أقرّ دين الإسلام مبدأ العدل والمساواة بين المسلمين، وأكدّ على أنه لا اختلاف ولا فرق بين عربيّ ولا أعجمي في الإسلام إلا بالتقوى والعمل الصالح، كما رفض الإسلام ظاهرة العبيد والرقيق التي كانت منتشرة في الجاهلية، وشددّ الإسلام على حريّة كل فرد مهما اختلف عِرقه أو أصله أو نسبه أو لونه، ودعا المسلمين إلى عتق الرقبة أو تحرير الرقاب، ما معنى عتق رقبه هنا سنوضح لكم شرح معنى عبارة عتق رقبه.
محتويات
ما معنى عتق رقبه
حرص الإسلام منذ نشأته وبداياته إلى تحرير الرقيق والعبيد من العبودية للأشخاص، ومنحهم الحرّية للتصرف في شؤونهم بشكل حر وبإرادة حرّة، شرّع الدين الإسلامي الحنيف الكفارات والحدود والفدية، حيث أنه قبل ظهور الإسلام كان العرب يتعاملون بالرقيق والعبيد، وكانت هذه الظاهرة متأصلة ومتجذرة في المجتمعات العربية لذلك كان من الصعب تحريمها بشكل مُطلق، بل عمل الإسلام على تجفيف منابعها من أجل الوصول إلى تحرير جميع العبيد والرقيق من المسلمين.
إن الرّق في اللغة هي مصدر للفعل رقّ الشخص والمضارع منها يرق، من باب ضرب فهو رقيق والرقيق تعني العبد، والرِّق يُقصد بها العبودية، والرّق: هي الشيء الرقيق بحيث يُقال عن الأرض اللّينة: رق، وهي الرَّق بفتح الراء فمثلاً نقول الجلد الرقيق.
أما العتق فهو التحرير والحرّية، ونقول عتق رقبه نقصد بذلك تحرير رقبة أي تحرير عبد أو رقيق، وهذا ما دعت إليه الديانة الإسلامية على عكس الديانات الأخرى التي اعتبرته رفاهية لا اعتراض عليها، أما الإسلام فاعتبر ظاهرة الرّق هي نتيجة حتمية للصراع الدائر بين الشعوب على مدار التاريخ، وتعامل الإسلام مع ظاهرة الرِّق بشكل مدروس وتدريجي فهو لم يُحرمها في البدايات، وفي ذات الوقت لم يبيحها أو يُقر العمل بها، استطاع الإسلام من خلال ثلاثة مراحل القضاء على ظاهرة الرِّق وهي: تحسين الحالة المادّية والمعنوية للرقيق، تضييق مصادر الاسترقاق، تحرير الرقيق أي عتق رقبه في سبيل الله.
طرق عتق رقبه
وسّع الإسلام الطرق التي يُمكن بواسطتها تحرير رقبة وزيادة أسباب تحرير الرقاب، ومنها:
- عتق الرقبة هو أحد مصارف الزكاة التي أقرها الإسلام، حيث قال تعالى: ” إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضةً من الله والله عليم حكيم” .
- تحرير العبيد قُربة يتقرب بها المسلم إلى الله.
- جعل تحرير العبيد كفّارة لضربه أو لطمه فقد جاء في الحديث الشريف: ” مَن لطم مملوكاً له أو ضربه فكفارته عتقه” .
- سمح الإسلام بالزواج من الرقيق، وهو من أكثر الطرق أهمية بل وأوسعها.