد رأيتني أفركه من ثوب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فركاً فيصلي فيه\”، [رواه مسلم وأهل السنن].
- وبما روي عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: \”سئل النبي – صلى الله عليه وسلم – عن المني يصيب الثوب؟ فقال: \”إنما هو بمنزلة المخاط والبزاق، وإنما يكفيك أن تمسحه بخرقة أوإذخرة\”.
- وبأن الله خلق منه الإنسان الذي كرمه على سائر مخلوقاته.
- المني نجس: وهو مذهب الثوري، وأبي حنيفة، ومالك، ورواية عن أحمد – رحمهم الله -.
- بما صحَّ عن عائشة – رضي الله عنها -: \”أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يغسل المني\”، [رواه مسلم].
- وفي رواية عنها: \”كنت أغسله من ثوب رسول الله – صلى الله عليه وسلم -\”، [متفق عليه].
- وفي رواية عنها أنها قالت لرجل أصاب ثوبه مني فغسله كله: \”إنما كان يجزيك إن رأيته أن تغسل مكانه، فإن لم تره نضحت حوله، لقد رأيتني أفركه من ثوب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فركاً فيصلي فيه\”.
- وبحديث ضعيف: \”كان يأمر بحت المني\”.
- وقياساً على البول والحيض، لأن مخرج كل ذلك واحد.
حكم الصلاة في الثوب الذي أصابه المني
اختلف العلماء على رأيين هما ما يلي:
- يغسل المني من الثوب والبدن استحباباً وليس وجوباً، ومن صلى وهو على بدنه أو ثوبه ناسياً كان أم ذاكراً فلا إعادة عليه، وهذا مذهب الشافعي، وأحمد، وإسحاق، وداود.
- يغسل المني إن كان رطباً ويفرك إن كان يابساً، وهذا مذهب أبي حنيفة وبعض أصحاب أحمد.
- يغسل المني من البدن والثوب سواء كان رطباً أم يابساً، وإلا عليه الإعادة، وهذا مذهب مالك رحمه الله.
- قال الخرقي: (والمني طاهر، وهي الرواية الصحيحة في مذهب أحمد، اختارها الوالد السعيد، وشيخه، وبها قال الشافعي وداود، وفي رواية عند أحمد إنه كالدم).
- وقال أبو بكر في التنبيه: إن كان رطباً غسل، وإن كان يابساً فرك، فمتى لم يفعل ذلك وصلى فيه أعاد الصلاة، وبه قال أبو حنيفة، وقال مالك: يغسل بكل حال).
- وقال النووي: (المني طاهر عندنا ـ الشافعية ـ وبه قال سعيد بن المسيب، وعطـاء، وإسحاق بن راهويه، وأبو ثور، وداود، وابن المنذر، وهو أصح الروايتين عن أحمد، وحكاه العبدري وغيره عن سعد بن أبي وقاص، وابن عمر، وعائشة – رضي الله عنهم -، وقال الثوري، والأوزاعي، ومالك، وأبو حنيفة، وأصحابه: نجس، لكن عند أبي حنيفة يجزي فركه يابساً، وأوجب الأوزاعي ومالك غسله يابساً ورطباً).
- الراجح في مني الآدمي ذكراً كان أم أنثى عليه أنه طاهر ويستحب غسله إن كان رطباً تنظفاً وتنزهاً، ويكفي فركه يابساً، وإن صلى وعلى ثوبه أو بدنه شيء من ذلك فلا إعادة عليه، والله أعلم.
هل المني طاهر أم نجس بالفيديو
